أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جبار خضير الحيدر - ستبقى شمس تموز خالدة مهما جار الزمن















المزيد.....

ستبقى شمس تموز خالدة مهما جار الزمن


جبار خضير الحيدر

الحوار المتمدن-العدد: 2343 - 2008 / 7 / 15 - 03:39
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


لقد كتب العديد من المؤرخين والكتاب السياسيين من العراقيين والعرب عن ثورة تموز 1958 المجيدة في مختلف الاطر والاتجاهات ، وقد ادلى كل واحد بدلوه من منظوره الخاص في الفكر والانتماءات السياسية وبعد خمسين عام من هذا الحدث العظيم ، نجد ان القسم الاكبر من احداث الثورة ، بدءا من التخطيط ، ثم التنفيذ ثم التغيير الذي اسفر عن اعلان اول جمهورية في العراق ، مازال قيد المجهول ، لان الذين كتبوا عن الثورة ، كتبوا بنوايا متناقضة بعيدة عن منطق الامانة التأريخية ومع ذلك فان بعض الاقلام اصابت جزءا من الحقيقة والاخرى زيفتها تماما والثالثة التي تميزت ببعض الرموز السياسية والاحزاب قد جيرها لنفسه بالكامل بعد ان الغى كل الاطراف المساهمة الاخرى . وهذه هي المحنة !! .

مهما يكن من امر هذه الثورة المباركة التي تفاعل فيها الشعب المناضل مع المخلصين من قادته في اللحظة الاولى من انطلاقتها ، كانت بحق تتويجا لتحالف الضباط الاحرار في الجيش بجميع انتماءاتهم مع الاحزاب السياسية الوطنية تحت سقف جبهة الاتحاد الوطني 1957 والتي استطاعت باقتدار من تغيير وجهة التأريخ في العراق ولتنطلق شرارة الثورة فيما بعد الى خارج الحدود لتلهب الحماس العربي من المحيط الى الخليج ، هذه هي الحقيقة التأريخية التي لا يمكن الغائها فنور الشمس لا يحجبها غربال .

عندما اكتب عن ثورة 14تموز 1958 المجيدة ، لا التجأ الى بطون الكتب رغم اهميتها ، وانما بصفتي من المساهمين في التهيئة لها وعشت احداثها ساعة بساعة ، لذا الحديث عنها كشاهد اثبات على عصرها .
ان الظروف الممهدة للثورة لم تخلق تلقائيا ، بل خلقها شعبنا بنضاله الدؤوب وبدون توقف ولعشرات السنين من اضرابات والانتفاضات والاعتصامات وقدم المئات من الشهداء وبكل تلاوينه المتعددة من عمال وفلاحين وطلبة وكسبة ، فكانت اغنية الجميع التي تصدح عاليا " اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر " .

لما كان الجيش هو المنفذ الاساسي لخطة الثورة ، لابد لنا التطرق الى التنظيمات السياسية فيه ، فمنظمة الضباط الاحرار هو الاسم الذي اختير لتنظيم العمل العسكري داخل الجيش بعد توحيد التنظيمات السياسية المختلفة والتي اتخذت لها اسـماء واشـكال تتناسـب وموقعـها وانتماءها بمنظمة واحدة شاملة في اوائل عام 1958 سميت " منظمة الضباط الاحرار " . اما نحن الشيوعيين العسكريين ، فقد تشكلت لنا اول خلية شيوعية في الديوانية بأشراف الرفيق الخالد سلام عادل وسمي تنظيمنا " اتحاد الضباط والجنود الوطنيين " الذي ضم كاتب المقال النقيب جبار خضير الحيدر والرائد الشهيد كاظم عبد الكريم وملازم اول احسان البياتي والنقيب الشهيد حسن جاسم الوائلي وضباط صف ومراتب واصدرنا جريدة بأسم " حرية الوطن " عام 1955 ، حيث كانت تكتب باليد ومرات عديدة طبعت بالرونيو في النجف الاشرف عن طريق الشهيد حسن الوائلي ونوزعها في الثكنات العسكرية وعلى افرشة الجنود اثناء الليل وبفترة قصيرة توسع تنظيمنا ، بانضمام ضباط اخرين وبمختلف الرتب ، وبعد فترة اوعز الحزب الشيوعي الى تجميد هذا التنظيم وايقاف صدور الجريدة عندما توحدت جميع التنظيمات في اطار منظمة الضباط الاحرار ارتباطا بتشكيل جبهة الاتحاد الوطني في فترة سابقة عام 1957 . كما كانت هناك تنظيمات عديدة شيوعية وباعداد كبيرة في جميع المناطق التي يتواجد فيها الجيش العراقي .

سبق قيام ثورة 14 تموز ، محاولات عديدة ، كتب عنها العديد من الكتاب ، الا انني لابد التطرق الى اهم محاولة وكانت اثناء تدريب الرطبة الذي قامت به الفرقة الاولى وباشراف ومراقبة ضباط اركان من الفرقة الثالثة وعلى رأسهم الزعيم الركن عبد الكريم قاسم ، ففي ايار عام 1958 اشتركت في هذا التدريب كضابط مخابرة ومسؤول عن الاتصالات في جميع مراحل التدريب ، من بدالات واجهزة اللاسلكي ، حضر هذا التدريب " التمرين " جمهور من المتفرجين والمتخصصين العسكريين وبعض من اعيان السلطة بضمنهم الملك فيصل الثاني والوصي عبد الاله وعدد من الوزراء والملحقين العسكرين الاجانب ، وحينما باشرت المدفعية بعيدة المدى بالرمي ، اقتربت قنابل من سرادق المتفرجين ، هرع الملك وعبد الاله بسرعة من محلاتهما وركضوا الى المنصة التي تدار منها العمليات مرعوبين فزعين يسألون عن الاسباب والهدف من هذا الرمي ، طلبوا اجراء التحقيق الفوري ، كما هرع الملحق العسكري الامريكي والبريطاني الى المواقع الخلفية والى مواقع المدفعية للتأكد من تنظيم فرادلها ( زوايا الرمي ) وهل العمل عبارة عن خلل فني أم متعمد ، واعتبر هذا الحدث من المحاولات العسكرية الفاشلة التي سبقت الثورة .

انتهت التدريبات يوم 10 / 5 / 1958 وعند عودة القطعات الى بغداد ووصولهم الى منطقة ابو غريب ، تجمع عدد كبير من الضباط وبمختلف الرتب في بيت الضابط عبد اللطيف الدراجي وفي بيت مجاور يعود للضابط الشيوعي خليل ابراهيم العلي ، وكانت ليلة 12 / 5 / 1958 ونقلا عن العقيد جاسم العزاوي في كتابه " ثورة تموز " ص 103 ، حيث قال ان الضباط الذين تجمعوا في تلك الليلة كانوا اكثر من 100 ضابط واكثرهم من الشيوعيون واليساريين وقسم منهم لم نشاهدهم من قبل ، فاصبح يقينا لدينا ان الحزب الشيوعي العراقي على علم بهذه الحركة وكان في نيتهم السيطرة على الثورة بعد تنفيذها ، لذا تقرر تأجيلها ، ونتيجة ذلك تسربت معلومات الى الاستخبارات ، فاصدرت وزارة الدفاع اوامر بعودة جميع قطعات الفرقة الاولى الى الديوانية والمسيب والبصرة والناصرية عن طريق الحبانية ، جرف الصخر والى الجنوب بدون المرور على بغداد وفي نفس الليلة القي القبض على المناضل الشيوعي ثابت حبيب العاني " ابو حسان " وارسل فورا الى سجن نقرة السلمان .

كنت انا احـد ضباط كتيبة مخابرة الفرقة الاولى في الديوانية وكنت برتبة ملازم اول ، حيث تاخرت عن اقراني في الترفيع ، بفعل عقوبة مدير الاستخبارات العسكرية الزعيم الركن احمد مرعي في عام 1954 لنشاطي السياسي ونتيجة لتقارير سرية قدمت ضدي من قبل ضابط الاستخبارات في الديوانية الرائد الركن حسين ألمان .

انتدبت الى مدرسة المخابرة في معسكر الوشاش مع عدد من الضباط وضباط الصف للتدريب على اجهزة لاسلكية جديدة كانت قد وصلت من الامريكان لمساعدة ، ومن حسن حظي كانت قبل انطلاق الثورة بايام ، ففي يوم 13 / 7 / 1958 جاءني احد الضباط المخابرة في المدرسة وهو ملازم ثاني ، اسمه احمد خلف من مدينة الشامية ومن اصدقاء الحزب الشيوعي العراقي انذاك واخبرني بانه سمع من احدهم بان اللواء التاسع عشر واللواء العشرين سيتحركان هذه الليلة من جلولاء متوجهين الى سوريا حسب خطة وضعت في وزارة الدفاع مرورا ببغداد وسيقومان بلاستيلاء على بغداد وتنفيذ خطة الثورة التي كنا نترقبها يوما بعد يوم ، وعندما علمت بالخبر ، كنت حينذاك ضابط خفر في ذلك اليوم وعند انتهاء الدوام الرسمي ذهبت مباشرة الى بيت اهلي في الدوريين وقابلت شقيقي الشهيد ستار خضير واخبرته بما سمعت ، فقال ان الحزب لديه معلومات واصدر توجيهات يوم 12 تموز الى الكادر المتقدم فقط يحذر بان هناك احداث مهمة ستقع ويطلب من اعضاء الحزب ان يكونوا متهيئن لهذه الاحداث ويتقيدوا بالشعارات المدرجة بالتوجيهات واردف ، اذن ستكون الثورة هذه الليلة وسارع بارتداء ملابسه وخرج مسرعا بعد ان قبلني وشد على يدي عارفا انني سأشارك فيها ، عدت الى المعسكر ومعي مسدسي الشخصي ، لان جميع اسلحة مدرسة المخابرة خالية من العتاد . وبالتعاون مع ضباط صف المدرسة الذين اثق بهم تمكنا من تهيئة عشرين جهاز لاسلكي للعمل عند الحاجة ، وعند الاستفسار حول العمل قلت لضباط الصف ، سنتدرب عليها غدا في ساحة المدرسة ، وبقيت ساهرا افكر في الحدث العظيم الذي سيقع ، وهل ستنجح الثورة ؟ وهل سيتخلص شعبنا المناضل من الاستعمار واذنابه ، ويتنفس هواء الحرية ؟ ، واذا تعثرت الثورة ولم تنجح ، ماذا يكون مصير هذه المئات من الضباط وضباط الصف والمدنيين وغيرهم ، هكذا شعور كان ينتابني في تللك الليلة ، بين الفرح والقلق الى حين سماعي البيان الاول من الاذاعة حوالي الساعة السادسة من صباح يوم 14 تموز ، وبدون شعور طلبت من عريف الخفر ان ينادي بالبوق على الجنود بالنهوض والتجمع في ساحة المدرسة ، وبعد التجمع وهم لايدركون ماذا حدث ، حيث البيانات تلو الاخر يذاع من الراديو ، القيت كلمة موجزة بالتجمع موضحا بان اخوانهم الضباط والجنود الوطنيين في اللواء التاسع عشر والعشرين قد اعلنوا الثورة ضد الملكية وضد الاستعمار وضد الاقطاع لتخليص شعبنا من ويلاته وطلبت منهم مساندة هذه الثورة المباركة والنزول الى الشوارع والاندماج مع الجماهير الثائرة تأييدا لثورتهم .

ذهبت مع احد ضباط كتيبة الهاشمي المدرعة التي كانت مجاورة لمدرسة المخابرة وكان هذا الضابط بدرجة نقيب ، اسمه " نعمة الدليمي " لديه سيارة خاصة وذهبنا سوية الى دار الاذاعة في الصالحية وعند الباب شاهدنا العقيد الركن عبد السلام عارف واقفا وبيده مسدس وحاسر الرأس ومرتبك ، وبعد ان ادينا له التحية العسكرية قلت له ، سيدي نحن من الضباط الاحرار وانا ضابط مخابرة وقد هيئت لكم عشرين جهازا لاسلكي منذ البارحة لاستخدامها من قبلكم عند الحاجة فقال ، بارك الله فيكم ، نحن استولينا على مرسلات ابو غريب والاذاعة تعمل بشكل جيد ابقوها احتياط في المدرسة ثم اضاف نحن محتاجين لكم للقضاء على المقاومة في قصر الرحاب وفي هذه الاثناء بدأت الجماهير تزحف الى الشوارع متوجهة الى دار الاذاعة مستبشرين ، فرحين ويهتفون بسقوط الملكية والاستعمار ، كما وصل في الوقت ذاته عدد من الدبابات اتية من معسكر الرشيد عبر جسر الجمهورية بقيادة الرائد الشيوعي الشهيد ابراهيم كاظم الموسوي " الذي استشهد على يد البعثيين يوم 8 شباط الاسود عام 1963 " ، كنت اعرفه جيدا ، ركبت معه في نفس الدبابة وزميلي النقيب نعمة صعد في الدبابة الثانية وتوجهنا نحو قصر الرحاب حسب طلب العقيد الركن عبد السلام عارف ، مررنا بساحة المتحف التي كانت مكتضة بالجماهير الثائرة تهتف بحياة الجمهورية وقادتها ، لايوجد عتاد في الدبابات ، فاخذنا غدارات الجنود داخل الدبابة ولكن دون عتاد ايضا ، وعند وصولنا الى قصر الرحاب وجدنا ان المقاومة قد انتهت بفعل قوة المهاجمين الابطال الذين هم ضباط من مدرسة الاسلحة الخفيفة والتي آمرها الزعيم المرحوم ابراهيم الجبوري ، وان الذي انهى المقاومة هو النقيب عبد الستار العبوسي ونتيجة لذلك قتل الملك فيصل الثاني والوصي عبد الاله وبعض افراد حاشية القصر . في هذا الوقت وصلت امدادات عتاد من ابو غريب ووزعت على الوحدات المتواجدة في بغداد وانتهى كل شيء في الساعة التاسعة صباحا من يوم 14 تموز 1958 . عدنا الى الاذاعة لاستلام اوامر لواجبات اخرى ، الا اننا سمعنا بيانا صادرا من وزارة الدفاع بوجوب التحاق كل الضباط المجازين والمنتدبين للدورات ، بوحداتهم الاصلية ، ولما كانت وحدتي في الديوانية فكان من واجبي الالتحاق بها .

كان البيان الاول هو الحافز لجماهير شعبنا المتلهفة لمثل هذا اليوم بالنزول الى الشوارع كالسيل الجارف لمساندة الثورة وسد الطريق امام عملاء الاستعمار والملكية والاقطاع ، وبحكم الفعل ورد الفعل لهذا الحدث الكبير شاهدت بعيني في الساعات الاولى من نجاح الثورة ، الجماهير ترقص وتهلهل وتصفق والدموع تنساب فرحا ، ذهب البعض منهم الى السفارة البريطانية واضرموا النار فيها احتجاجا وانتقاما والاخرين اوقعوا تمثال مود الواقع امام السفارة باعتباره رمزا من رموز الاستعباد كما حطم ثمثال الملك فيصل الاول في الصالحية ، وهكذا من الصعب السيطرة اثناءها على مشاعر الغضب التي امتلكت عقول الجماهير الضاحكة الباكية مما اضطرت قيادة الثورة باصدار بيان يدعو الى الالتزام الهدوء والسكينة ثم تلا ذلك بيان منع التجول .

لابد من الاشارة الى ما جاء في مقالة ناجي نهر " ضابط متقاعد مقيم في ايرلندا حاليا " حول نشاطات بعض الضباط الشيوعيين في ذلك اليوم ، حيث اشار الى ان قائد الفرقة الاولى عمر علي قد اعلن العصيان وحاول التحرك لقمع الثورة ، فتصدى له عدد من الضباط الشيوعيين بقيادة الرائد الشهيد كاظم عبد الكريم وملازم اول احسان البياتي والرئيس كاظم النعيمي والرائد عائد كاطع العوادي والملازم طارق طه درويش واخيه الملازم خالد طه درويش ومجموعة باسلة من ضباط الصف والجنود وسيطروا على مقر الفرقة بالتنسيق مع الشهيد الشيوعي " داخل حمود " الذي كان يقود ثورة الفلاحين في الديوانية حين سد جميع منافذ المدينة بالفلاحين المسلحين تأييدا للضباط الثائرين . كما كان للضباط الشيوعيين في اللواء الخامس عشر في البصرة دورهم في السيطرة على اللواء وحماية ابار النفط والحدود الشرقية مع ايران ، كما هددوا قائد الفرقة الاولى عمر علي بالاعتراف بالثورة وتسليم نفسه الى السلطات العراقية وكان هؤلاء الضباط هم المقدم المرحوم مطيع عبد الحسن والرائد عريبي فرحان والنقيب الشهيد حسن جاسم الوائلي وملازم اول ناجي نهر وملازم حازم الركابي وشاكر جبر الامارة والملازم الطيار عباس سوادي .

ان من الحقائق المنسية في تأريخ الجيش العراقي اغفال وتهميش دور قاعدة الجيش الاساسية من ضباط صف وجنود الذين يطلق عليهم بالمصطلح العسكري " المراتب " وكان من العدل والانصاف الاشارة الى ادوارهم وبالاسماء مثلما نشير الى نماذج من الضباط ، لكن مع الاسف الشديد هؤلاء هم عرضة للنسيان ، فهذه القاعدة تتمتع بشعور عال من المسؤولية الوطنية بسبب تركيبتها الطبقية المعدمة ، ولكونها صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير ، لذلك كانت تشم رائحة الخطر على مكتسبات الثورة من بعيد فتسهر بعيون مفتوحة ورؤوس يقظة لحماية هذه المكتسبات ، كان اغلبهم يفعل ذلك بعفوية ، لذا فان واقع هذه القاعدة واقع مرير ، فقد اضناها جور الاقطاع في الريف وتعسف البرجوازية في المدينة ، فتطوعت في الجيش كي تلوذ به وتغير من واقعها ، لكنها وجدت نفسها مهانة ايضا من رؤساء مهنتها الجديدة ، رغم تفوقها في هذه المهنة واخلاصها لها ، وما الشهيد البطل حسن سريع الا نموذجا صارخا من هذه الشريحة المظلومة. وهكذا جاءت الثورة ، امنية الجماهير الكادحة بكل فصائلها ، كان لنا نحن الضباط الصغار مثل الكبار طموح جارف في ان نخدم وطننا وشعبنا بكل تفاني واخلاص ولكن مع الاسف الشديد تعثرت مسيرة هذه الثورة العظيمة لاسباب عديدة لا مجال لذكرها وستبقى مرهونة بذمة التأريخ ، لكني اقو لان مساهمتي المتواضعة وحبي لوطني وشعبي وآمالي التي هي جزء من آمال هذا الشعب قد تلاشت بعد ان بدأت المناورات المقصودة لابعاد العناصر الكفؤة والمخلصة نتيجة لعبة التوازن بين القوى السياسية التي لعبتها السلطة انذاك ، فبعد ان نلت شرف ترفيعي الى رتبة نقيب بعد اعادة حقي المهضوم من قبل النظام الملكي ، فوجئت وقبل ان تحل الذكرى الاولى للثورة بصدور مرسوم جمهوري في 30 حزيران عام 1959 باحالة عدد من الضباط الشيوعيين الكفؤين والناشطين لحماية الثورة على التقاعد ، كنت من ضمن ضحايا ذلك المرسوم ، ولم ابلغ سوى الثلاثين من العمر انذاك وكان على رأس هذه القائمة العميد الركن الشهيد داود الجنابي .
واخيرا ان جميع هؤلاء الضباط وضباط الصف والجنود الذين ساهموا بالثورة وحرسوها بارواحهم ، لازالوا مهمشين منسيين ، تنطبق عليهم الحكمة التي يرددها الشيوعيين " نحن اول من يضحي وآخر من يستفيد ، اقول ان الشريحة التي ساهمت بالثورة مازالت تعامل بغير العدل والانصاف ، مع هذا :
ستبقى شمس تموز خالدة مهما جار الزمن ، المجد لثورة تموز ومجدا لشهداءها .



#جبار_خضير_الحيدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جبار خضير الحيدر - ستبقى شمس تموز خالدة مهما جار الزمن