أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهاد شامايا - جاره..وليلة ميلاد ومنفى














المزيد.....

جاره..وليلة ميلاد ومنفى


نهاد شامايا
كاتب

(Nihad Shamaya)


الحوار المتمدن-العدد: 2363 - 2008 / 8 / 4 - 09:23
المحور: الادب والفن
    


اطبقَ المساءْ..
والنجومُ في مداراتها سارحات
ومداراتي،خواءٌ في خواءْ.
اطبقَ المساءْ..
والصمتُ بركانٌ
في شراييني يثورْ..
التفاتةُ حبٍ
تدلّت من وجه البدر
لفّت عنقي
وما برحت تدورُ..وتدورْ .
يا لقسوةِ الصمتْ..
على مساءِ مسافرٍ بلا طريقْ
يالقسوةِ الصمتْ..
وهو ينفجرُ صدىً
لمناجاةِ غريقْ.
يا لكبرِ اوجاعِ الغريب
حين يحدُجُ مساءُهُ..
بلا حبيبٍ..
بلا رفيقْ.
يا لبؤسِِ ليلةِ الميلادْ
والمنفيُّ فيها،
المحتفل الوحيدْ.
يترجى في عيني وطنهِ،
شموعاً
وزغاريدَ
وحبيبه
وكعكةِ عيدْ.
يتلفّت..
حيثما داهمتهُ وجوهُ الغائبين
فلا يرى
غيرَ اَثار ِ مطاردٍ..
شريدْ.
يستجدي بعضاًمن شتاءِ بغداد،
وعشّار البصره،
ونرجسِ السليمانيه،
واقمارٍ اَشوريه..
كحباتِ لؤلؤٍ
انفرطَ عقدُها،
فراحت تتنطّطُ لاهية ً..
في احضان ِ دجله.
يجفلُ على وطن ٍ..
خرج والقدرُ في رحله
وحيداً عاد القدر..
سالناهُ عن صاحبهِ ،قال
حوّلهُ الخريفُ..
شقيقَ نعمان،
ذاب في حبّات ِالمطرْ..
صار غيمه..
صار نسمه..
صار بسمه،فوق شفاهِ القمرْ.
في ذلك المساءْ
وجدتُهُ في عينيها متعباً..
كطفلٍ ارهقهُ طولُ السفرْ.
في ذلك المساءْ
سال دمعة ً..
جرى جداولَ
على ارض ِ غربتي..
فاثمرَ الشجرْ
اكاليل َ شوكٍ
وصلبانا ً
ومُرا ً..
فكان الموتُ
وكان المنفى من جديدْ.
بالله عليك تخبرني ايها المساءْ
ايمكن ان يُسمى حبا ً..
ما يرقُبُ انينَ الجروح ِ
وصراخ َ الحنين ِ
ولا يُجيب..؟
ايمكن ان يُسمى حبا ً..
ما يجعلُ ابتسامة َ الفجر ِمُراوغة ً
ونداهُ مريب..؟
ايمكن ان يكون َ وهما ً..
ام تأوهاتِ جسدٍ مقموعْ..؟
ايمكن ان يكونَ حلما ً..
ام تخبطات ِ روح ٍ موجوعْ..؟
لكنّ اصابعَها الضوئيه لازالت غافية ً
في شَعري..
ولازالت انّاتُها
تنبضُ في دمي..
ولازال الليلْ..
يقصُّ على شفتيّ َ،
اقاصيص َ اللوعة ِ واللهيبْ..
اقاصيص َكرزٍ
كان اشهى من لقمة ِ الخبز..
في فم الجائع ِ الغريبْ.
لو تعلمين َ يا جاره..
كم هي قاسية ٌ غربتي بدونك ِ
وكم في مسائيَ هذا
من مراره.
أ ُحلّقُ مبتهلا اليكِ،
فيخذ ُلُني جبنكِ..
واعودُ الى مسائيَ..
الى كأسيَ..
أ ُجرعهُ المي
ويُجرعني دُواره.
اصدّقُ ان يخونَ الخائنُ ..
بلادَه.
وان يسرق َ المتخمُ من اليتيم..

زادَه.
اما ان يتحوّل قلبُك ِ الرقيق ِ حجاره..
كيف ذاك ياجاره..؟
كيف لي ان أ ُشهِرَ سيفي،
بوجه الرذيله..؟
كيف لي ان افقأ َعيني هذا الزمن الفاجِرِ..
واهتكَ اسراره..؟
كيف لي ان افكّ اسرَ الجَمال..
وأ ُطلقَ الحبّ َ رعداً،
يدوي في عالم القُبح..؟
فجرا ً لايبتلعُ الليل ُ..انواره.
كيف لي وحزنُك يشلّني..؟
كيف لي وخوفُكِ قهرا ًيُشبعني..؟
كيف لي وانت كموج ٍ..
لا إعصارُهُ يبلعُني،
ولا يتركني ابلعُ إعصارَه..؟
يا الهي كم احببتُكِ..
كم توهّمتُ وجهك ِ ،
في وجوه ِ الآخرينْ..
كم تخيّلتُ خديك ِ،
راقدين على وسادتي..
كزهرتي ياسمينْ..
كم سَهُدت عينايَ
كم جَحُظَت..
وهي ترقُبُ في المدى،
بريقاً من عينيكِ..
او جديلة ً من شعركِ..
او بعضُ حنينْ.
كم تلاعبتْ بمساءاتيَ الظنونْ..
كم ارهقتْ سكائري وقهوتي،
واتعبَتْ مني اوجاعي..
ونفّرت حتى الجُنونْ.
كم انستني عيناك ِ..
ان ِ الحبُّ ممنوعٌ،
على رُحَّل ٍ..
تكلّست ذاكرتُهم،
على عويل ِ الحروب..
ودموع ِ الاطفال..
وقضبان ِ السجونْ.



#نهاد_شامايا (هاشتاغ)       Nihad_Shamaya#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحيل الكبار في زمن الصغار
- هديلَ القلب
- دوحة الحوار المتمدن
- فساد القيم
- دعاة الارهاب
- اياد علاوي...قصر نظر سياسي أم تبعية مطلقة


المزيد.....




- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...
- حوارية مع سقراط
- موسيقى الـ-راب- العربية.. هل يحافظ -فن الشارع- على وفائه لجذ ...
- الإعلان عن الفائزين بجائزة فلسطين للكتاب 2025 في دورتها الـ1 ...
- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...
- من الجو..مصور يكشف لوحات فنية شكلتها أنامل الطبيعة في قلب ال ...
- التمثيل الشعري للذاكرة الثقافية العربية في اتحاد الأدباء
- الكوتا المسيحية: خسارة ريان الكلداني وعودة الجدل حول “التمثي ...
- مؤرخ وعالم آثار أميركي يُحلل صور ملوك البطالمة في مصر
- -المعرفة- في خدمة الإمبريالية والفاشية والاستبداد


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهاد شامايا - جاره..وليلة ميلاد ومنفى