أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سالم اليامي - عظم الله أجركم في الجامعة العربية














المزيد.....

عظم الله أجركم في الجامعة العربية


سالم اليامي

الحوار المتمدن-العدد: 741 - 2004 / 2 / 11 - 03:51
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


العرب دائما مولعون بالقبور . فالماضي المدفون في قبور ذاكرتهم التي لا تملك جديدا يظل بالنسبة اليهم إرثا مقدسا لا يستطيعون الإنعتاق منه مهما كلفهم من ثمن حتى وإن كان الثمن هو حاضرهم التعيس ومستقبلهم الأتعس!

وهم مولعون بتقديس كل شيء يربطهم بثقافة القبر , وفكر القبر , وتاريخ القبر , وأبطال القبر الذين ربما تجرع العرب بسببهم الهزائم والتخلف والجمود والقمع والظلام .

 

  الجامعة العربية إنتقلت الى رحمة الله منذ أن رفضت قرار تقسيم فلسطين الى دولتين فلسطينية واسرائيلية عام 48 م, حيث لم تستطع تلك الجامعة أن تنتصر سياسيا في ذلك الوقت فتخرج بنصف الكعكة التي تساوم الآن على ربعها , ولم تستطع أن تستعيد الأرض المسلوبة بقوة السلاح والجيوش التي خدرتنا لأكثر من ثلاثين عاما بالأناشيد الحماسية فلم تستعيد شبرا من أرض محتلة عكس ما فعلته مقاومة صغيرة مستقلة في جنوب لبنان, مرورا بعجزها عن الدفاع عن احتلال بيروت  الى السكوت عن المجازر التي أرتكبت بحق الشعب العراقي  وصولا الى  احتلال بغداد كنتيجة منطقية للفشل السياسي الكبير الذي تعاملت به الجامعة العربية المرحومة مع كل القضايا العربية والعالمية من اقتصادية وسياسية واجتماعية وعلمية ...الخ !

 

ولأن الفقيدة " الجامعة العربية " أصبحت في عداد الموتى حيث ووريت الثرى منذ زمن بعيد , إلا أن العرب مصرين على إخراجها من قبرها كعادتهم في عشق القبور ونبشها لإعادة من سكنوها كي يقودوا من جديد, علما انهم يعلمون أن الله الواحد الأحد هو " من يحيي العظام وهي رميم " وهو " الذي يبعث من في القبور" إنه على كل شيء قدير!!

 

وهاهي الجهود العربية الحثيثة تحاول إحياء" فقيدة الدول العربية " كي تحيي دورها القديم في تخدير العقول العربية بالكثير من قرارات الإنشاء والتعبير والشخير والتحذير وأحيانا رمي الصحون" الصغير والكبير " لكي تستمر الأمة العربية في قبورها آمنة مستتبة دون أن تدرك أنها قد دخلت حضارة القرن الواحد والعشرين لا كأمة مشاركة في هذه الحضارة العظيمة وإنما كعالة وتابعة وصورة مشوهة لأبشع مراحل الانسان العربي!

 

إن " فقيدة الدول العربية " لم تكن يوما عونا للأنسان العربي ولا نصيرا لقضاياه الانسانية , ولم تكن سوى مجلسا قبليا يتم التجمع فيه لتبادل المجاملات وحب الخشوم واصدار البيانات . والحري بالعرب أن يعلنوا وفاتها فلربما جاد الزمن العربي بتجمع آخر يخرج هذه الشعوب من قبورها الى عالم القرن الواحد والعشرين برؤوس مرفوعة وعقول مستنيرة بدلا من التجمهر حول جثمان جامعة ميتة لم تقبر فأصبح جثمانها هو القبر الذي يتم مخاطبة العالم بإسمه ويراد لهذه الأمة أن تستمر مقبورة تحت إرادة جامعة ماتت منذ زمن بعيد في ذاكرة الناس والتاريخ والحضارة , لأنها لم تكن يوما ذات ذاكرة عطرة في عقل الانسان العربي الذي شاركت هذه الجامعة في ترسيخ هزائمه السياسية والحضارية , ولم تكن جزءا ناصعا من ذاكرة التاريخ ولا عنصرا من عناصر البناء في الحضارة الانسانية المعاصرة.

وكيف تكون كذلك ؟ وهي لم تكن سوى الكاتم لأسرار القمع والمجازر والمبرر لكل عمل طغياني حقير !!

 

اقول لكم نيابة عن الشعوب العربية : تنعى الأمة العربية جامعتها الفقيدة , حيث إنتقلت الى رحمة الله منذ نصف قرن وبقي جثمانها بيننا قبرا يحج اليه السياسيون العرب .

تغمد الله الفقيدة بواسع قبره , انا لله وإنا اليه راجعون .



#سالم_اليامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحمار والجحش
- عندما يعود الوطن الذي غاب..على ظهر دبابة... كالعراق
- اسألي متى الليل ينجلي
- مــــد ن الوهــــم
- عندما تعرت الحقيقة وبزغ فجر الحرية
- ضياع الحلم


المزيد.....




- بين الجُزُر والحصون.. في ساحل كرواتيا معالم وتجارب آسرة ترضي ...
- مالكوم إكس والدعوة إلى مقاومة الظلم العنصري بـ-أي وسيلة ضرور ...
- رفح ـ إسرائيل تواصل قصفها وتعثر على أنفاق على الحدود بين غزة ...
- سموتريش: أعتقد أننا في طريقنا إلى الحرب مع -حزب الله-
- وزراء خارجية شنغهاي للتعاون ينظرون في أستانا في الترشيحات لم ...
-  وزيرة خارجية جنوب إفريقيا: ما يحدث في فلسطين فصل عنصري
- الدفاع الروسية: قواتنا تتقدم في خاركوف والخسائر الأوكرانية ب ...
- برلماني مصري: -الحكومة زي الأم اللي مش قادرة تهتم بأولادها ف ...
- هل باتت واشنطن والرياض قاب قوسين أو أدنى من توقيع اتفاق تعاو ...
- الجيش يعلن إحباط -محاولة انقلاب- في جمهورية الكونغو الديمقرا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سالم اليامي - عظم الله أجركم في الجامعة العربية