الكتابة هي صورة تحمل صورة لمعنى لا أكثر .

غادة يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2352 - 2008 / 7 / 24 - 06:14
المحور: الادب والفن
    

شجاعة كبيرة أن نخط على الورق ملامح لوجوه مثيرة للجدل والاشجع أن نتوغل في أعمافها ... الكتابة هي خربشات من نوع خاص ، هي رسم لحروف نفهمها ونعرف مغزاها وتأثيرها ، نكتب لنتعمق في رحلة لقراءة ذات الحرف وابعادهُ ، انترجمها بحقيقة لشخصيات ومواقف ومشاعر واوجاع وانتقادات سلبية وايجابية ، بما ينطبق مع تلك الملامح ..
هذه المهمة هي من اصعب المهام التي يتقنها الكاتب ، مهمة فيها تحدٍ كبير وفيها رسالة يرغب في ايصالها ، فيها فن وذوق ، فيها شخصيات ووجوه موقعه بااسم الكاتب ، فهو يمتلك رؤية وعمق للامور وفق رؤية فنية مبنية بدقة ، حيث أنه يقدم نص متكامل الملامح، يصوره بطريقة تجعل من يطلع عليه ، يتعرف على مغزاه ومايحملهٌ من معاني ، ونجد كلما كانت كتاباتهُ مختلفة كانت مرغوبة ومفضلة لدى أغلب القراء ، لكن المشكلة هو أن أكثر القراء لايتقبلون هذا النوع المختلف من الكتابة ، ومهما اختلفنا معهم ، فأن تأثيرهم كبير سواء أكان سلبياً أو أيجابياً ، وأنطلاقاُ من هذا الحضور في ذاكرة العامة من القراء ، أتخذ أكثر الكتاب نوع بسيط وسلس في الكتابة ، كما نجد هناك نوع من الكتابات تأخذ منهج السيرة الذاتية عن حياة الكبار والمشاهير في كافة المجالات ، فنقرأ لكثير من الكتاب أصدارات عنهم ، نجد هولاء المشاهير والكبار عندما يرون كتاب يكتبون سيرتهم أو اعمالهم ، يظنون أن هذه الكتابات ماهي ألا نتاج حب كامن بداخل الكاتب لشخصياتهم ، بينما الحقيقة هي الكتابة بحيادية ، ولا يعني الحيادية ان هذا الكاتب لا موقف له وانه يكتب من فراغ " حيث يبقى له في النهاية موقف من الكتابة عن اي شخصية او الموضوع ، حيث ان لكل شخصية حكاية جديرة بان نتعرف على معالمها ، كما ان لكل منها مواقف مثيرة للجدل ، والكتابة ايضا هي التي تحدد شخصية الكاتب ، لكن هذا كان سابقا ، اما اليوم فمن الصعب علينا فرز شخصية الكاتب وسلوكهُ ، وهنا تكمن خصوصية الكاتب بمقدار الابتعاد عن شخصيتهُ فيكون بهذه الحالة كاتباً لا ناسخاً ، لكننا نجد أكثر الكتاب كتاباتهم اليوم تختلف عن هويتهم ، بمعنى أن الكتابة عبارة عن صورة تحمل صورة لمعنى لا أكثر .

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل