أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - عبد المنعم عبد العظيم - اسطورة اللوتس















المزيد.....

اسطورة اللوتس


عبد المنعم عبد العظيم

الحوار المتمدن-العدد: 2346 - 2008 / 7 / 18 - 02:47
المحور: الطب , والعلوم
    



الزهرة التى قدسها الفراعنة
بالرغم من ان زهرة اللوتس عرفت فى بلاد كثيرة من بلاد العالم القديم مثل الهند والصين واليونان الا ان ارتباطها بمصر كان اكثرمن تلك البلاد التى شهدت مهد الحضارت الانسانية وكان لها تاثير فى كثير من مظاهر الحياة فى مصر القديمة 0
ولزهرة اللوتس انواع كثيرة اشتهر منها ثمانية انواع رئيسية عرفت لدى الاغريق واليونان باسم اللوتس و اشتهر فى مصر منها ثلاث انواع
اولها نبات اللوتس الابيض وكانوا يسمونه سشن و سسن ومنها اشتق اسمها العربى السوسن والسوزان كما كان يعرف ببشنين الخنزير او عرائس النيل
وفضلا عن استعمال زهور اللوتس الابيض فى الزينة استعمل كمرطب وكان المصريين ياكلون جذوره مشوية ومسلوقة ويذكر هيردوت انهم كانوا يطحنون بذوره بعد جمعها وتجفيفها ويصنعون منها على النار خبزا وفطائر تاكل كحلوى 0
وجذور البشنين مستديرة الشكل بها قليل من الحلاوة مما جعلها طعاما مستساغا 0
ونبات اللوتس ينتمى الى عائلة الحورية (نيمفيا) فى المملكة النباتية التى لعبت دورا فى الاساطير الاغريقية القديمة تقول احدى هذه الاساطير ان هرقل قد هجر حورية فالقت بنفسها فى الماء حزنا فتحول جسدها الى زهرة هى زهرة اللوتس0
وثانى انواع اللوتس التى عرفها قدماء المصريين زهرة اللوتس الزرقاء التى عرفوها باسم سارات و تعرف باسم البشنين العربى او اكل النمل لانه يقتل النمل الذى يقترب منه
وكانت الاكاليل التى توضع فوق رؤوس النساء من هذه الزهرة التى قضلها المصريون القدماء لرائحتها العطرة الذكية المنعشة 0
اما ثالثها فهو نبات اللوتس الاحمروكانوا يسمونه نخب وعرفه العرب باسم الفول العربىاو الباقلى القبطى وهو من اصل هندى وتتميز زهرته بلونها الاحمر ورائحتها الذكية واوراقه مستديرة يبلغ قطرها ثلاثون سنتيمتر ترتفع فوق سطح الماء بارتفاع متر
وقد عثر على راس طفل من العصر الرومانى يضع فوق راسه قبعة من ورق اللوتس ووجدت ايضا فى مقابرهوارة التى ترجع الى العصرين الاغريقى واليونانى عدد منها فورقتها تشبه قبعة تسالية ( اقليم تساليا ) كما قال ثيوقراستوس
ووجدت ايضا على عصابة نفرتم وصنع منها مهد حورس فى صباه كما وجدت على رؤوس معظم الاعمدة فى الهياكل والمعابد والدور التى كانت تقام على شكل اللوتس الاحمر الا ان هذا الوجود تزايد فى العصر الرومانى المتاخر ثم بدا فى التوقف فى الحقبة المسيحية وندر وجوده فى مصر الان فلا يوجد الا القليل منه فى حدائق الاسكندرية والقاهرة والاسماعلية وليت وزارة الزراعة تهتم باعادة زراعته وحفظه من الانقراض 0
لم يكن اللوتس مجرد نبات يبهج المصريين القدماء بجمال منظره او ينعشهم برائحته الزكية وعبق عطره الفواح او كغذاء لهم انما ارتبط بعقيدتهم كرمز لعملية الخلق انعكس على حياتهم وفكرهم وبلغ من السمو والمكانه ان شبهوا به ملوكهم فكانوا يقولون ان الملك مثل نفرتم (زهرة اللوتس ) عند انف رع
وحين كان الفيض يغمر ارض مصر ويخيم عليها السكون تخيل المصرى القديم الماء الازلى الذى نشا منه الكون وفى وسطه تخرج زهرة اللوتس الجميلة تستقبل الشمس فى الصباح حين تتفتح ثم تنغلق على نفسها فى الغروب وتغوص فى ليل تحت الماء 0
فارتبطت بالشمس وحركتها وربطها المصرى القديم يسيد الشمس نفرتم فهى تتخذ من الماء عرشا لها وبذورها تمزق الغلاف الذى تنبت فيه والزهرة تشبه الدائرة التى هى قوة العقل الذى هو بدوره مظهر القوة
واصبحت زهرة اللوتس تمثل حورس ذا العقل حاكم السماء التى فيها الشمس 0
واعتقد المصريون ايضا ان الموتى المعمدين سوف يولدون ثانية من زهرة اللوتس لهذا كانت زهرة اللوتس من اهم القرابين التى يقدمها المصرى للمعابد وللموتى فى مقابرهم كما تقدم هدية الحب للاحياء
وغزت نقوشها الفن المصرى القديم واستعملها الفنان المصرى باشكال مختلفة اصبحت من اشهر الاشكال فى الزخارف والرسوم لايكاد يخلوا منها اثر على امتداد مصر
فاستعملت فى الافاريز كما استملت راسية وافقية وحلزونية وبوضع منعكس كما استخدم شكل الزهرة الطبيعى باوراقها الاربع اتى يعلوها التويج الابيض او الازرق تحيط به اعضاء التذكير والتانيث كما رسم مسقطها الافقى والجانبى فى تكرارات متعددة اما برعم الزهرة فقد استخدم فى تزيين رؤوس الاعمدة وتيجانها
يقول عالم المصريات بترى ان العالم مدين فى زخارفه للمصريين الذين اوجدوا اول مدنية فى الارض 0
ثم انتقلت هذه الرمزية المصرية الى معظم الحضارات القديمة لاسيما الهندوسية والبوذية حيث استقوا من قصة الخلق المصرية ورموزها عن الخصب والحياة والخلود والنقاءجزء من عقائدهم وظلت زهرة اللوتس فى التقاليد والاساطير رمزا للراحة والصحة والجمال والسحر والحب والتفاؤل
ويعتقدون فى الصين بوجود بحيرة لوتس مقدسة فى السماء ويعتقدون ان لكل روح شجرة لوتس خاصة فى هذه البحيرة ومازالت بعض المجتمعات الريفية تحرق البخور لروح اللوتس اتقاءا لاذى الارواح الشريرة
وفى احدى المذاهب البوذية تلعب زهرة اللوتس دورا هاما فهى كامراة تتحد مع الرعد الذى يقوم بدور الرجل
وفى اليابان ان من ياكل زهرة من اللوتس او سيقانها يكتسب قوة جسدية
ووصفها كثير من الكتاب والعشابين العرب هذه الزهرة التى عرفوها باسم النيلوفر وعددوا فوائدها العلاجية فى علاج السعال والبهاق واوجاع الجنب والرئة والثعلبة والقروح والخفقان والبرص والنزيف
وفى علم النفس يستخدمون عبارة اكل اللوتس للتعبير عن الشخص فاقد الذاكرة اوالشخص الذى يبنى قصورا فى الهواء ويرجع هذا الى احدى الاساطير الاغريقية عن شعب كان يعيش فى ليبيا كان طعامه يتكون من ثمار وبراعم اللوتس وكان كل من ياكل منه ينسى اسرته ووطنه واصدقاؤه
وقدوصف تينسون تاثيرها فى اشعاره تحت عنوان اكلى اللوتس كما تحدث عنهم هوميروس صاحب الالياذة
ومازالت اسماء مثل سوسن وسوزان تتداول كما نقول عن الشخص الجميل شربات والاصل سربات كالسيد الجميل نفرتم السيد الجميل الذى يضع على راسه زهرة اللوتس الزرقاء ساربات 0
عبدالمنعــم عبدالعظــيم
الاقصـــر – مصـــر
[email protected]



#عبد_المنعم_عبد_العظيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شم النسيم
- حكايات من مدينة الاسرار
- الجميلة تتهادى من جديد فى وادى الجمال
- الحزب الوطنى وانتخابات المجالس المحلية
- ماكس ميشيل وكنيسته الى اين
- 3مارس الطريق الى نجع البارود
- حمار الشيخ عبدالموجود
- دعوة لعيد الكراهية
- الملك فاروق بين ملكتين
- الشاعر الاسمر حسن طلب
- الابنودى وبنى هلال
- الحمد لله الذى كفلها زكريا
- من ملف مرسم الأقصر
- التراث الشعبى جزء من تراث الفراعنة
- توت عنخ آمون وحارسه الأنجليزى ريتشارد
- حكاية الموميات الملكية
- بمناسبة احتفال شعراء مصر بعيد ميلاده السبعين التاريخ موعدنا ...
- فى بيت الامة بالاقصر ذ كريات هذا الرجل توفيق اندراوس بطل ثور ...
- فيثاغورس يستقي نظريته من عُقد الحبال
- صفحات من تاريخ أحمد عبود باشا أحد أعمدة الأقتصاد المصرى فى ا ...


المزيد.....




- الصحة العالمية تحذر من انهيار النظام الصحي بقطاع غزة
- الشرطة الدنماركية تحذر من -أصحاب النميمة- ممن يشاركون الشبا ...
- متى يخضع مريض السرطان لـ بزل النخاع؟ فى ضوء أحداث مسلسل بدون ...
- حملة قومية للتطعيم ضد الحصبة.. كل ما تريد معرفته عن الأعراض ...
- عاصفة جيومغناطيسية شديدة تضرب الأرض وتلهب الشفق القطبي
- صحف عالمية: الجيش الإسرائيلي قتل مدنيين بالخطأ بسبب اعتماده ...
- الدنيا تراب وصيام.. نصائح للوقاية وتطهير الجسم
- الحكومة الروسية: 90% من سكان روسيا يستخدمون الإنترنت
- -مشكلة تصبح أسوأ كل عام-.. لماذا يضرب هذا النوع من السرطان ع ...
- وفاة 2400 سوداني في جبل مرة بسبب سوء التغذية


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - عبد المنعم عبد العظيم - اسطورة اللوتس