بلكميمي محمد
الحوار المتمدن-العدد: 2426 - 2008 / 10 / 6 - 08:56
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
في اللحظة البدائية لقدوم الراسمال التمويلي الى المغرب ، كانت العلاقة بينه وبين العمل المغربي ، على الشكل التالي : من جهة ، وجود راسمال فرنسي تحركه الحاجة للاستثمار ، ومن جهة اخرى ، غياب قوة العمل المغربية المستجيبة لتلك الحاجة ( اذ كان الانتاج التقليدي المغربي ، يمتص كل قوة العمل المتوفرة . اما البطالة التي يعاني منها المجتمع المغربي اليوم ، فهي ظاهرة حديثة تماما ) .
وقد لاحظنا في الفقرات الاولى ، بان ذلك التناقض لم يتم حله الا عن طريق العنف ، الذي ادى الى فصل الفلاحين من وسائل انتاجهم ، واخضاعهم بالقوة للانضباط للعمل الراسمالي الحديث .
لكن الأمور في نهاية المرحلة الكولونيالية ، ستنقلب الى نقيضا. اذ لم يعد الراسمال هو الذي يرغب في العمل ، بل بالعكس اصبح العمل هو الذي يبحث عن الشغل الراسمالي ولا يجده . ان منطق التطور الراسمالي الكولونيالي نفسه ، قد ادى الى بلترة جماهيرعريضة من الفلاحين والحرفيين ، دون ان يكون قادرا في نفس الوقت على تشغيلهم واستيعابهم .
وهذه البلترة لم تتم فقط بوسائل العنف التقليدية ، بل ايضا بوسائل اقتصادية محضة ، كان ابرزها انتشار وتغلغل التعامل النقدي في الحياة الاقتصادية التقليدية ( فالفلاح الذي اصبح مجبرا على دفع الضرائب نقدا لا عينا ، اصبح في نفس الوقت في قبضة الدائنين والمرابين الجشعين ، الذين كانوا يستغلون عجزه عن تسديد ديونه في اجالها المحددة ، للسطو على اراضيه وتشريده ).
وخلاصة القول ، ان التفاوت في التطور بين الراسمال الكولونيالي والعمل المغربي ، ادى تدريجيا الى احتدام التعارض ، الى تناقض صارخ . ولقد كان ذلك التناقض بين : من جهة ، ظهور طبقة عاملة مغربية فتية ، كان حجمها يتعاظم باضطراد ، ومن تم تعاظم حاجتها الى الشغل والى شروط العمل اللائقة بالانسان . ومن جهة ثانية ، عجز الراسمالية الكولونيالية عن حل مسالة البطالة ( التي لم تظهر في المغرب الى بظهور تلك الراسمالية ذاتها ) ، ورفضها التخفيف من حدة الاستغلال الراسمالي الاجنبي للعمال المغاربة .
هذا اذن هو الوجه الاول للتناقض .
فماهو الوجه الثاني ؟
#بلكميمي_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟