أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رياض جاسم محمد فيلي - متى يعاد الإعتبار لعالم الآثار الجليل ( شاه محمد علي الصيواني ) !؟














المزيد.....

متى يعاد الإعتبار لعالم الآثار الجليل ( شاه محمد علي الصيواني ) !؟


رياض جاسم محمد فيلي

الحوار المتمدن-العدد: 2365 - 2008 / 8 / 6 - 07:20
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


شاه محمد علي الصيواني ( أبو ريزان ) شخصية علمية وأكاديمية من مواليد بغداد / عام 1934 ، من عائلة كردية فيلية معروفة ( فأخيه الأستاذ المحامي حسين صيواني مدير المدرسة الفيلية " رحمه الله " ، وأبن أخته النائب عامر ثامر علي عضو مجلس النواب الحالي ) ، وأكمل دراسته الجامعية في عام 1958 حيث تخرج من قسم الآثار / كلية الآداب – جامعة بغداد ، وفي نفس السنة عين في دائرة الآثار ، وتدرج في الوظيفة الحكومية ليصبح خبير أثاري مسجل لدى الأمم المتحدة ، وعمل في مجال إختصاصه في جامعة أبو ظبي بدولة الأمارات العربية المتحدة ، وأستاذاً محاضراً في جامعات المملكة العربية السعودية ، وعاصر عدد من علماء الآثار الأجلاء أمثال الأساتذة المعرفين [ طه باقر ، وأحمد سوسة ] ، وعرف عنه إجادته وإتقانه للغة المسمارية السومرية وغيرها من لغات العراق القديمة ، كما قام بإجراء العديد من التنقيبات والكشوفات على المواقع الآثرية الممتدة على أرض سومر وأكد وأور ولكش وآشور وبابل والوركاء والحضر عبر مسح ميداني دقيق معززاً بالأبحاث العلمية الدقيقة ، وهذا ما تجلى بمؤلفه الكتاب الموسوم { أور بين الماضي والحاضر } المطبوع من قبل المديرية العامة للآثار سنة 1976 ، والذي أصبح من المناهج الدراسية المعتمدة على المستوى التعلمي والتربوي ، ومن خلال بحثه وتحقيقه عن القطع الآثرية يكتشف بالدراسة والتحليل المنهجي والموضوعي واقع الحياة الإجتماعية والسياسية والإقتصادية والثقافية والأوضاع المعيشية ( كالملبس ، والمأكل ، والعادات والتقاليد ، والصلات المترسخة داخل المجتمع ، وعلاقة الحاكم بالمحكوم ، ونظم الحكم والإدارة ) التي كانت سائدة في الحقبة الزمنية من تأريخ العراق القديم ، والمهجولة في معالمها وحضارتها وتراثها لمعظم الأكاديميين والمعتمين بهذا الشأن ، وعلاوة على ذلك كانت مواقفه الوطنية المشرفة سواء على صعيد الإحزاب والحركات العراقية والكردية ، إذ عرف بعدائه الشديد للبعث الفاشي وإعتقل من قبل الحرس اللاقومي في مؤامرة الثامن من شباط الأسود في عام 1963 ، وإحتجز في سجن السدة وتعرض للتعذيب الوحشي وقلع الأضافر والمعاملة القاسية على يد السلطة القمعية آنذاك ، وبعد إطلاق سراحه لم يسلم من الملاحقات الإمنية والحزبية والمخابراتية ، ولكن فجأة توقف عطائه الزاخر وإنقطع إبداعه المتفوق نتيجةً لتهجيره قسراً من قبل جلاوزة النظام المقبور وأجهزته القمعية بطريقة همجية لم تراعي مكانته العلمية وخبرته المتراكمة وإنسانيته الرفيعة ، أذ جرى إقتياده وإعتقاله بشكل سافر ومهين وأمام مرأى الموظفين في دائرته ( مفتشية آثار بابل ) في مدينة الحلة عام 1980 ، وبحجة التبعية الإجنيبة وفقاً للقرار رقم (666) " السيء الصيت " ، حيث إسقطت الجنسية العراقية عنه وصودرت ممتلكاته على نحو تعسفي مثل الآلاف من الكرد الفيليين ، ومنها أبحاثه ودراساته النفيسة التي لا تقدر بثمن ... فضاع جهد الرجل هباءً منثوراً بين ليلة وضحاها التي سجل فيها تأريخ العراق الزاهر مهد الحضارات العريقة منذ فجر الإنسانية على يد هولاكو العصر وأزلامه الظالمين ، ليعاني بعدها مرارة التهجير وشقاء الغربة والحياة القاسية في معسكرات اللأجئين العراقيين في إيران ، وأشتغل هناك في مهنة بسيطة بسبب ظروفه الصعبة لا تتناسب مكانته العلمية المعروفة على المستوى الإقليمي والدولي ... وتوفي في المنفى الإجباري / عام 2000 نتيجة إستشراء المرض وفقر الحال وضنك العيش ومرارات القهر والظلم التي أرهقت قلبه وعقله وجسده ... فتوقف نبضه ورحل عن هذه الدنيا ودفنت معه أسراره عن آثار العراق العظيمة ، وبالتالي فقدنا بحق شخصاً يمثل بحد ذاته ثروة وطنية وقومية لا يمكن تعويضها ... لم يذكره أحد ولو بكلمة طيبة ... لكونه كردي فيلي !! أو لأنه خدم وطنه العراق بكل إخلاص وتفاني ؟؟ فلقد مات في الغربة لم يمشي في جنازته أحد ، ونقلاً عن الدكتور ( عز الدين مصطفى رسول ) رئيس إتحاد الأدباء الكرد الذي كان صديقاً متلازماً للمرحوم " طيب الله ثراه " وتحدث عنما لم يذكره التأريخ ... إذ قال بحرف أن شاه محمد كلف بالتنقيب في منطقة أثرية بالقرب من جبال حمرين مع الأستاذين طه باقر وفؤاد صفر ومن خلال الحفريات أكتشفوا وجود حلقة وصل مهمة ومفصلية تربط بين حضارتي سومر وعيلام ، مما حد بالطاغية المقبور خلال فترة السبعينات من القرن الماضي والمعروف في حينها بـ (( السيد النائب )) أن يأمر بأعلان المنطقة المكتشفة هي حضارة سامية كجزء من ماكنة الدعاية الفاشية الموجهة من قبل النظام المُباد ، ولكن هؤلاء العلماء الأفاضل رفضوا ذلك بشدة ولم ينصاعوا لمشيئة السلطان الجائر ولم ينفذوا مبتغاه المريض ... حفاظاً منهم على حقيقة التأريخ بكل أمانة وأخلاص ، وإستطرد رئيس إتحاد الأدباء الكرد قائلاً بعد قيام إنتفاضة آذار عام 1991 ، وإجراء إنتخابات برلمان كردستان العراق وتشكيل حكومة الإقليم ومؤسساتها ... ذهبت إلى وزير الثقافة ( الأستاذ شيركو بيكس ) وتحدث معه عن عالم الآثار شاه محمد ولا بد من إحتضانه وتوجيه دعوة له للعمل في الإقليم وتكريمه والإحتفاء به ، ثم كررت الأمر أيضا على وزير الثقافة اللاحق ( الأستاذ جمال عبدون ) ، ولكن مع الأسف لم نجد آذان صاغية ، وهكذا خسرنا قدرات هذا الرجل وطاقاته وإمكانياته من دون أن يثمنها أحد ، واليوم في العراق الجديد بعد مضي خمس سنوات على سقوط الصنم في 9/4/2003 ، لم يعاد إليه إعتباره لحد الآن من قبل أية حكومة عراقية ... عبر تكريمه وإقامة حفل تأبني له وتخصيص راتب تقاعدي مجزي للعائلة المنكوبة مع تعويض مادي ومعنوي عن سنوات القهر والظلم وإعادة طبع مؤلفاته مجاناً على نفقة الدولة ، إضافة إلى إطلاق أسمه على أحدى الشوارع والمرافق الثقافية المهمة لكونه من المعالم والرموز التي يجب أن يحتفى بها بعد زوال شبح الدكتاتورية المقيتة ( عدو الثقافة الأول ) .



#رياض_جاسم_محمد_فيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة 14 تموز ... والزعيم ... والكرد الفيليين
- إقامة الإحتفال السنوي الإستذكاري في بغداد ، مع دعوة للتظاهر ...
- [ [ الأكراد الفيلية : إلى متى نسمع أقوالا ولا نرى أعمالاً ؟ ...
- صرخة نداء نحو تحقيق المطاليب العادلة للأكراد الفيلية { [ ( م ...
- ذكرى إغتيال ثورة 14 تموز المجيدة على يد مؤامرة 8 شباط المأجو ...
- المرسوم رقم (93) لسنة 1962 في سوريا ونظيره في العراق وجهان ل ...
- الثائر إبراهيم أبن عبدكة وتشويه حقيقته في مسلسل الأيام العصي ...
- تأريخ التهجير القسري في العراق المعاصر...الأكراد الفيلية نمو ...
- القانون واضح ... قرارات المحكمة الجنائية العراقية العليا غير ...
- من أصل غير أجنبي
- الموازنة والشؤون المالية وإضافة أحكامها إلى الدستور العراقي
- تعديل صلاحيات رئيس الوزراء ومجلس الوزراء الواردة في الدستور ...
- جرائم الثامن من شباط الأسود عام 1963
- الهيئات المستقلة وتعديل أحكامها في الدستور العراقي
- { ملاحظات حول قانون الجنسية العراقية رقم (26) لسنة 2006 وغير ...
- حالات التبعية الإيرانية وتنافضها مع أحكام الدستور
- ثورة 14 تموز / عام 1958 الخالدة ... غيبها النظام البائد ... ...
- قضية الكورد الفيليين وأبعاد معاناتهم وتسفيرهم في ظل التشريع ...


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رياض جاسم محمد فيلي - متى يعاد الإعتبار لعالم الآثار الجليل ( شاه محمد علي الصيواني ) !؟