بيان مشترك بين الشيوعيين السوفييت والسوريين

قاسيون

الحوار المتمدن-العدد: 741 - 2004 / 2 / 11 - 04:24
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

جرى لقاء بين رئيس مجلس اتحاد الأحزاب الشيوعية ـ الحزب الشيوعي السوفييتي ـ الأمين الأول للجنة المركزية للحزب الشيوعي الاتحادي (روسيا، بيلوروسيا) أوليغ شينين وممثل هيئة رئاسة المؤتمر الاستثنائي للحزب الشيوعي السوري، عضو اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين د. قدري جميل.

عرض الرفيق قدري جميل بشكل مفصل أعمال المرحلة الأولى من المؤتمر الاستثنائي للحزب الشيوعي السوري المنعقد بتاريخ 18/12/ 2003 والقرارات التي اتخذها المؤتمر.

من جانبه عرض الرفيق شينين سير التحضيرات للمؤتمر 33 لاتحاد الأحزاب الشيوعية ـ الحزب الشيوعي السوفييتي.

بحث الجانبان خلال اللقاء الرفاقي والمعمق الوضع العالمي، والوضع في الحركة الشيوعية ـ العمالية العالمية ولوحظ  في القضايا التي تناولها البحث تقارب المواقف وتطابق الآراء ووجهات النظر.

وكان الاستنتاج الأهم في اللقاء: أن الإمبريالية التي دخلت مرحلة التفسخ والانحطاط تمثل خطراً ليس فقط على القوى التقدمية والمحبة للسلام على الأرض، بل على الإنسانية جمعاء. فهي من أجل الحفاظ على وجودها جاهزة لتدمير كل ماهو حي علي الأرض. وتمثل الصهيونية العالمية هراوتها الغليظة وقوتها الضاربة ضد الحركة الشيوعية والعمالية وحركة التحرر الوطني.

والحركة الشيوعية العالمية لم تستطع حتى الآن أن تخرج من أزمتها الحادة والطويلة التي تستنفد قواها وتضعف دورها وهيبتها على الساحة الدولية، ويكمن الشر الأساسي، لأزمتها في الزرع المصطنع لفكرة «التعددية الشيوعية» المتمثلة بالتحريفية في النظرية والانتهازية في التطبيق العملي.

إن ابتعاد التحريفية ـ الخروشوفية عن خط المؤتمر التاسع عشر للحزب الشيوعي السوفييتي بخصوص حركة التحرر الوطني، التي كانت آنذاك في حالة نهوض إثر نتائج الحرب العالمية الثانية وانهيار النظام الكولونيالي أدى إلى الإضعاف الحاد للعملية الثورية العالمية. كما أن قرارات المؤتمر العشرين التي عالجت من الناحية الشكلية مسألة «عبادة الفرد»، والتي ألغاها المؤتمر 32 الاستثنائي للحزب الشيوعي السوفييتي، أدت على المستوى العالمي إلى:

-           انقسام الحركة الشيوعية العالمية نتيجة التسعير المصطنع للخلاف الصيني ـ السوفييتي.

-   اضطهاد الأحزاب الشيوعية وحل بعضها، وإدخال مصطلح «التطور اللارأسمالي» في الممارسة، الذي «يفترض» إمكانية بناء الاشتراكية بدون الدور القيادي للطبقة العاملة وطليعتها المتمثلة في الأحزاب الشيوعية.

-   تزوير تاريخ البشرية في النصف الأول من القرن العشرين وتسويد أسماء وأعمال عمالقة الحركة الشيوعية، مما أدى إلى تشويه الوعي الاجتماعي ـ الجماهيري.

-   الفهم الدوغمائي لمبدأ التعايش السلمي ليس على حقيقته ديالكتيكياً كمنظومة متحركة من وحدة وصراع الأضداد.

-           فتح الباب على مصراعيه أمام العلاقات البضاعية ـ النقدية الغريبة عن الاشتراكية.

إن مجموعة هذه العوامل الأنفة الذكر أدت إلى تراجع الاشتراكية وسمحت  بالوقت نفسه للرأسمالية بتقوية مواقعها مؤقتاً على حسابها، وانتزاع زمام المبادرة عبر الاستفادة من التقدم العلمي التكنيكي، وتكوين نظام الاضطهاد والاستعباد الكولونيالي الجديد خلال أعوام الستينات، وبعد عقدين أدى كل ذلك إلى انهيار النظام الاشتراكي في بلدان أوروبا الشرقية وتفكيك الاتحاد السوفييتي.

ورغم كل ذلك فإن الاشتراكية الواقعية لم تتوقف للحظة خلال وجودها أن تكون نموذجاً للبلدان النامية، رغم كل نواقصها وثغراتها. في حين أن الرأسمالية التي أعلنت بكل ما تملك من أبواق عن نهاية التاريخ لم تستطع، ـ وحسب النظرية الماركسية تماماً ـ أن تحل أية مسألة حادة من مسائل المجتمع البشري وأثبتت عدم جدواها كمذهب اجتماعي.

إن انهيار الاشتراكية أعطى الإمكانية للضواري الإمبريالية لنهش بعضهم البعض ونهش الآخرين في الصراع من أجل الهيمنة العالمية على الأرض وثرواتها.

-   بدل الازدهار المنتظر والموعود في البلدان الرأسمالية المتطورة انتشرت موجة جديدة من الأزمات، وبدأت تزول الضمانات الاجتماعية واحتد الصراع الطبقي بشكل واضح.

-   ازداد بشكل حاد الضغط على ماتبقى من منظومة البلدان الاشتراكية وخاصة كوريا الشمالية وكوبا.

-   كما أن البلدان التي سارت إلى الوراء باتجاه الرأسمالية تحولت إلى مستعمرات للإمبريالية.

-   إن الاستعمار الجديد الليبرالي، أي التبادل اللامتكافئ بين البلدان المتطورة والعالم الثالث، قد تفاقم وتسارع بعد انهيار منظومة البلدان الاشتراكية ولم يتراجع كما توهم وتوقع البعض.

إن كل ما تقدم يعني أن الطريق مسدود أمام الإمبريالية ويتسارع احتضارها، فمن أجل بقائها لاخيار أمامها إلا إشعال حروب جديدة وتسعير الصراعات العرقية والقومية والدينية بين الشعوب وتشديد استغلالها وظلمها اللاحق للكادحين وتخفيض مستواهم المعاشي، مما سيؤدي بشكل لامفر منه إلى نمو المقاومة التي ليس لها حتى الآن لون اجتماعي مميز.

كل ذلك يثبت أن الظروف الموضوعية لنهوض جماهيري جديد للحركة العمالية وحركة التحرر الوطني قد أصبحت ناضجة فعلاً، ولكن المسألة في تأمين العامل الذاتي وإعطاء العملية اتجاهاً ثورياً.

إن صحوة الطبقة العاملة ووضوح وعيها الطبقي وتنظيمها وتوحيدها وتكوين إرادتها في بادئ الأمر من الاحتجاج الفعال إلى النضال السياسي الواعي لاحقا ضد المضطِهدين هو نهج مطلوب من الأحزاب الشيوعية المستندة إلى الأرضية الفكرية الماركسية ـ اللينينية الخلاقة، وإلى مبدأ المركزية الديمقراطية دون تردد.

دعا الجانبان الأحزاب الشيوعية والعمالية في العالم إلى استعادة دورها الوظيفي كموجه فكري وسياسي للطبقة العاملة ومنظم لها ولسائر جماهير الكادحين، والانتقال من حالة التنسيق في الأعمال على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي إلى الوحدة الفكرية والتنظيمية في أممية جديدة، والعمل على تكوين جبهة ديمقراطية واسعة ضد الإمبريالية والصهيونية.

ليس هناك من طريق ثوري آخر نحو الوصول إلى استعادة السلطة والملكية لأصحابها منتجي الخيرات المادية والروحية.

سيتحطم العدو .... النصر سيكون حليفنا.

 موسكو ـ 5/2/2004

#قاسيون (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات