أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عدنان طعمة الشطري - من برج بابل الى برج قناة الحرة-- برج الخفاجي في الذاكرة الامريكية















المزيد.....

من برج بابل الى برج قناة الحرة-- برج الخفاجي في الذاكرة الامريكية


عدنان طعمة الشطري

الحوار المتمدن-العدد: 2444 - 2008 / 10 / 24 - 06:03
المحور: الصحافة والاعلام
    


لم يكن بناء الأبراج ومعمارها اللافت للنظر ، شيئاً جيداً ومعماراً مستحدثاً على التاريخ البشري والذاكرة الإنسانية ، حيث جاهدت ذاكرة فرنسية حية وهو المسيو أيفل في بناء معمار برج حمل اسمه من اجل باريس مميزة ومنفردة في معرض تجاري ، وترسيخ معلم انساني وتاريخي وفني وعمراني ميزت باريس الجميلة التي أطلقت جميع رصاصاتها الإبداعية من ذاكرة وبواطن ايفل ، لتنعت وتوصف به إلى الأبد بمعمار جمالي شاهق يسر الأنظار ويطرب النفوس وينعش الأرواح .

وطرزت نيويورك المنكوبة بهجمات الحادي عشر من سبتمبر ، من بين ناطحات سحاباتها ، معمارين شاخصين شاهقين ، هما أعلى برجين في العالم ، وفي مبنى التجارة العالمي ، فاتت ثلة من الملتحين الذين وصفهم ريغان أبان الاحتلال السوفيتي لأفغانستان ، بانهم معادلون موضوعيون لجورج واشنطن وكريستوفر كولومبس واهم رموز تاريخ الولايات المتحدة ، فدمر هذين البرجين بطريقة وحشية لم يشهد لها نظير التاريخ الوحشي والهمجي ، على رؤوس من فيها ، ولتؤرخ مرحلة تاريخية سميت بالمرحلة التي أفرزتها معطيات ( سقوط البرجين ) أو زلزال نيويورك المريع .

وكذلك فان الذاكرة المعمارية والبنائية للتاريخ البشري قد أخبرتنا بان مخاض تورنتو العنيف قد تمخض عن ولادة بناء اكثر الأبراج علواً على وجه البسيطة .

وأتى السجين والمحارب للدكتاتورية الصدامية البغيضة ، والإعلامي الصحافي عماد الخفاجي مدير مكتب قناة الحرة في بغداد ، ليطلق على برنامجه تســــــمية ( برج بابل ) الذي يعرض بشكل أسبوعي منتظم من على شاشة تلفاز الحرة والحرة عراق لاادري وهو المجال الذي أريد أن اعرض فيه علامات استفهام كبيرة ومشككة بخلفية أبعاد إطلاق مثل هذه التسمية في زمن الاحتلال العسكري والثقافي للعراق ، وأين تصيرت هذه التسمية ؟ وكيف طبخت ؟ هل في مطابخ الـ CIA والكونغرس الأمريكي باعتبارها المصدر الممول الوحيد لقناة الحرة ؟ أم تفتت ذهنية الزميل الخفاجي ، واستناداً إلى مسانيد خلفيتة الثقافية وتكوينه الآيديلوجي ، فأطلق هذه التسمية ( برج بابل ) دون أن يعي أبعاد ودلالات هذه التسمية ؟ ومع ذلك سأبقى قاب قوسين أو أدنى من الشك والتشكيك ، من أن أجنده سوداء وراء إطلاق التسمية ، إلى أن يكشف الخفاجي خلفيات إطلاق هذه التسمية ، أو يكشف الله يوماً غطاءها ، فتهرع حقائق التاريخ هاربة إلى الوعي البشري العراقي وتنجلي الحقيقة الغائبة .

تشير التوراة والمصادر التوراتية والإنجيلية إلى أن البشر في سفر التكوين وهم نمرود واتباعه ، قد سعوا لبناء صيت لهم في العالم ، فقاموا ببناء مدينة عظيمة وبرج عال ليصلوا إلى السماء ومحاربة الله وهو في عرشه السماوي . يقول سفر التكوين في الإصحاح الحادي عشر( وكانت الأرض كلها لسان واحد ولغة واحدة ، وحدث في ارتحالهم شرقاً انهم وجدوا بقعة في ارض شنعار ، وسكنوا هناك ، وقال بعضهم لبعض ، هلم تصنع لبناء ونشويه شيا ، فكان لهم اللبن مكان الحجر ، وكان لهم الخمر مكان الطين ، وقالوا هلم نبني لانفسنا مدينة وبرجاً رأسه بالسماء ونصنع لانفسنا اسماً ، لئلا نتبدد على وجه كل ارض ) .

هذه المدينة والبرج الشيطاني لنمرود وازلامه ، لم ينل رضا الله ، كما يشير سفر التكوين ، فانزل الله جام غضبه عليهم بتشتيتهم وتبددهم على وجه كل الأرض ، لذلك دعي ( بابل ) لان الرب بلبل لسانهم ، سيما وان المختصين بشؤون النشأة والتكوين واللغة يتفق بعضهم نسبياً ، إن تعددية اللغات في العالم ، تبدأ من هذا التاريخ وانهيار برج بابل النمرودي ، والذي سمي بابل ( لبلبلة ) الرب السنة الناس فيه .


يعني ياعماد الخفاجي ، وعماد هذا البرنامج ، ان هذه التسمية قد ارتبطت بالبلبلة والتشتت والتبدد والتهجير والهجرة في أصقاع العالم المختلفة ، فهل هذا يعني إن تسمية برج بابل هي انعكاس للاسطرة اليهودية والمسيحية التي تتلبس ذهنية اليمين المسيحي المتصهين في البيت الأبيض والكونغرس الأمريكي ، لتحقيق الحلم اليهودي الموعود بتشتيت وتقسيم جغرافيا بلاد مابين النهرين إلى دويلات وكانتوتات كارتونية صغيرة ، ووأد الحلم الرافديني بإستعادة دوره الريادي في قيادة المعمورة ، باعتباره الأرض - ألام الذي خرج من معطفها جميع أبناء المعمورة ، سيما وان اكثر من مفكر وعبقري غربي قد أشار إلى هناك أساطير وميثولوجيا تؤسس للسياسة الأمريكية مثلما تؤسس للسياسة الإسرائيلية على حد قناعة المفكر الفرنسي ( روجيه غارودي ) الذي يحتسي الخمرة الباريسية المعتقة ويفكر بعقل إسلامي وبخلفية ثقافية ماركسية .


وما يعزز هذا الرأي ، إن عمليات التنقيب في مملكة اور الكلدان التي تقع في مدينة الناصرية ، قد اكتشفت عام 1924م بناء ضخم له ثلاث مصاعد ، يرجح الخبراء انه برج بابل الذي قصد الناس به الوصول إلى السماء .


ولا أستطيع أن افترض جدلاً بالقول ، بان ثمة بعداً ودلالة معكوسة لما ذكرته أنفاً ، بان برج بابل ، واعني برج الخفاجي في قناة الحرة ، هو رؤيا لاستجماع الجمهورالمليوني العراقي الذي بددته على وجه كل الأرض الطغمة الصدامية اللعينة ، اكثر الدكتاتوريات عتواً في التاريخ ، وذلك لان برج بابل المعمار ، بذرة شيطانية مكروهة عند الله كما اشار سفر التكوين الى ذلك ؟ ! .


وما عزز قناعتي التي ما انفكت قاب قوسين أو أدنى من الشك والتشكيك ، يا صديقي الخفاجي ، هي علامة استفهام فطنت إليها بفطنتي المتواضعة ، وهي لماذا اختار العقل السياسي والعسكري الأمريكي ، القوات الإيطالية دون غيرها لتتمركز في اور الكلدان بالناصرية ... ونتساءل سؤال غير بريء ألبته في هذا الصدد ، هل ثمة رغبة بابوية - فاتكانية في ذلك ، سيما وان إيطاليا الكاثوليكية هي منبع التعاليم المسيحية ، السرية والعلنية ، لتنفيذ سيناريو التقسيم المقرر في ظلمات المختبرات الأمريكية للعراق ، لتسهيل السيطرة على إقليم اور الكلدان ، وليتدفق عليه الحجيج المسيحي لتأدية مناسك زيارة بيت سيدنا إبراهيم الخليل ( عليه السلام ) ، سيما وان الذاكرة العراقية مازالت تختزن وتتذكر واقعة حج البابا باتجاه اور الكلدان من القاهرة في عقد التسعينات .. مع الجدير بالاشارة ليس هناك اعتراضاً بان تكون الناصرية بيت الله الذي يتدفق عليه الحجيج المسيحي من سائر انحاء العالم ، ولكن بشرط ان تتحرر اور الكلدان من السيطرة العسكرية الامريكية الراهنة .


انها مجرد تساؤلات وشكوك ايها الخفاجي ، ولم تكن هواجس او هذيان ، بل هو استقراء لم يكتمل بعد ، ليستند على معطياتٍ ووثائق ربما ارتكزت على اساطير الاولين ، الا ان هذه الأساطير والميثولوجيا قد استولت على نصف العقل الامريكي الباطني على مايبدو ، ابتداءاً من الرئيس الأمريكي بوش الذي آمن وايقن بان جيش يأجوج ومأجوج ستتكون جاهزيته العسكرية في العراق عدةً وعدداً ، وينطلق لابادة العالمين الامريكي والغربي قريباً ، اذا لم يجيش عليه الجيوش ونفتك به بالسرعة اللازمة ، حسب ماجاء في المكالمة الهاتفية بين بوش وشيراك قبيل الحرب على العراق والاطاحة بنظام الفاشست الدموي.


من المؤكد وحسب الدراسات التاريخية والأثرية ، ان بناء وهيكلية الابراج قد بدأ في بابل العراقية ، وعندما سبى نبوخذ نصر اليهود ونقل اربعين الف منهم الى بابل ، كان اول مااستفز ابصاره وبصيرتهم برج بابل العالي ، وذلك لارتفاعه وجمالية معماره ... والان وبعد هذه الأزمان السحيقة في القدم اتت ( امريكا المسيحية ) و ( امريكا الخطاب المسيحي المتصهين ) ، ليذكرنا بتاريخ اجدادنا ، اباطرة بابل العتاة ، وتاريخنا الوثني اللعين الذي سعى الى محاربة الله في عرشه ، وليقولوا لنا ها قد عدنا ياسليلي السلالة البابلية لنبهركم وندهشكم ونروعكم بتقنياتنا التكنولوجية المدمرة ، بعدما بهرتمونا ودهشتمونا ببرجكم البابلي العالي الذي شيد ليتحدى الله وتعاليمه .


في إحدى المؤتمرات الصحفية لرئيسة وزراء بريطانيا السابقة تاتشر ، استعملت تعبير ( برج بابل ) بالاشارة على اختلاف وتنوع اللغات في الدول الاوربية ، في قولها ان برج بابل هي السمة البارزة على المجتمعات الاوربية ، وهذا يعني ان هذه التسمية ، لوكان وراء اطلاقها لوبي ثقافي نخبوي في اروقة الكونغرس السرية ، فعلى الخفاجي ان يلملم اوراقه ويتخلى عن هذه التسمية ، ويعلن براءته منها في مؤتمر صحفي يعقد خارج اسوار المنطقة الخضراء .. لان تاريخ الخفاجي كما ذكر لي الشاعر المغترب كريم الزيدي الذي يعيش في سوريا ، هو تاريخ السجين الذي حارب بلا هوادة منظومة البعث الارهابية في العراق .. اما اذا كان لايدري ، والعقل الامريكي قد مرر الماء من تحته دون دراية ومعرفة منه ، فتلك مصيبة دهماء عظمى ، لاتليق بعماد الخفاجي ولابتاريخ وعيّه الذي تماهى مع كبرى الأيدلوجيات العالمية .


صحيح إن تاريخ وصف البرج البابلي قد ارتبط بنشأة الخليقة كما تشير الى ذلك بعض المصادر ، وظل هذا الوصف مستمراً في الموسوعة المعرفية والفنية المعاصرة ، وخصوصاً لوحة برج بابل للرسام الهولندي ( بيتر برويك الأصغر ) والرسام ( لوكاس فون فالكن بورغ ) ، لحد استمرارية توظيف ابعاد برج بابل في المدرسة الحداثوية ، بلوحة ( بابل تي في ) للرسام ( فون باتريك ميمران ) الا ان الأمر يختلف بالنسبة للوعي الأمريكي النخبوي الذي هجنته التعاليم اليهودية وصيرته في خدمة تحقيق الحلم اليهودي الموعود .



#عدنان_طعمة_الشطري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحرير شهادة وفاة لطفية الدليمي
- حوار مع الروائي حسين عبد الخضر
- القيادي الشيوعي علي الهلالي :لا نخشى من( الفتاوى المفخخة ) و ...
- قراءة في الاسى
- اطفال بلون الوجع السومري
- صحيفة المدى وعصا العساكر والشرطوية
- العمامة العلمانية .. اياد جمال الدين انموذجا


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عدنان طعمة الشطري - من برج بابل الى برج قناة الحرة-- برج الخفاجي في الذاكرة الامريكية