أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمعة الحلفي - ثقافة الخرافة والتنجيم .. العربية!














المزيد.....

ثقافة الخرافة والتنجيم .. العربية!


جمعة الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 745 - 2004 / 2 / 15 - 07:45
المحور: الادب والفن
    


صنع أدباء ومبدعون كباراً من أمثال الكولومبي غارسيا ماركيز، والتشيلية ايزابيل أليندي، أدباً رفيعاً من أساطير وخرافات شعوبهم، بوصفها جزءً من الثقافة السحرية الغابرة. أما نحن (العرب) فقد صنعنا، ولا نزال نصنع، من حقائق الحياة اليومية المريرة، خرافاتنا وأساطيرنا الخاصة، مجسدين بذلك، أو بالبرهان القاطع، توصيف المستشرق الغربي الشهير أرنست رينان، القائل بأن خصائص العقلية العربية عاجزة عن التركيب لأنها غارقة في المتخيل.  وفي واقع الحال لا يكمن المتخيل، بالنسبة لنا، في طريقتنا للنظر إلى التراث وفي تفسيرنا لهذا التراث، كما يذهب رينان في توصيفه، فحسب، بل هو يكمن في إصرارنا على تحوير الواقع نفسه لكي يبدو لنا بالصورة المتخيلة، وهنا بالضبط تكمن المشكلة.  أما المشكلة الأكبر من هذه فهي تكمن في حقيقة أن ثقافة الخرافة تلك، التي تريد إعادة إنتاج الواقع في صيغة سحرية، هي ليست ثقافة العامة، أو الرعاع، أو الدهماء، كما قد (نتخيل!) إنما هي ثقافة المتعلمين وحتى المثقفين. بمعنى إنها ليست ثقافة الهامش أو الأطراف أو الثقافة الشعبية (الفولكلورية) بل هي ثقافة المتن وثقافة المركز وثقافة النخبة، وهنا بالضبط تكمن الطامة الكبرى.
ليس هناك ماهو "متخيل"  في هذا الكلام، بل هناك ما لا يحصى ولا يدحض من الأدلة على حقيقة وجود وفداحة "ثقافة الخرافة" السائدة في وضعنا العربي، ليس أقله ما نقرأ ونسمع عن الوضع العراقي وملابساته وما يدور وينسج من حكايات وخرافات وأساطير، حول هذا الوضع، الذي فاجأ عامة العرب وأطلق العنان لمخيلتهم في إعادة إنتاجه وتركيبه.
ولأن هذا كله ينتمي، إن شئنا، لثقافة الدهماء والعامة ومواهبهم في صناعة الخرافة، فإننا نحيل، هنا، إلى مصادر أكثر أهمية و "نخبوية".  فالتقرير الثاني (2003) للتنمية الإنسانية، الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، يعترف، بالعربي الفصيح، بإن واحدة من معيقات التنمية العربية تكمن في تأثير ثقافة الخرافة على العقل العربي وذلك بسبب اتصال هذا العقل بالمعرفة والعلوم والثقافة من جهة ومناقضته لها من جهة ثانية، جراء تغليبه للهوى والرغبة والأماني وتمجيد الماضي، أكثر من اهتمامه بالحياتي والواقعي والحقيقي. وفي محاضرة مهمة نشرتها مجلة (المستقبل العربي عدد 298)  يؤكد الباحث محمود شمال حسن الأستاذ المتخصص في علم النفس الاجتماعي، إن نكوص فئات اجتماعية مختلفة إلى الماضي والتغني بأمجاده واتساع ظاهرة التردد على السحرة والمشعوذين وشيوع الأفكار اللاعقلانية، هي جزء من نتائج الواقع ومعيقات المستقبل. وفي العودة إلى تقرير برنامج التنمية، سنجد أنه يؤكد بأن هذه الظاهرة لا تقتصر على البيئات الشعبية بل هي تزحف حثيثاً نحو بيئات وقطاعات واسعة تشمل المتعلمين وحملة الشهادات الجامعية والعلمية. وهو ما يذكرنا بدراسة الباحث المصري المعروف سيد عويس لمئات الرسائل، التي يودعها الفقراء والتعساء من المصريين في شبابيك أضرحة وقبور الأولياء والأئمة، طلباً للشفاعة والمراد، إذ وجد بينها رسائل كثيرة من متعلمين وخريجي جامعات. وبوسعنا أن نأتي بالمزيد من الأمثلة لكننا نكتفي بمثال واحد أخير هو ذلك المتمثل بصفحات وحقول الحظ والتنجيم واستشراف المستقبل عن طريق الأبراج، التي لا تخلو منها صحيفة أو مجلة أو فضائية، تصدر أو تطبع أو تبث، في هذا الفضاء العربي السحري... فهل كان أرنست رينان على خطأ؟

 



#جمعة_الحلفي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة المحاكمة والتخوين
- رسالة الى مهدي خوشناو


المزيد.....




- -عصر الضبابية-.. قصة الفيزياء بين السطوع والسقوط
- الشاعر المغربي عبد القادر وساط: -كلمات مسهمة- في الطب والشعر ...
- بن غفير يسمح للمستوطنين بالرقص والغناء أثناء اقتحام المسجد ا ...
- قصص ما وراء الكاميرا.. أفلام صنعتها السينما عن نفسها
- الفنان خالد تكريتي يرسم العالم بعين طفل ساخر
- رابط شغال ومباشر.. الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- خبر صحفي: كريم عبدالله يقدم كتابه النقدي الجديد -أصوات القلب ...
- موسيقى للحيوانات المرهقة.. ملاجئ الولايات المتحدة الأمريكية ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمعة الحلفي - ثقافة الخرافة والتنجيم .. العربية!