مشاهد حية من حياتنا وحياة من حولنا (4)

محمود سلامة محمود الهايشة
(Mahmoud Salama Mahmoud El-haysha)

الحوار المتمدن-العدد: 2447 - 2008 / 10 / 27 - 05:39
المحور: كتابات ساخرة
    

المشهد السابع: بعنوان "المشاكل العربية واحدة رغم اختلاف المكان والأشخاص":
تابعت كما تابع جميع الناس بالمنطقة العربية وسائل الإعلام وهي تنقل الأخبار القادمة من شمال المغرب عن حدوث أمطار غزيرة وسيول.. وذلك كان يوم السبت 25 أكتوبر 2008 .. حيث شهدت التقرير الإخباري الذي عرضته قناة الجزيرة الفضائية .. في طغتيتها لتلك السيول من مدينة طنجى ، حيث تناول التقرير كلا من المدينة السكينة والصناعية بطنجى.. ومعانت أهالي وسكان تلك المناطق للغرق والسباحة وتشردهم .. وضياع وهلك الكثير من ممتلكاتهم .. ولا تدخل من الحكومة المغرب ، وهذا المشهد كأني أرى مدن وقرى مصرية بالضبط..
حتى المدينة الصناعية بطنجى عصب الصناعة والاستثمار في الشمال المغربي غرقت .. على الرغم من أن يعمل بها أكثر من ثلاثين ألف عامل .. وانهارت الطرق المؤدية إليه .. وتشير التقرير إلى أن إزالت ما حدث يحتاج إلى ثلاثة أشهر لكي يعود الوضع إلى ما كان عليه من قبل..
وقد ظهر في التقرير أثناء تغطية الحدث أن مبنى مديرية الأمن وهو بالطبع مبنى حكومي قد غرق أيضا.. وقد منعت كاميرا الجزيرة من تصوير هذا المشهد.. أي كأنك في أي مدنية عربية أخرى .. وهم نفسهم العسكر .. وهي نفسها الحكومة .. سبحان الله العرب متفقون فقد في الجهل والتخلف والفقر المعنوي وليس الفقر المادي ، متفقون في انتشار الفاسد والمفاسد ، متفقون في الشر ومختلفون في الخير!!! وإنا لله وإنا إليه راجعون.

المشهد الثامن: بعنوان "الصلاة هي زرع الحياة وغرس المستقبل":
بعد خروجي من الصلاة الظهر وذلك من مسجد "الميلم" بالفروانية ، والكائن أمام مخفر شرطة الفروانية بالضبط.. مررت على فرع للبنك الوطني الكويتي .. فرأيت منظهر جميل لفت انتبهي .. ألا وهو الصورة التي تم لصقها على الحاجز والساتر الزجاجي لمكائن الصراف الآلي (ATM) للبنك .. حيث تم في ذلك اليوم تغيير الصورة التي كانت موجودة من قبل..
فالصورة الجديدة عبارة عن سجادة صلاة مفروشة أمام عمودين يرمزين للقبلة التي يتجه إليها الإنسان المسلم ويوجه قلبه وعقله لله ويصلى .. وأمام تلك السجادة يوجد نبتتين جميلتين مثمرتين خضرتين...
فتوقفت لحظة أمام تلك الصورة حتى تلتقطها عيني وتطبعها في عقلي .. وبعدها تلك المكان وتحركت في طريقي للسكن.. وأثناء ذلك بدأ العقل يعمل ويترجم ويشرح ويحلل تلك الصورة الرائعة .. ومعنى وجودها في ذلك المكان الذي دائما وأبدا أي إنسان لابد له أن يذهب ويأتي .. يروح ويرجع عليه، أما لإيداع المال (كاش/ أو شيك)، أو لسحب المال..
فالمال يقل ويكثر .. أو ينقص ويزيد، والإنسان نهاية الموت لا محاله، ولكن الذي أوجد المال وخلق الإنسان حي لا يموت.. فسبحان الذي الدوام...
فالصلاة هي عماد الدين الإسلامي من أقامها فقد أقام الدين ومن تركها فقد ترك الدين... وهي أول شيء يسأل عنه الإنسان المسلم... وهي ثاني أركان الإسلام الخمس بعد شهدة أن لا إله إلا الله، تأتي إقام الصلاة... فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر..

المشهد التاسع: بعنوان "الدينار الكويتي وحرارة الجو!!":
كما يعرف القراء الكريم أن العملة النقدية المعمول بها في دولة الكويت، هي الدينار الكويتي، حيث تعد القيمة النقدية له أمام باقي العملات العالمية من أعلى القيم على مستوى العالم... وكما أن عملة الكويت الدينار مرتفعة كذلك حرارة الجو معظم أوقات السنة بالكويت من أعلى درجات الحرارة..
وقد سمعت من الأخوة المصريين المقيمين بالكويت تفسير عجيب وجميل في نفس الوقت... أنهم يحصول على الدينار بالنار .. أي بالمجهود وبالعمل الشقاء والعناء الشديد.. حيث قام بتقسيم كلمة (دينار) إلى نصفين (دي نار) أي هذا نار ... مما يعني أن هذا الدينار لا يأتي إلا بالنار.. وإلي يعيش ياما يشوف!!!

المشهد العاشر: بعنوان "الإشتعال المتكرر لخشب المصنع":
كان زميلي بالسكن (أبوميار) يعمل مديراً لإنتاج مصنع كبيرة لأعمال النجارة ... ثم بعد قضى فترة كبيرة في منصب مدير إنتاج المصنع تم نقله من قبل صاحب الشركة التي لها المصنع والمدير العام (أبوعلي) .. حيث نقل لمنصب مدير المواقع والتركيبات الخارجية.. حيث أن المصنع يقوم بتوريد وتركيب معظم الأعمال الخشبية والمنجور لمعظم المشاريع السكانية سواء أكانت حكومية أو أهلية...
وبعد أن استلم (أبوميار) مكانه موقعه الجديد حدثت عدة حرائق في مخزن الأخشاب ... حيث يتم تخزن كمية كبيرة جدا خارج صالة الإنتاج .. وقد قام الأشخاص القائمين على إنتاج المصنع من الداخل والمسؤلين على إدارة التسويق بالخارج .. بإطلاق الإشاعات المغرضة على صديقي (أبوميار) متهمينه بإنه من هو وراء تلك الحرائق المتكرره ، والسبب الذي يدفعه لفعل ذلك هو الانتقام لنفسه من صاحب المصنع، بسبب خلعه من منصبه السابق كمدير لإنتاج المصنع، ووضع في منصبه الجديد...
وبدأت الاجتماع المستمره لدراسة الموقف والأسباب التى أدت إلى حدوث الحرائق التي كانت من الممكن أن تأكل عشرات الآلاف من الأمتار والأطنان من الخشب... ومن ضمن الاقتراحات هو بوضع جدول مرور وتفتيش يومي ليلا على المصنع يشمل الجدول جميع الأفراد المكونين للإدارة العليا للمصنع ومن ضمنهم بالطبع صاحب المصنع (أبوعلي) وكذلك صديقي (أبوميار)..
وقد حلل أبوميار ووصل إلى السبب الرئيسي تلك الحرائق وذلك بحكم خبرة الطويلة في مجال الأخشاب والنجارة والتصنيع الخشبي.. حيث أنه تربى ونشأ في وبين ورش النجارة الكبرى والصغرى بدمياط، حيث تعد محافظة دمياط قلعة صناعة الأثاث والموبيليا والمصنوعات الخشبية شمال مصر.
وبالفعل قال أبوميار لمدير عام المصنع أبوعلي : السبب هو أن القائمين على إدارة الإنتاج بالمصنع أحبوا أن يزيدوا من معدل إنتاج المصنع .. وذلك باستخدام أحد المكائن التي توفر بعض الوقت لأنها توفر عمل عدة مكائن.. حيث ينتج عنها كمية كبيرة من النشارة الخشبية الناعمة جدا، وتلك النشارة تتكتل ، مما يؤدي إلى حدوث إشتعال ذات داخل التكتل من النشارة، بحيث يقوم العمال في نهاية كل يوم عمل بتجميع تلك النشارة وتنظيف المنطقة حول تلك المكينة، وإخراج تلك النشارة وتعبئتها في أجوله حيث تظل تلك الكتل الملتهبه تعمل بها تلك الشراره الحرارية، ومع استمرار ومرور الوقت تخرج تلك الحرارة الذاتية وتطفو على السطح ومع قليل من الهواء تشتعل تلك النشارة وتطير تلك الشراره وتمسك في الأخشاب المتراكمة والمرصوصه بالمكان...
اللهم يحمينى ويحمي أموال وبيوتنا وديارنا وديار المسلمين من الحرق والغرق والدمار..

#محمود_سلامة_محمود_الهايشة (هاشتاغ)       Mahmoud_Salama_Mahmoud_El-haysha#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات