أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سالم مشكور - سرّاق وقحون














المزيد.....

سرّاق وقحون


سالم مشكور

الحوار المتمدن-العدد: 745 - 2004 / 2 / 15 - 05:03
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


اسوأ ما يقوله المدافعون عن "ابطال" فضيحة الكوبونات النفطية هو ان صدام ليس الرئيس العربي الوحيد الذي سعى الى شراء الاقلام والذمم والعقول. هذا المنطق الاعوج ذاته يستخدمه المدافعون عن صدام سابقا وحاليا، فكلما تحدث احد عن جرائم هذا الديكتاتور وبطشه بشعبه، وحيث لا يجد المدافعون بداً من الاعتراف بهذه الجرائم ينبرون الى القول: "وهل ان صدام هو الديكتاتور الوحيد الذي يفعل هذا؟ الكل يفعلون ذلك".
هذا "التبرير" المثير للشفقة يعني شيئاً واحداً هو ان شيوع السوء يجعله امرا محمودا، وتفشي الاستبداد يجعله امرا طبيعيا يجب عدم انتقاده، وتفشي ظاهرة شراء الذمم من قبل الانظمة يعفي صدام والمنتفعين بالكوبونات من اية ملاحقة.
بل حتى نشر العراقيين لقوائم بأسماء مستلمي الكوبونات يصبح محل ادانة واتهام العمالة للاميركيين.
ليست هذه الفضيحة جديدة على مسامع الكثيرين من العرب، فغالبية الاسماء التي وردت في القائمة الاولى كانت معروفة العلاقة بالنظام السابق وكانت كثيرة التردد على بغداد خلال الاعوام الاخيرة وقد ظهرت عليهم آثار "النعمة" بوضوح. الكثيرون كانوا يشيرون اليهم بالاتهام ويتحدثون عن حصولهم على عطاءات صدام لكن الاثبات الرسمي لهذه الاتهامات كان غائبا.
اما بالنسبة الى العراقيين في الداخل فكانوا يتندرون كلما عرض التلفزيون مشهد طائرة تهبط في مطار بغداد "خارقة الحصار" لينزل منها "المتضامنون مع الشعب العراقي بابتسامات صفراء ومعهم بعض صناديق "مساعدات" لا احد يعرف بالضبط ما بداخلها. كان العراقيون يضحكون لهذه المشاهد ويقولون: "جاء جماعة الكوبونات".
اليوم ظهرت الوثائق واضحى العراقيون احرارا قادرين على نشرها فضحا لهؤلاء المتاجرين بالشعارات ورافعي العقائر دفاعا عن صدام باسم الدفاع عن العراق.والجديد ايضا ان هذه الوثيقة التي اثار نشرها كل هذا الاستنفار وموجة التكذيب والنفي، ليست صادرة عن المخابرات العراقية السابقة بل عن وزارة النفط وهي عبارة عن اوامر بتقديم التحويلات بناء على اوامر القيادة.
لكن اطرف دفاع عن امتصاص هؤلاء دم العراقيين ما كتبه احد الصحافيين الاردنيين مدافعا عن متسلمي اموال صدام، اذ تساءل: "وما الضير في ذلك، اليست افضل من الاموال الاميركية التي يتسلمها البعض؟ انها اموال حلال وهي عربية".
لم نكن قبل هذا نعلم ان الاموال المسروقة تصبح حلالاً لمجرد كونها عربية، حتى لو كانت تسرق من افواه الاطفال الجوعى الذين كان السراق يصرخون دفاعا عنهم. او ربما يعلم هذا الكاتب ان الرئيس العراقي كان يقدم هذه الكوبونات زكاة عن اموال كل العراقيين يدفعها نيابة عنهم الى المحتاجين من الصحافيين والسياسيين وبالتالي فما علينا الا ان نقول لهؤلاء: هنيئا،  ولصدام: جزاك الـله عن العراقيين خيرا.
انه القاموس السياسي العربي المقلوب رأسا على عقب والذي تعني السرقة فيه "بزنس"، والحرية قمعا للشعب، ومناصرة الاستبداد موقفا وطنيا وقوميا، والحديث او مجرد التفكير بالانسان وحقوقه عمالة وخدمة لأميركا والصهيونية و"استهدافا للخط الوطني النظيف".
ثم نشكو حالنا ونتساءل: اين الخلل؟



#سالم_مشكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيارة وفد مجلس الحكم الى لبنان: لماذا التصرف بعقلية المعارضة ...
- محاكمة لصدام ولنهج عربي
- هل يتنصل الاميركيون عن وعدهم بالفيدرالية؟
- براغماتية مؤسلمة
- ندوة مغلقة: تركيا ودورها العراقي
- عبـثــيــة النـقـــاش مـع المؤمــنـــيـن بالاســـتـبـداد
- عندما يتوقف الزمن عند بعض قادة الاسلاميين العراقيين
- الذكرى السنوية الثالثة للمواجهات في جامعة طهران الحركات الطا ...


المزيد.....




- -طبيب العطور- بدبي.. رجل يُعيد رائحة الأحبة الغائبين في قارو ...
- -أمر أخلاقي وعادل-.. ترينيداد وتوباغو تقرر الاعتراف رسميا بـ ...
- السيدة الأولى للعراق شاناز إبراهيم أحمد تكتب لـCNN: فرسان ال ...
- السعودية.. تداول فيديو لمواطن يطلق النار من سلاحه بمكان عام. ...
- شاهد: -السحابة الخارقة- تضرب شمال فرنسا وهطول برَد بحجم حبة ...
- رصد طائرة غريبة وغير مألوفة في الولايات المتحدة
- مصر.. من هو إبراهيم العرجاني رئيس اتحاد القبائل العربية في س ...
- مشروبات كحولية لا ينصح بتناولها مع اللحوم المشوية
- أردى أحدها قتيلا.. شرطي أمريكي يخلص رجلا من أنياب كلاب شارد ...
- رئيس الوزراء الهنغاري: أوروبا تلعب بالنار


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سالم مشكور - سرّاق وقحون