أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسن العمراوي - أي مستقبل للعمل التطوعي في ظل العولمة؟؟؟؟














المزيد.....

أي مستقبل للعمل التطوعي في ظل العولمة؟؟؟؟


حسن العمراوي

الحوار المتمدن-العدد: 2442 - 2008 / 10 / 22 - 08:43
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


الحديث عن مستقبل العمل التطوعي في ظل العولمة هو حقيقة حديث عن متناقضات , بحكم ان العمل التطوعي ارتبط تاريخيا بكل قيم الخير والنبل وسعادة الانسانية بينما العولمة كمرحلة متطورة في مسار تطور الرأسمالية فقد ارتبطت بقيم الشر والدمار وتخريب الكون وقتل انسانية الانسان

سأحوال من خلال هذه المقالة أن أطرح للنقاش اشكالية مستقبل هذا النوع من العمل في ظل الهجوم الكاسح للعولمة وقيمها التنميطية التبضيعية للإنسان من خلال ترساتنها التقنية والاعلامية

لا يسمح المقال هنا لتناول مختلف المقاربات التي حاولت أن تلم بمفهوم العولمة بسبب تعقد الظاهرة وتعدد أبعادها, لكن هذا لا يمنع من ان أقول كتعريف اجرائي بسيط لعله يسعفنا في التحليل ان العولمة كمرحلة متطورة في مسار تطور النظام الراسمالي تسعى الى تدويل نمط الانتاج الراسمالي عبر تفكيك مجتمعات الهامش ودمجها في منظومة الرأسمالية العالمية,وما يقتضيه ذلك من تنميط للثقافات وضرب للخصوصيات وتبضيع للإنسان وبالتالي فالعولمة وليدة الرأسمالية ونزعتها التوسعية.بامتياز؟؟؟؟

اما العمل التطوعي فهو ممارسة فردية أو جماعية تهدف الى تقديم خدمة انسانية نبيلة للاخرين / المجتمع بدون مقابل مادي او رمزي إما,بدوافع دينية / اخلاقية / فلسفية/ سياسية / انسانية ...وسأركز هنا على العمل التطوعي الممؤسس – الذي تمارسه جمعيات تطوعية وثقافية تشتغل في حقول عدة كالبيئة والأوراش وحقوق الانسان ....-.

واعتقد ان الموروث الثقافي الماقبل راسمالي الذي نحمله من خلال نسقنا القيمي يعد خزانا للقيم التطوعية بأبهى صورها, هنا يمكن ان أدلل على ذلك بدور الجماعة في التطوع خلال الأفراح والأعراس / العزاء وأعمال التويزة في البوادي اثناء الحرث أو السقي......

لكن وامام اكتساح العولمة لمنظوتنا القيمية وتدمير كل ما هو إنساني وجميل فينا فيطرح السؤال أي مستقبل للعمل التطوعي في ظل العولمة.؟؟؟؟؟؟.

اذا كانت العولمة تسعى عبر نسقها القيمي التدميري وعنفها المادي والرمزي الى قتل الانسان فينا فإن العمل التطوعي يسعى اساسا الىأانسنةالعلاقات الانسانية عبر عدة ممارسات تروم الإرتباط والاحتكاك بالحياة الجماعية وهمومها ومعاناتها لفهم الواقع الاجتماعي وتجسيد الرغبة في أنسنة العلاقات.

العولمة تطمح إلى تكريس خيار الفردانية كخيار شخصي من خلال تحلل الانسان من اي التزام اتجاه جماعته / محيطه عبر ايهامه ان أناه/ الفرديةهي حقيقة وجوده بينما العمل التطوعي يسعى الى استنبات قيم الجماعة وتكريس الخيار الجماعي.

العولمة تطمح الى ازالة الحدود بين الدول قصد سيولة البضائع ورؤوس الاموال والخدمات ’ بينما العمل التطوعي يهدف الى ازالة الحدود بين البشر من خلال الانتصار للانسان كقيمة بذاته بعيدا عن لونه او دينه او جنسه او ....

العولمة تشعل الحروب والنزاعات العرقية والطائفية وتعميق الهوة بين الأنا والاخر بينما العمل التطوعي يسعى الى توسيع مجال التواصل والمثاقفة والحوار مع الاخر المختلف , بعيدا عن العنف او الاقصاء او الطمس

العولمة تعمل على تنميط الثقافات والقيم وطمس الخصوصيات والتعدد والاختلاف , بينما العمل التطوعي يقر بالتعدد والاختلاف والتنوع

العولمة تكرس قيم الانانية والفردانية بينما العمل التطوعي يعمل على ترسيخ قيم اجتماعيةقوامها الجماعة وما يقتضيه ذلك من نكران ذات وحاربة للأنانية والإنتصار على ثقافة الخمول والكسل

العولمة تسعى إلى تبضيع الإنسان بينما العمل التطوعي يسعى الى استنبات علاقات أكثر انسانية من خلال البحث عن الانسان فينا

العولمة تكرس ثنائية الرجل / المرأة بينما العمل التطوعي يهدف الى

ضرب تلك الثنائية التي خلقتها ظروف التقسيم الاجتماعي للعمل بظهور المجتمعات الطبقية والتي يعاد انتاجها بأشكال أخرى اليوم

العولمة تسعى الى تكريس الهوة بين العمل اليدوي والعمل الفكري وتكريس دونية العمل اليدوي بينما العمل التطوعي يسعى الى الربط الجدلي بينهما باعتبارهما شكلا من أشكال العمل الجمعوي الجادمن خلال ضحض الفصل التعسفي بينهما

الفقر , الامية , الحروب , الأمراض ,التلوث ..... كفى لنتطوع ..... لنتطوع ..... لنبحث عن الانسان فينا

الانسان اولا .....و الإنسان ثانيا ..... والإنسان أخيرااااااااااااااااااااا.



#حسن_العمراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وثيقة مرجعية للحزب الإشتراكي الموحد حول الإصلاحات الدستورية
- في التعريف بتيار الخيار اليساري الديمقراطي القاعدي
- هل يحق للسياسي في السياق المغربي أن يتكلم اصالة عن نفسه ونيا ...
- الموارد الطبيعية بالمغرب : اي مستقبل ينتظرها؟؟؟؟؟؟
- من أجل مواجهة ثقافة النسيان : مقاومة ايت عطا للاحتلال الفرنس ...
- هل تستخلص الامبريالية الامريكية العبرة من درس الحرب العالمية ...
- من اجل مواجهة ثقافة النسيان : محمد بنعيسى ايت الجيد نموذجا ( ...
- معلمة تاريخية مهددة بالسقوط : فهل من مرمم؟؟؟؟؟؟


المزيد.....




- ما هي أبرز المواقع العسكرية التي قصفتها إسرائيل في سوريا بعد ...
- المعارضة السورية تعين محمد البشير رئيسًا مؤقتًا للحكومة للإش ...
- موجة تعليق طلبات اللجوء للسوريين تتسع.. دول أوروبية جديدة تن ...
- خضع لعملية جراحية في الدماغ وحالته مستقرة.. الرئيس البرازيلي ...
- أرقام وحقائق عن السوريين في ألمانيا.. بين الاندماج والعودة ل ...
- إيران ترفض اتهام الترويكا لها بعدم الالتزام بالاتفاق النووي ...
- ضد من تتسلح مصر؟-.. خبيرة إسرائيلية تحذر من تهديد قادم من ال ...
- شهدت أكبر انتحار جماعي في التاريخ.. هل تتحول جونز تاون إلى م ...
- الأطعمة الأكثر فعالية في درء خطر مرض الكبد الدهني غير الكحول ...
- الجزائر ترفض منح تأشيرة دخول لمحامي الكاتب بوعلام صنصال


المزيد.....

- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسن العمراوي - أي مستقبل للعمل التطوعي في ظل العولمة؟؟؟؟