المعاقون نفسيا

حنان كوتاري

الحوار المتمدن-العدد: 2352 - 2008 / 7 / 24 - 04:16
المحور: كتابات ساخرة
    

خواطر من وحي الواقع
الخاطرة الثانية : كثيرون هم ....
يهتم كثير من الناس في مجتمعاتنا العربية برعاية أصحاب الإعاقة العقلية، وهذا ما يدفع بعضهم إلى تأسيس جمعيات خيرية و تنظيم حملات أو مهرجانات لجمع التبرعات، للنهوض بأوضاعهم الاجتماعية و الصحية و الاقتصادية و ....
و الأكيد أنني لست ضد هذا النوع من الأعمال.
لكن ما بالنا لا نهتم بذوي الإعاقة النفسية اهتمامنا بالمعاقين عقليا ؟
المعاقون نفسيا
مصطلح جرى على لسان أحد تلامذتي في حوار دار بيني و بينه، و حينما أمعنت النظر فيه وجدته وصفا صائبا لأصحابه
و لا تظنني أتحدث عن زوار المصحات أو العيادات النفسية ، الذين يعانون اضطرابات أو أمراض نفسية.
إني أحدثك عن معاقين أظن ألا أمل يرجى من شفائهم
و إن لم تعرفهم .. و أردت التعرف عليهم .. فتعال معي في هذه الجولة ، فهم كثر ….
كثيرون هم الذين تظل أعينهم ليلا نهارا دون كل أو تعب في سياحة بين الأرداف و الأثد، بغـض الـنـظـر عن مـدى اتـصاف لـبـاس الـفـتـيات الـمـسـتـهدفات بهذه الـنـظرات بالحشمة أو الخلاعة......
كثيرون هم الذين يلقون بأكياس الحلوى و قنان المشروبات في الشوارع و الحدائق ،
و صناديق القمامة لا تبعد عنهم إلا ببضعة أمتار ...
كثيرات هن اللواتي يرمـين بشباكهن لاصطياد صيد ، سكير ، عربيد لن يزيدهن إلا شقاء ، لكن لـيـس هذا هو المـهـم ، و إنما المهم و الأهم : أن يحظين بـظـل حتى و إن غـاب الحائط ......
كثيرون هم الذين يجودن على أبنائهم بصفعة أو ركلة أو .. ، لا لأن الابن أسقط قطعة الشوكولاته على ملابسه أو لم يحسن ابتياع حاجات المنزل من البقال ، و لكن لأن الأب تعرض ذاك الصباح أو المساء إلى إهانة من مديره ... أو لأن فريقه المحبوب مني بهزيمة نكراء ...
كثيرون هم ..... و كثيرون هم ..... وكثيرون هم ....
حسبي يا رفيقي من هذه الجولة ما سمعت و رأيت... و إن لم يصبك الإعياء فبإمكانك متابعة الرحلة بمفردك ... فاللائحة طويلة ... و الأمثلة لا تنتهي ... و المعاقون نفسيا في مجتمعاتنا لا حصر لهم ...

#حنان_كوتاري (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل