أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان طعمة الشطري - تحرير شهادة وفاة لطفية الدليمي














المزيد.....

تحرير شهادة وفاة لطفية الدليمي


عدنان طعمة الشطري

الحوار المتمدن-العدد: 2445 - 2008 / 10 / 25 - 04:04
المحور: الادب والفن
    


المبدع في مجال الكتابة والنحت بأطراف أقلامه على مدارك الحياة ومدارك الورق , هو ذاكرة الأمة التي تنبض حياة وتومض نورا وتشرق ازاهيرا سيما من اكتنز الحرف الإلهي ودونه في مصاحف الأرض .والأمة التي تخلوا من هؤلاء المبدعين أو أنصاف الآلهة هي امة خائرة الذاكرة وأسيرة التخلف وفاقدة الوعي المتأصل في الذاكرة الإبداعية .هذه القناعة التي آمنت بها والتي أصر عليها بان امة بلا ذاكرة مبدع حية هي فاقدة أسباب وجودها تنسحب على المبدع العراقي الذي هجر فضاءه وصباحا ته ومساءا ته وهواجس لياليه في محيطه الذي تربى عليه والتصق نبض قلبه وعقله في عشير عراقيته , ورحل باحثا عن موت ممتع في المنفى وموت ممتع في عليين العالم الاخر , قد تشظى في الأمكنة وعاش مقهورا في الشتات تلاحقه الخيبة تلو الخيبة في مسرحية النكبات التي أهداها إليه السياسي العراقي الذي لا يرتوي إلا من دماء بريء ولا يقتنع إلا أن يعربد في أوساط لاتفقه شيئا سوى الهتاف لخرافته المزعومة ( بالروح بالدم نفديك يا ....... ) .

ومن المبدعات العراقيات التي لم ترد في قاموسها اللغوي طيلة عمرها الإبداعي مفردة طائفية أو جملة تحرض على تقديس العرق أو رفض الأخر وتبجيل الصنم , هي المبدعة العراقية بل والعالمية لطفية الدليمي التي اكتوت بجمرات المارنيز الاحتلالية الذين داسوا بيت الكاتبة لطفية بل ضريحها الوجودي المقدس ليدنسوه ببساطيلهم القذرة ورائحة أجسادهم النتنة وعقولهم التي عشعشت فيها خمور ابادة كل الأجناس التي تبحث عن حقها في العيش بعيدا عن سطوه الآخر وبمنأى عن سيطرة جبابرة العصر والعتاة المنحطين .

حزمت المبدعة لطفية الدليمي حقائبها ولملمت أوراقها التي ابتلت بدموع عراقية عشقت سومر كملكة شبعاديه ,وحملت بابل بين ضلوعها التي تموج في السلالات الأكثر رقي في التاريخ .. رحلت من وطن رهين نزيف الموتى و رؤوس ترمى , وهي تكابد أن تخزن نسمة هواء عراقية في صدرها تروض آلامها وهواجسها إذا هاجت عليها في محطات الغربة ونواعير الاغتراب .. رحلت تاركة البيت العراقي لسياسي معتوه وبرلماني غبي وذباح مكروه الخلق والخلقة ,وجاسوس ينز قاذورات من كل جانب ,وإرهابي بليد اعتنق رب مزيف من صنع خياله وصنع شيخ شيوخ أربابه إسامة بن لادن لا أطال الله في عمره .. رحلت وهي تنشد لا بقاء للأشياء والنور والكلمة والنهر المقدس إلا في عراق الرافدين وعراق ما بين الجروح التاريخية المقدسة .. رحلت ولا يدري السيد الطلباني رئيس دولتنا إن ذاكرة مبدعه قد التجأت إلى المنافي , وربة من ربات الوعي العراقي الناضج قد هاجرت والتحقت إلى الشتات العراقي ..رحلت ولم تدرك حكومتنا المنتحبة إن في رحيل لطفية الدليمي تبقى الأمة العراقية قاب قوسين او ادنى من غياب الذاكرة وبلا كتاب نقرا فيه أسباب ديمومتنا وأزليتنا وألقنا الماضوي الذي ينبثق هنا وهناك , فانبثق ببراعة في قلب لطفية التي توجت عروسة شبعاديه في القلب العراقي .

رحلت معلمتنا إلى المنفى الفرنسي وهي تحمل بين ضلوعها القلب العراقي وهاجس الحنين إلى الوطن , وعازمة أن تكتب مائة عام من العذاب قضتها بثلاثة سنوات بعيدة عن الثدي العراقي الذي ترضع منه حليب الديمومه وفرات البقاء .

الكارثة التي ما بعدها كارثة إن مبدعتنا المهاجرة في الفلك الفرنسي تبحث الآن عن منزل ياويها ويستوعب صراخها الذي لا تستوعبه جدران العالم قاطبة .. تبحث عن حيطان أربع تهدا فيها مكانيا في ظل زمن عراقي يلازم مخيلتها الإبداعية أينما ذهبت وأنى حطت في منافي الغربة القاهرة .

أيها السياسي العراقي انك لا تبالي إن عانت لطفية الدليمي وهاجرت واغتربت وتعذبت لأنك بلا ذاكرة عراقية أصيله , لأنك بلا قرار عراقي محض , لأنك أبله في محيطك ألقطيعي الخرف , فلا تبالي بهجرة الذاكرة العراقية , بل تضحك بكل فيك وأنت تقرا خطاب كالذي اكتبه .

ترى هل من مغيث يغيث إبداعنا بخلاص لطفية الدليمي من دوامة البحث عن مسكن وهي تحلم بحفنة تراب عراقية تشمها بعمق في يوم من الأيام .. ترى هل يستيقظ الضمير الحكومي ويمد يده على سفيرة من طراز فريد من سفراء الكلمة العراقية الذين تشتتوا في الشعوب والبلدان .. هل من مغيث يغيثنا ويجلب لنا أحلامنا وتاريخنا وإبداعنا الذي تكتنزه لطفيه الدليمي ليعيش هذا الثالوث ( الحلم- التاريخ- الإبداع ) غريبا عن وطنه الأم .

ترى هل اسمعنا لمن ننادي يا دولة العراق وهل من يجفف دموعنا ويخلصنا من اليتم العراقي الذي رزحنا فيه بعد غياب لطفيه الدليمي .




#عدنان_طعمة_الشطري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع الروائي حسين عبد الخضر
- القيادي الشيوعي علي الهلالي :لا نخشى من( الفتاوى المفخخة ) و ...
- قراءة في الاسى
- اطفال بلون الوجع السومري
- صحيفة المدى وعصا العساكر والشرطوية
- العمامة العلمانية .. اياد جمال الدين انموذجا


المزيد.....




- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان طعمة الشطري - تحرير شهادة وفاة لطفية الدليمي