أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زكية خيرهم الشنقيطي - ثالثة الثلاثية الشعرية















المزيد.....

ثالثة الثلاثية الشعرية


زكية خيرهم الشنقيطي

الحوار المتمدن-العدد: 2347 - 2008 / 7 / 19 - 10:18
المحور: الادب والفن
    



زكية خيرهم :فراشات و ثعابين ثلاثية شعرية من حدائق حيوانات البشر

فجأة قبل أن أشرع في كتابة ثالثة الثلاثية،
خرج الشاعر الحي صلاح عبد الصبور من قبره لثوان
وأنشد على مسامعي:

(يا أهل مدينتنا
هذا قولي
انفجروا أو موتوا
رعب أكبر من هذا سوف يأتي
لن ينجيكم أن تعتصموا منه
بأعلى جبل الصمت
أو ببطون الغابات
لن ينجيكم أن تختبئوا في حجراتكم
أو تحت وسائدكم أو في بالوعات الحمامات).

وعلى الفور أنشدته ثالثة الثلاثية: أوطان أم مقابر

في وطني
يخاف المرء من الرقابة
في دولة اللاّدولة
تخنقني الرقابة
في وطني أناس
تتخمها المجاعة

عن أي وطن تبحث...؟
وأي وطن تنعى؟؟؟
هل العيب في الوطن
أم العيب فيكم ؟؟؟

في وطني لصوص
والباقي شرطة
سبب منفاي
الاثنين

اللعنة لتلك اللجان
أما ألعضو القاتل
فإلى الجحيم

خطواتي خائفة في كل اتجاه
هم كثر حولي
لا أستطيع عدهم
يملؤون وقتي استفهاما... تعجبا... نقطا... فواصل...
يملؤون سطوري
جملا
عبرا
حكما
كرما
حين أقرأ ما سطروا
ينتابني الإغماء
آه عن الهزيمة بسبب الأصدقاء

في وطني جدران
خلفها ظلم...
تعسف وبهتان...
وبينها جدران
دسائس ومكائد
في وطني جدران
من خلفه ظلام
تركته ... ذهبت ...
في وضح النهار
عندما مل صبري
تعوّذت من الشيطان
لكن الشيطان ما زال
في دسائسه
مشغولا

كم هي باهظة
أثمان أوطانكم
وقيمتها بالنسبة لكم
لا تتحدى
عقولكم
فاهنأ
لأن رأسك لم يكن
أغلى من الوطن

جالسني شاركني سيجارتي
وكوب الشاي
سألته من حيرتي
هل صحيح أنت إنسان
ضحك وقال:
إنسان أنا
لكن
معك
غير ذلك

في زمن الحرمان
وقفت توزع خبز روحها
نهشوه!!!

جائع
وقف في الطابور
طويلا
منتظرا دوره
شهورا وسنينا
سلموه رغيفا
أكتشف
أنه
بلا
أسنان

غنائي... بكائي
رقصي... لطمي
في عينيك
لا شيء
يا وطن

حفرتها بفأسك
لوثتها بيدك
فلسفتك حرب
فخضها لوحدك

طبيب
حضورك غيابك
سيان
فجرحي ليس له دواء

أصواتكم طاعون
صورة للموت
طيفكم يؤذي
يؤلم ويجرح
كفوا عني أصواتكم
كفوا عني إرهابكم

وطني
أرضك لا تثمر
ثمارك لا تشبع
أزهارك تموت
فكيف لي أن أرجع
بعدما صار
الجفاف

وطني
هربت منك
لكي أنسى
قطعت مسافات
ومازلت أمشي
وهمي يلاحق حزني
على جرح على شرخ
على سلخ على حرق
وألم حتى الآن قائم

وطني
تركتك كرها
وما زلت أمشي بعيدا
قطعت الفيافي سكنت المنافي
أتذكرك
أشتاق إليك
أزورك
فإذا بك
تهجم علي
لتسلخني من جديد

وطني
أوجاعي
مرغتها مشاعرك
حزن الإنسان الم ألإنسان
في وطني
أوجاعي
لكن أوجاعك
ليست أوجاعي

كيف أفتح نافدتي
والسم في الهواء
ينفث هواجس
وأمراضا نفسية
في قلبك

وطني
طلّ من الشباك
فتح لي الباب
جلست بقربه
التفت إليه
ودمعي على خذي
سامحني كثيرا
لظلمك لي

أمطري يا سماء
وبالا
من نارك
فموتي يريحني...

فهمت كل الوجوه
إلا
واحدا يرعبني
وجهك

دموعي منسكبة
على مخلوقين:
في وطني
كلاب وجنود

ولتأخذ كل البنادق
حارب ولا تقصر
لطخ يديك...
لوث
أهجم ولا تقصر
إن كان ذاك
يطفئ
جحيمك

هربت منك
لجأت لغربة روحي
وفي قلبي
قارات من الأحزان
فأغلق الباب
فتحت أبواب قلبي
كنت أحبه من كل قلبي
كنت أرى فيه مثلا
بطلا
شريفا
كنت أراه نزيها
شجاعا
لكنه
جبانا
توارى خلف
اسم مستعار

في عيونه..
مدن تنزف،
ومدن تلملم أحزانا..
منفي بلا مدينه
مرمي خلف جدران..
يبحث عنها..
يبحث بلا انتهاء
قتل كل شيء.

صغيرة كنت أراه
شاهق الارتفاع
لقامتي الصغيرة
صغيرة كنت...
وبقربي فراشته....
تحوم
قامتي الصغيرة....
يستحيل عليها التسلق...
مخيلتي كانت مملوءة
بالحيرة...
لمعرفة كوامن ذلك الارتفاع....
ويبقى السؤال
ما خلف الارتفاع....؟
يأتيني صوت من خلف الحائط:
ليست لك حدائق...
ليست لك ورود...
يلتفت إلى فراشته يقول:
هذه لا تعرف الورود...
أريها يا فراشتي
لتعرف الورود...
ذهلت لذلك الشامخ
وفراشته الحمقاء...
أخرجت الفراشة وردة
وأهدتني كفن
شممت الوردة
رحيقها سما
قتلني ألف مرة...
وبعد سنين
وفي يوم عاصف
جاء ذلك الصوت الشاهق
ليسقط أمام قامتي الصغيرة
في اندهاش...
جرداء... قحطاء... عديمة الرحيق...
تنظر للحائط الشاهق
المعبق بالورود
ليسقط أمامي ويسقط و يسقط ...
فلم أجد ورودا ولم أجد زهورا
ولم أر رحيقا
وجدت سجنا مهجورا...
نوافذه محطمة....
في تلك المدينة المعتمة
... المظلمة الحزينة....
وعبق الموت والذكريات
لصورة ذاك الشاهق الارتفاع....
فراغ قصيدة.....
وحلمي الجميل...
اختفى خلف عتمة الجدران.

غادرتك منذ
الأزل
لأني لم أر إلا جسدا ليس
من طينة الإنسان

وطني
لم اجده
إلا في خيالي

ما عدت أستطيع
أن ارسم على وجهك وفاء
لأنك قتلته

فعلك لا زال يقتلني
كل مرة ألف مرة
يزهر الغم في قلبي
فوق غربتي
ومنفاي
وأنا أفتش في قلبك
عن بقايا وطن
لم أره في جدارك الشاهق

أجمعهن كلهن
وزع كما شئت عليهن
من أحزمة ناسفة
واذهبوا جميعكم
في موتكم
أنا لست من أوراقك الصفراء
الميتة في منفاك

صنمكم
لن يهبكم خبزا
من نزف أحلامكم... من نسف أعماركم...
واستباح نساءكم وأرضكم
صنمكم باق
لن يتخلى عن عرشه
هنااااك
من فوق
يرى
نفاق جبنكم
وأطلال مدنكم
دموعكم
دماءكم
تقتات من أحزان
صنعتها
أياديكم
صنمكم يعلم بعويلكم
لكنه باق هناك
عاليا
في عرشه
ينظر لحزنكم وجوعكم ودمعكم
صنمكم لم يطرق أبوابكم
حياتكم
تصلب من جديد
عن تاريخ طعنتم
عن أشراف قتلتم
عن طاغ داس عليكم
فموتوا في سعاركم
صنمكم لن يتخلى على عرش

صنمكم يعلم
غلمانكم وفقراءكم
في خزيهم
سواء

أحزانك لم تعد أحزاني
ففجرها على رأس
غير راسي

لا قيمة لشعب أماته
سم الطائفية
لا قيمة لشعب بصيرته معمية
وأمة تزغرد كذبا باسم حب الإنسانية
وتركض بين التفكير والتكفير خوفا من العلمانية

آه عن الحاضر
وعن مستقبل كما الماضي
عن شعوب
عمتها الطائفية
عن أديان فهموا أنها تحث على العدوان والعدائية
عن أغنام تقودها رعاع
وعن حاكم يقود تلك الرعاع
عن شعب منافق
في جحره مختبئ
يخاف السلم والحرب
ولا يتقن سوى الثرثرة اللفظية
باسم العدل والديموقراطية

دخلوا مدينتكم
ليحيوا السلام
ويوقفوا الدماء
بسفك الدماء
ليقضوا على لارهاب باسم الارهاب
فهنيئا لكم يا عاشقي
الإرهاب

انتظرتك من هناك
ألوح بيدي
في بحار من دموع بلا جدوى
من زمن رديء
متخم بوحشية
موبوءة
بالدمع والسلاح
أجوب الشوارع
لأنسى الجراح
ذئاب
و
قواد
جيوش غزاة
وقول وشجب
وكتابات
في سلة المهملات
ومن حولي سرب من الطير تموت
وأسمع
نباح وعويل وعواء
ومازلت أمشي
ألوح بيدي
أبحث عنك
وأنت مرميا خلف
تلك الباب.
(هل سمع صلاح عبد الصبور ثالثة الثلاثية هذه؟ هذا ما أنا لست متأكدة منه!).
Zakia Khairhom
كاتبة مغربية مقيمة في النرويج
[email protected]
www.zakianna.se



#زكية_خيرهم_الشنقيطي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زكية خيرهم الشنقيطي - ثالثة الثلاثية الشعرية