أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هادي العلي - علاقة المادية بالايمان والدين














المزيد.....

علاقة المادية بالايمان والدين


هادي العلي

الحوار المتمدن-العدد: 2433 - 2008 / 10 / 13 - 04:48
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في مقال كتبه الأستاذ قوجمان في موقع الحوار المتمدن صياغة فذة ومثالية سألجأ إلى اعتمادها في تأكيد فكرتي حول قدرة الإدراك وشكلي الإدراك التي يتميز بها الإنسان وهي الإدراك وعيا والإدراك وحيا , ولا اقصد بذلك الرد على الأستاذ قوجمان ولكني ابتغي إيضاح رأيي المتواضع الذي طرحته في مقالاتي السابقة والتي نشرتها في موقع الحوار المتمدن, و أشير فيها إلى موضوعية الإيمان وحاجة الإنسان إلى الدين منذ نشأته وضرورة أن لا تصطدم قوى اليسار مع طرحه ..يقول الأستاذ قوجمان؛
بهذه المناسبة وعلى ذكر نشوء الكون لابد من الإشارة إلى ما يحدث اليوم في عالمنا. فقد توصل العلماء الى ان هذا الكون الذي نعرفه نشأ فيما سمي الصدمة الكبرى (Big Bang) وان هذه الصدمة وقعت قبل ١٧ مليار سنة. وقد شاعت على هذا الاساس فكرة ان للكون بداية وكأنه خلق من لا شيء فكان ذلك حجة للذين يعتقدون بالخلق، اي ان الكون نشأ نتيجة لقوة خارجة عنه هي التي خلقته من لا شيء. ولكن التجربة العلمية التي يعمل العلماء اليوم على اجرائها تدل على خلاف ذلك. يقوم العلماء اليوم باجراء تجربة مصغرة للصدمة الكبرى في نفق طوله ٢٧ كيلومترا على الحدود السويسرية الفرنسية ويعدوننا باجرائها في اليوم العاشر من الشهر الجاري. ولكن هذه التجربة التي يقومون باجرائها لا تجرى كصورة مصغرة لخلق كون جديد من فراغ بل تجري على تحقيق تصادم مواد جديدة تنطلق بسرعة الضوء لتصطدم وتشكل صورة من الصدمة الكبرى. وهذا يعني ان الصدمة الكبرى لم تكن خلق كون من لا شيء بل كانت صدمة شكل من الكون لا نعرفه او يعرفه العلماء الذين يقومون بهذه التجربة وان على الانسان ان يطور علمه لهذا الشكل من الكائنات الذي نشأ عنه الكون. وهذه التجربة سواء نجحت ام فشلت ينفي نظرية الخلق ونظرية وجود قوة خارج الكون قامت بخلق الكون وتستطيع ان تنهيه بنفس طريقة خلقه. انتهى نص الاستاذ قوجمان....هنا أود أن أشير إلى أن المشكلة الأساسية ليس فقط بوجود نهاية للكون لكي يكون لها خالق فحتى في عدم نهائية الكون يمكن أن يكون هناك خالق ...إن مفهوم الكون إذا كان يعني الوجود فان وجود شكل آخر للكون أي للوجود لا يدل حتما أن هذا الشكل هو مادي وبالتالي ليس بالضرورة أن يكون هذا الشكل لا نهائي كما هي ألماده أي يكون في حالة تغيير مستمر إذ يحتمل أن يكون غير مادي وبالتالي ليس متغير, ألا أن ذلك لا يمنع أن يكون مطلقا, ومفهوم المطلق هو ليس مطابق لمفهوم اللانهائي ,فالمطلق سمه نوعيه وليس كميه لهذا ينعدم المكان والزمان في المطلق ولا ينعدم في لانهائية المادة, إن فرضية وجود الخالق هي لا زالت فرضية رغم تقدم العلوم إلا إنها تتخذ منطقا جديدا وفق مفاهيم فلسفيه حديثه ومن هذه المفاهيم هي التمييز بين اللانهائي والمطلق فاللانهائي مقولة للكم إما المطلق فلا علاقة لها بالكم وإنما هي تعبير عن سمة نوعية, من هذا نستنتج إن نظرية الخالق لا تعني الوالد أو الصانع فالوالد يقتضي أن ينشأ الوليد من نسجته وقوامه , بينما المادة حسب الفرضية ليست بالضرورة كذلك فهو إذن ليس والد,إما بخصوص الصانع فان الصنع يقتضي الوعي وبما أن الوعي هو ظاهرة خاضعة للجدل فهو خاص بالمادة وبالتحديد خاص بالإنسان, وبما أن الله المفترض ليس ماده ولا إنسان فهو لا يمكن أن يكون واعي ,والحال إن الخالق المطلق لا يولد ولا يصنع وإنما يخلق ,وان عملية الخلق هي عملية لم يتوصل وعينا إلى اكتشاف ماهيتها, لذلك هي تبقى جزء من الفرضية التي يلتجأ إليها الإنسان في قدرته الإدراكية, فهي ليست ناتجة عن وعي الانسان وإنما عن تخيل وافتراض يلجأ اليه الدماغ في قدرة الادراك والذي يصح ان نطلق عليه وحي...أما طبيعة هذا الوحي فهي حتما طبيعة سكسونية غير خاضعة للجدل المادي وهو مصدر الإيمان والدين . إن قوى اليسار بالوقت الذي ليس من الضروري لها الصدام مع الإيمان والدين فهي مدعوة إلى التصدي للأفكار المناقضة للعلم والتي يحاول أصحابها استغلال حاجة الإنسان إلى الإيمان والدين بسبب موضوعية الايمان ذاته, ..فينتقلون هؤلاء الأصحاب إلى خطوة ربط المقدس بالموجودات المادية والبشرية بغية إضفاء القدسية عليها وبالتالي انتحال صفاتها لغايات يستغلون بها المجتمع .



#هادي_العلي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علاقة الصراع الاجتماعي والفضيلة والتجديد
- الايمان والدين في خندقين متقابلين
- نحو يسارا مقارعا أولى الناس بالدين جوهرا
- الدين والقوميه وفشل اليسار


المزيد.....




- -الضابط باوزر-.. تعرف على السلحفاة التي تحمل شارة بقسم للشرط ...
- بين الذاكرة والديمقراطية: إسبانيا في جدل مستمر حول إرث الدكت ...
- فرنسا: عرض عسكري يفتتح احتفالات العيد الوطني لإبراز -الجاهزي ...
- سلطنة عُمان: القبض على مصريين اثنين و19 من بنغلاديش والشرطة ...
- لماذا لن يصمد أي وقف لإطلاق النار في غزة؟ - مقال رأي في الإن ...
- اكتشاف علمي واعد: بكتيريا الأمعاء تساهم في طرد -المواد الكيم ...
- نتنياهو بين مطرقة الأحزاب الحريدية وسندان بن غفير وسموتريتش. ...
- الادعاء العام يتهم مستشارا مقربا من نتانياهو بتسريب معلومات ...
- تم اختبارها في أوكرانيا.. ما هي المُسيّرات الانتحارية التي ت ...
- سد النهضة.. إثيوبيا تحدد موعد الافتتاح ومصر تطالب بوثيقة تحت ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هادي العلي - علاقة المادية بالايمان والدين