أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - فائز الحيدر - الصابئة المندائيون بين الهوية والمستقبل المجهول















المزيد.....

الصابئة المندائيون بين الهوية والمستقبل المجهول


فائز الحيدر

الحوار المتمدن-العدد: 2436 - 2008 / 10 / 16 - 08:17
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


بسم الحي العظيم

* من أخطأ منكم فقوموّه وأسندوه * فإن أخطأ ثانيةً فقوموّه وأعينوه * فإن أخطأ ثالثة فأرشدوه ، والصلاة والتسبيح لله فأسمعوه * فإن عصى واستكبر ، وأبى إلاّ المنكر ، فاجتثوا هذه الكرمة من الجذور ، وازرعوا مكانها كرمةً تعرف طريق النور ، فقد قالوا له إسمع فلم يسمع . وأروه نور الله فلم يخشع ، فسقط في العذاب... و *عـلـّـموا النشـماثا أن لا ترتـاب قلوبها ، وأسمعوها لغة السلام : التسبيح الذي آتيتكم .. فتشهد قلـوبهـا وتطمـئـن .

الصابئة المندائيون هم احفاد بناة الحضارة التي قامت على ارض وادي الرافدين منذ آلاف السنين هؤلاء هم اصل العراق وملحه . أتخذوا مدن جنوب العراق والأهواز في ايران موطنا" لهم منذ قرون عديدة ، عاشوا في تلك المنطقة فأثروا فيها وتأثروا بها وانتشرت فلسفتهم الدينية في شمال الحجاز وفلسطين والاردن والرقة والخابور وفي اعالي الفرات حاملين لغة التوحيد اينما حلوا . مارس غالبيتهم الحرف اليدوية كالحدادة والنجارة وصناعة القوارب والادوات الزراعية . وفي فترة ما قبل الحكم البريطاني وخلاله وبسبب الأوضاع الأقتصادية والأجتماعية والأضطهاد والقتل الذي مورس ضدهم من قبل جيرانهم المسلمين بدأت هجرة المندائيين الى المدن الكبيرة كبغداد والموصل وكركوك والفلوجة والرمادي والحبانية وديالى ليعملوا في الصياغة والنقش والحفر على المعادن .

وفي العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي ومع انحسار الحكم البريطاني وأنتشار التعليم ، بدأ الجيل المندائي المثقف يظهر للوجود واعتبرت تلك الفترة نقطة تحول في واقع حياة المندائيين ، فتوجه غالبية أبناء الطائفة الى المدارس والجامعات ، وبعد تخرجهم تحملوا مسؤوليات كبيرة في التعليم والصحة والفنون وغيرها . وبتأثير ثورة أكتوبر الأشتراكية وتأثيرها على الشرق أزداد الحس الوطني في المجتمع العراقي وبدأت الحركة الثقافية والسياسية بالنشاط بعد ان وجدت التربة الخصبة لنشاطها ، فساهم الكثير من ابناء الطائفة في المعترك السياسي والأدبي والتعليمي وبرزت منهم أسماء لامعة معروفة في كافة المجالات ساهمت في عملية التغيير نحو الأفضل . وترافق مع ذلك توافد المستشرقين على العراق لزيادة معرفتهم بالديانة المندائية وواقع حالها وساهم بذلك بعض رجال الدين والمثقفين في أيصال المعلومة عن ديانتهم ورفع الشعارات للمطالبة بحقوق الطائفة الدينية والأجتماعية ، ولم يمنع كل ماسبق من الأضطهاد الشامل واليومي للمندائيين في كافة المجالات ، هذا من جانب أما من الجانب الأخر ومع هذا التحول في حياة المندائيين ولبساطة القيادة الدينية المتمثلة برجال الدين وقلة أدراكها لمتطلبات المرحلة التي يمر بها المندائيون ولعدم قدرتها على مواكبة الأحداث المؤلمة التي كانت تواجه الطائفة وتفرغهم للعبادة والزهد وممارسة الطقوس الدينية متناسين واجبهم الأساسي بالأهتمام بالطائفة وأبنائها ولغتها وتعاليمها الدينية ، هذا ما حدث في مدن جنوب العراق أما في المدن العراقية الأخرى المتباعدة التي هاجر لها المئات من المندائيين بسبب الأضطهاد والظروف الأقتصادية الصعبة التي كانوا يمرون بها ، فكانت تفتقد الى رجال الدين وأماكن العبادة ( المندي ) أضافة لعدم اجادتهم لللغة المندائية أو الخوف من التحدث مع تحول العديد من العوائل المندائية الى الديانة الأسلامية تحت الأكراه والتهديد بالقتل ، أدى كل ذلك الى قلة اهتمامهم بممارسة طقوسهم الدينية وان مارسوها كان في السر ولا يتعدى مناسبات الأعياد ، مما أضعف التزامهم الديني وتناقص أعدادهم تدريجيا" وبقي الحال لعشرات السنين دون ان يوضع حل لهذه المسألة .

ان ما يقلق الجميع في هذه الأيام هو شبح الأنقراض الذي يواجه الطائفة ، وهي حقيقة واضحة في الأفق خاصة بعد اتساع حجم الهجرة التي بدأت منذ أواسط الستينات ولحد اليوم ، مما أدى الى تشتت ابنائها في دول عديدة وشملت حتى العائلة الواحدة حيث ينتظرهم المستقبل المجهول ، لقد انشغل غالبية رجال الدين في خلافاتهم الشخصية وتدبير أمور حياتهم وتفسيراتهم المختلفة لكتابهم المقدس ( الكنزاربا ) ( الكنز العظيم ) ولم يلتفتوا الى أهمية بقاء الطائفة ومستقبلها ، وبقي غالبيتهم في حالة من الانعزال التام ولم يغرسوا في عقول ابناء طائفتهم إلا السئ القليل عن الدين ومبادئه واصوله ، وبدلا" من حل مشاكل الطائفة التي تعاني منها كانت هناك الكثير من الخلافات الشخصية فيما بينهم تطفوا على السطح تحول دون وحدتهم وأنشاء المؤسسات المندائية الفاعلة للبت في الأمور التي تواجه الطائفة وأبنائها في بلدان المهجر وتشير المعلومات الى تزايد نسبة عدد الشباب الذين تزوجوا من الديانات الأخرى حتى وصلت الى 75 % من مجموع عدد الشباب في بعض الدول وهي ظاهرة خطيرة أخذت بالأنتشار في السنوات الأخيرة في كل بلدان المهجر بسبب الحريات المتاحة والأنفتاح على المجتمعات الجديدة أضافة الى الأنتشار الواسع لظاهرة الطلاق المحرمة في الديانة المندائية . هذه الأسباب وغيرها ستؤدي بالتأكيد الى تناقص عدد المندائيين تدريجيا" مما يؤثر على مستقبل الطائفة ككل .

ومن الأرقام أدناه وللأسباب السابقة ولفقدان التأريخ والتراث المندائي لم تتوفر معلومات دقيقة عن عدد المندائيين لقرون عديدة خلت مقارنة باليوم بالرغم من ان الديانة السائدة في تلك الفترة هي الديانة المندائية الى جانب الأسلامية والمسيحية ، وبالتأكيد ان أعدادهم كانت في ذلك الوقت تفوق الأرقام المتوفرة حاليا" ولكن الدراسات والأبحاث المتوفرة تشير الى ان عدد المندائيين بلغ أربعون ألف في عام 1555 ميلادي (1 ) أي قبل اربعة قرون ونصف تقريبا" وأخذ هذا العدد بالهبوط لدرجة مخيفة حيث بلغ عددهم خمسة عشر ألف في عام 1979 ميلادي . فبدلا" من ان يتضاعف عدددهم عشرات المرات خلال أربع قرون ونصف هبط عددهم الى خمسة عشر ألف وهنا يأتي السؤال ما هي الأسباب الحقيقية وراء ذلك ؟

يبين الباحث رشيد الخيون ، ان عدد الصابئة بلغ 15937 نسمة ( 2 ) حسب أحصاء 1977 أي ما يعادل نسبته 0.014 % من سكان العراق فيما أخذ بالأرتفاع ثانية حتى وصل أربعون ألف في عام 1998 ميلادي ورغم عدم دقة هذه الأحصائيات والمبالغة فيها لأسباب عديدة يعرفها الجميع منها النسبة العالية للتكاثر السكاني غير الطبيعية ، ولكن هناك اتفاق على ان أعدادهم آخذة بالهبوط مما يوئر على مكانتهم في المجتمع العراقي والمطالبة بحقوقهم ومستقبل أجيالهم القادمة في وطنهم الأم ولذلك لم يتمكنوا من دخول مجلس النواب رغم انهم أحدى أقليات سكان العراق الأصليين ووصل الأمر بتسميتهم ب ( الجاليات ) كما جاء على لسان أحد أعضاء الأتلاف العراقي الموحد الحاكم في احدى جلسات مجلس النواب العراقي عندما ألغى المجلس المذكور المادة رقم 50 الخاصة بقانون انتخابات مجالس المحافظات متناسيا" حقوقهم التي نص عليها الدستور العراقي وأنهم سكان العراق الأوائل .

ويمكننا الأستنتاج مما سبق أن قيادة الطائفة المتمثلة في العراق ولعشرات السنين مضت لم تكن مدركة تماما" لما يجرى للطائفة ومستقبلها ولم تكن موفقة في الحفاظ على بقائها ووحدتها والدفاع عن حقوقها وأبراز وجهها الحقيقي على الساحة العراقية ولم تكن لديها النظرة الثاقبة لأتخاذ الحلول المناسبة لتجنب الأضطهاد والأبادة المنظمة التي مرت بها الطائفة ، وعلى الأقل التشاور والبحث عن اماكن بديلة للأستقرار ولم شمل أبناء الطائفة في أماكن آمنة ، بل تم العكس وتركوا أبنائهم ينتشرون في مناطق واسعة من العراق يصعب الوصول أليها الأمر الذي ساهم في ضياع ديانتهم ووحدتهم وتراثهم ولغتهم مما انعكس سلبا" على الأجيال اللاحقة وهو ما يدفع المندائيون ثمنه الأن .

وهنا نتسائل ..... من يتحمل المسؤولية الأساسية في ذلك ؟ هل هم قادة الطائفة من رجال الدين ؟ هل هم رجال الدين المغلقين على انفسهم الذين تركوا الطائفة تعيش في حالة من التشتت والجهل المطبق حول ديانتهم ؟ هل الظروف الأقتصادية والأجتماعية التي مرت بها الطائفة لعبت دورا" في تشتتها ووصولها الى هذا الحال ؟ هل يتحمل آبائهم واجدادهم هذه المسؤولية ايضا" ؟ ... واذا ساهمت كل الأسباب السابقة في ضعف الطائفة فلماذا لا يعمل الجميع لتعويض ما فقدوه ؟ .
ولسنا هنا في مجال توجيه اللوم والأتهام الى جهة معينة بل انها مجرد أسئلة يرددها المندائيون أنفسهم في حواراتهم في أماكن مختلفة وتحتاج الى إجابات مقنعة لغرض وضع الحلول الناجعة للمشاكل التي تواجهها والسعي للتجديد وترك السلفية ومواكبة العالم المتمدن واهمية تعاون الجميع من وجهاء الطائفة ورجال دين ومثقفين وحقوقيين وباحثين وأساتذة لأعادة هيبتها ومكانتها خاصة بعد الهجرة الشاملة لأبنائها في السنوات الأخيرة ولكن مع الأسف غالبا" ما تصطدم هذه الطروحات والأفكار بمعارضة البعض الأمر الذي يؤدي الى تعثر مسيرة الطائفة نحو الأمام .

لقد طرح الكثيرمن المثقفين المندائيين الحريصين على ديمومة الطائفة والذين ساهموا في رفع أسم الطائفة في السنوات الأخيرة أفكارا" عديدة تبحث في قضايا أساسية عديدة تستحق التوقف عندها والتنبيه إلى أهميتها تتعلق بمستقبل الطائفة وهمومها اليومية وتحتاج الى مناقشات مستفيضة من قبل الجميع سواء من المثقفين المندائيين أم من رجال الدين أو غيرهم لأهميتها ولمعرفة الحالة التي وصلت لها الطائفة المندائية بعيدا" عن خلافاتنا الشخصية . وبالتأكيد ليس الغرض من طرح هذه الأفكار هو إنتقاد أحد أو الاشادة بأحد فحرية الرأي وإحترام الرأي الأخر واجب على الجميع ، ولكن رغبة في التنبيه الى جوانب يعتقد الكثير من المندائيين انها أساسية وضرورية لتحقيق ما تنشده الطائفة المندائية من تقدم ومعرفة الطريق الصحيح لمسيرتها المتعثرة وتتعلق هذه الأفكار بجانبين أساسيين هما :

الاول..... هو النقاش بين بعض المثقفين المندائيين وبعض رجال الدين والذي شهدته الطائفة المندائية أخيرا" والتي اعتبره بعض رجال الدين تقليلا" من مكانتهم الدينية ، وما تلا ذلك من مواقف متباينة من الجانبين تبعها التعصب في لغة الحوار وتوجيه الأتهامات المتبادلة التي لا يمكن قبولها بها . فالاساءة أثناء الحوار لا يمكن قبولها بأي شكل من الاشكال ليس فقط لرجال الدين ، وانما لاي محاور على الاطلاق ايا كان موقعه .

الثاني ..... الذي ارتبط بهذه النقاشات هو ما اظهرته من تصدع الوضع في الطائفة المندائية . فاذا كانت مجرد طرح أفكار تحمل وجهات نظر مختلفة من هذا الفرد او ذاك من الممكن ان تفجر احتقانا" بين أبناء الطائفة وبعض رجال الدين على النحو الذي تشهده الطائفة حاليا" ، فمعنى هذا انهم ازاء وضع هـش يمكن ان يفجره أي مقترح او حوار يصب في صالح الطائفة .

ويمكن القول ان ما قرأناه من أفكار متباينة تبين مدى حجم الفجوة بين غالبية المثقفين المندائيين وبعض رجال الدين الذين لا زالوا يسيرون بخطى أجدادهم قبل قرون عديدة والتي تبين انهم في طريق العودة الى نظرية ... ( الحق الإلهي ) . والتي تعني أعطاء صبغة إلهية لا يمكن تجاوزها على الحكم ومن يمثله . مما يعني ان الحاكم يعتبر ممثلا" لله على الأرض ومعبرا" عن مشيئته ومصون ولا تجوز معارضته في كافة الاحوال كما حدث في اوربا وخلال فترة الحكم الأسلامي . ومن خلال هذه الأفكار يتبين إن البعض من رجال الدين يود ان تكون لهم حصانة دينية ، أي ان آراءهم ومواقفهم التي يعبرون عنها هي غير قابلة للنقد من قبل أي طرف ونابعة من الكتاب المقدس ( الكنزا ربا ) وان أبداء وجهة نظر مخالفة لما يطرحوه هو تعد واضح على حقهم الألهي .

وان هذه الحصانة التي يطالبون بها سوف تقود تدريجيا" الى التطرف والتعصب والتشنج وهذا ما ينعكس سلبا" على الطائفة نفسها ، أضافة لا يصبح للحوار الديمقراطي اي معنى . ان الحوار الديمقراطي بين القطاعات المختلفة يعني احترام الاراء والمواقف مهما أختلفت ومن حقها التعبير عن نفسها بشكل حر ومفتوح ، والامر متوقف على الطرف الآخر ومقدرته على الدفاع عن مواقفه واثبات صحتها . والغرض من ذلك التوصل الى أكثر المواقف والآراء قربا" من الصواب والتي تصب في مصلحة الطائفة . ومع الأسف ان البعض يستخدم الحريات المتاحة ، ليس للدفاع عن رأيه ووجهة نظره واثبات صحته ، وانما يستخدم هذه الحريات لمحاولة فرض رأيه ووجهة نظره التي يستفاد منها شخصيا" وأتخاذ مواقف تؤثر سلبا" على وحدة الطائفة وبقائها وذلك بمصادرة الرأي ووجهة النظر المخالفة . ومع الأسف يمكننا القول ان ثقافة الديمقراطية ، ثقافة احترام الرأي الآخر واحترام حقه في التعبير ، ثقافة الحوار ، ثقافة التسامح السياسي والديني بشكل عام ، لم تترسخ لدى بعض ابناء الطائفة بعد . وعلى الاقل لدى قطاع واسع من المثقفين ورجال الدين المندائيين وهذا يعني ان ثقافة التعصب الديني والنرجسية ومرض الأنا ما زالت متجذرة في ذهنية البعض ، فالطروحات الدينية لدى الكثيرين هو خط احمر ومنطقة محظورة لا يمكن الأقتراب منها ومناقشتها حتى لو كانت تلك النقاشات تصب في صالح الطائفة غير مدركين أن جميع الأديان بكل تشريعاتها جاءت من أجل خدمة الإنسان وسعادته واستقراره على جميع المستويات . ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نتصور ان يكون الدين بمعزل عن الإنسان ومصالحه وأنفتاحه على الثقافات المختلفة ، لذلك فأن أحد وجوه الأزمة والتي تمر بها الطائفة حاليا" والتي تنعكس سلبا" على حياتهم اليومية هي تضاؤل المحبة والتسامح وفهم الديانة المندائية ومثلها وتطبيق تعاليمها بشكل عملي لدى البعض من الذين لم يمتثلوا الى مثلها الحقيقية وبالتالي لم ولن يكونوا أمناء على حقوق ومستقبل طائفتهم .

ان الطائفة المندائية وقيادتها بأمس الحاجة اليوم لأعادة النظر في مسيرتها من قبل الجميع بكل سلبياتها وايجابياتها ووضع خطة عمل واضحة للنهوض بواقعها والأبتعاد عن السلفية والتعصب ومسايرة الحياة المدنية ومتطلباتها والأنفتاح على العالم والأهتمام بالشباب والمحافظة عليهم من الضياع فهم مستقبلها ووجودها وهذا يتطلب تجاوز كافة الخلافات بين رجال الدين أنفسهم من جهة وبينهم وبين المثقفين المندائيين من جهة أخرى ان كانوا فعلا" حريصين على وحدة الطائفة وبقائها وبذلك يسهل تشكيل المرجعية الدينية ( المجلس الروحاني المندائي الأعلى ) الذي يطالب به كل المندائيون ومنذ سنوات ليبت في كافة الأمور الدينية المختلف عليها فالطائفة بحاجة لمثل هذا المجلس اليوم أكثر من أي وقت ، فمستقبل الطائفة مرهون ببناء الذات والأنفتاح على العالم الجديد والأبتعاد عن ما عفى عنه الزمن.

ان أمام الطائفة اليوم الكثير من العمل للوصول لغايتها خاصة بعد سقوط النظام الدكتاتوري وصعود نجم أحزاب الأسلام السياسي المتخلف على الساحة العراقية ، وان ما تحقق خلال السنوات السابقة ولغاية اليوم وبجهود أبنائها يفوق ما حققته الطائفة خلال قرون وهذا هو الحل الصائب لمواجهة الوضع الصعب للطائفة ، فأتحاد الجمعيات المندائية في المهجر ومجموعة حقوق الأنسان المندائي والمنظمات المندائية الأخرى في داخل الوطن والمهجر وبتعاون كافة المخلصين تلعب دورا" كبيرا" في أعادة وجه الطائفة من جديد وتعريف العالم بكل منظماته الأنسانية والدولية بوضع وبمعاناة الطائفة الحالي والتي تتعرض اليوم الى حملة أبادة شاملة منظمة حيث الهجرة القسرية والخطف والقتل والتشريد وأغتصاب النساء وسلب الحقوق وفق أجندات داخلية وخارجية وتحت شعارات أسلامية متطرفة ، وكسبتبعملها هذا تعاطف المئات من الغيارى معها ومن كافة القطاعات وتشكلت العديد من المنظمات المساندة للطائفة من الشخصيات الأدبية والعلمية العراقية والعربية والدولية للدفاع عن الطائفة وحقوقها في المحافل الدولية وحصلت أنجازات كبيرة في هذا المجال ولو انها دون مستوى الطموح ، فأعادة وجه الطائفة يحتاج الى جهود كبيرة ومن الجميع ولوقت طويل .


الهوامش ـــــ

1 ـ راجع موقع ( Mandaean World ) على الأنترنيت .
2 ـ رشيد الخيون ، الأديان والمذاهب بالعراق / الطبعة الأولى 1426 صفحة 439 .



#فائز_الحيدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الذاكرة ، طفولة وذكريات عن ثورة 14 تموز / 1958
- هل يتعرض الصابئة المندائيون لخطر الابادة الجماعية
- الصابئة المندائيون ، شعب أم أمة أم طائفة دينية .... من المسؤ ...
- المندائيون والعهد الحاص بحقوق الأقليات
- دماء وشهداء في ساحة السباع
- النخلة المقدسة بين التراث والدين
- شجرة الزيتون رمز السلام والحياة والخصوبة
- الجت غذاء للحيوان ودواء للأنسان
- في الذكرى الثالثة لرحيل قاسم عبد الأمير عجام
- في ذكرى وثبة كانون الثاني / 1948 الوثبة التي قبرت معاهدة بور ...
- المهرجان الدولي التاسع للطلبة والشباب / صوفيا ـ بلغاريا 1968
- 2-من الذاكرة / المهرجان الدولي التاسع للطلبة والشباب بلغاريا ...
- المهرجان الـدولي التـاسع للطلبة والشباب تحت شعار ( تضامن ، س ...
- على ضوء رسالة كفاح أسعد خضير


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - فائز الحيدر - الصابئة المندائيون بين الهوية والمستقبل المجهول