أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غادة يوسف - سلسلة ..الرحيل مع الرجال














المزيد.....

سلسلة ..الرحيل مع الرجال


غادة يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2417 - 2008 / 9 / 27 - 08:26
المحور: الادب والفن
    


الاعتراف الأول ...
لا أذكر بالضبط كيف بدأتُ ، ولا أستطيع تحديد تلك اللحظات البريئة والمسلية لتستحيل جارحة وقاتله ومسمومة ، ربما حدث ذلك حينما تحدثت لأول مرة وحيث إني لم أشعر ، فاحت مع الوجوه روائح الغدر ومضت آلاف الخناجر ، بينما كان قلبي مذهول ، كل ما أعرفه هو أنني أكتب الآن أمام الجميع ربما سيقرؤني . . وبالضبط اشعر إني ماثلة أمام تل من الثلج البارد الذي لا إحساس فيه ولا شفقة . . .يا رجل ، قررت الكتابة عنك وعن كل من صادفتهُ في حياتي من أب وأخ وصديق وحبيب وعن أيام عشتها وأيام اذكرها وأيام لا أحب أن اذكرها .. وقٌررت الكلمات في هذا الزمن الضائع بين الرمال الساقطة من ساعتي أن تتبخر من حنجرة قلمي .. وقٌررت تلك الأحداث المفرحة والموجعة التي بدأت يوم رحلتي مع أقداري تعود لتنبت من جديد في أحباري وتلطخ بياض ورقتي بوشم احمر لا يمحى . .أنا غير تلك المرآة التي عرفها الرجل ، أنا غير تلك الأنثى ، التي أستهولها الرجل وشبق فيها، أنا طفلة خلقتُ من رحم أنثى قاسية لا تعرف الحب والحنان ، قسوة الأيام غرست فيها لعنة جرجرتها إلى خلق البؤس وإطعامه لأبنائها ، علمتني كيف أرسم نصف الكأس الفارغ ، وأتحدث إليه ، أسقتني كره الرجال ، وحرضتني على اغتيال مشاعري نحوهم ، لذلك دست على قلب كل رجل يلاحقني ، فأنني لا اعتذر لأني لا أحس به . . أن قلبي بات كآلة لم تدخل أمي في صانعته حوادث تافهة من هذا النوع . . أما عن وضعي بصورة عامة ، يوحي منذ الوهلة الأولى بأن جادة جدا في تصرفاتي وكلامي كما يمكن أن أؤدي بكلمات مني إلى حرب بين الرجال ولكن بصيغ جديدة . .
الرجال يركضون بجنون فئران في أنبوب اختبار مكهرب , مازالوا يتلكأون أمامي , ويحمرون - على الأقل - إذا مررتُ من بينهم , ويمضغون رؤيتي قبل ابتلاعها , وينامون بجرعة من الدواء المنوم , ويفكرون بملاحقتي بدلا من سؤالي : هل موافقة .؟. ومازالوا أيضا ينثرون الكلمات التي تجرها الأحصنة في أحلامهم اعترافا منهم بأنه ما يزال فيها بعض الرجال يفضلون أن يتمتعوا بحب من طرف واحد . . إن مشهدهم يملأني اشمئزاز , يذكروني دائماً ، بأنني لم أبتعد كثيرا عن أمي ! . . . حتى الصادق فيهم والمحب بحق ، أحس دائما أن له وجه كوجوه الوحوش في البراري , تلك الوجوه مألوفة ومألوفة كوجوه أبناء الجيران , كوجوه زملائي في كافة مراحل دراستي ، وكالوجوه التي أصادفها في سوق طويل بخدودها المغبرة الموسخة وعيونها المربعة ذات الزجاج الأحمر اللامع , دائماً أنا هاربة من أصدقائي وكل من يحبني ، علماً إن وجوههم تمر كل ليلة من أمامي في أحلامي ، وهكذا منذ الوهلة الأولى ينتفي دائماً الإحساس بالرجل الذي يصعق أي أمرآة يلاحقها . . ولكن عندما يأتي المساء أكتشف أني مصابة بازدواج خطير في الشخصية . . فالذكريات المبثوثة في أنحاء عقلي وقلبي كلها تخلق فيني جوا من القسوة والجحود . . .
والشخصيات الرائعة من الرجال ، توحي لي بعالم من الجمال الإغريقي والقيم الصلبة . . ومع المساء تختفي تلك الشخصيات وتنتصب أمامي كعفاريت تحاول اختيالي ، والتي تتنافى برقصاتها الوحشية لقافلة مدني التي لا تنام . .



#غادة_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكتابة هي صورة تحمل صورة لمعنى لا أكثر .


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غادة يوسف - سلسلة ..الرحيل مع الرجال