أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف شيت - اليوبيل الذهبي لثورة 14تموّز- أسئلة وأجوبة في إمتحان عسير















المزيد.....


اليوبيل الذهبي لثورة 14تموّز- أسئلة وأجوبة في إمتحان عسير


يوسف شيت

الحوار المتمدن-العدد: 2342 - 2008 / 7 / 14 - 05:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


1
يكتب خلال هذه الفترة على المواقع الإلكترونية وفي الصحف العراقية الكثير سواء على شكل مقالات أو بيانات او مقابلات حول الذكرى الخمسين لثورة الشعب العراقي التي إندلعت في الرابع عشر من تموّز 1958. وربمالاأضيف جديدا حول ما كتب ويكتب عن ثورة تمّوز،ولكن رغبتي في المشاركة في هذا الحدث الكبير أن استعرضه على شكل إسئلة ومحاولة الإجابة عليها حسب رأئ وقرائتي للأحداث .(ملاحظة: لن أشير في كلّ مرّة الىالمصدر ولكن إعتمّدت على المصادر التالية:عقود من تأريخ الحزب الشيوعي العراقي –عزيز سباهي،سلام عادل/سيرة مناضل- ثمينة ناجي ونزار خالد،كتابات ومقابلات الدكتور عقيل الناصري،تأريخ العراق والحزب الشيوعي العراقي-الراحل حنّا بطاطو.هذا بالإضافة الى الإطّلاع على عدد من المقالات بهذه المناسبة)
- ما هو مفهوم الثورة والإنقلاب ؟
- من هي القوى المحركة لثورة 14 تمّوز ؟
- ما هي أهداف الثورة ومتى حددت ؟
- ما هو موقف القوى المعادية للثورة،وخاصة الدول الإستعمارية،والقوى المتحالفة مع الشعوب ؟
- هل إلتزمت القوى المحركة للثورة وأحزابها بأهداف الثورة ؟
- ما هي الإصطفافات الإجتماعية والتحالفات الجديدة بعد الثورة ؟
- متى وكيف بدأت الخلافات بين القوى المحركة للثورة ؟
- هل حققت الثورة أهدافها أم بعضا منها،وما هي ؟
- هل الثورة بحاجة الى تطوير،وكيف ؟
- ما هي الأساليب التي أتبعت لحرف مسار الثورة ولماذا ؟
- هل كانت الثورة،أو أية ثورة، بحاجة الى حماية ؟
- ما هو دور الدول العربية والإقليمية في خنق الثورة ؟
- هل جاء إنقلاب شباط الفاشي للقضاء على عبدالكريم قاسم والضبّاط الموالين للثورة ؟
- من هم شهداء ثورة تمّوز ؟
- هل إنتهت ثورة 14 تمّوز بدون تحقيق أهدافها،وهل للثورات فترة زمنية تحدد نجاجها أو فشلها ؟
- هل من أحد يستطيع محو ذاكرة الشعب العراقي عن الثورة العظيمة ؟
- هل حقا أنّ مآسي الشعب العراقي كانت بسبب ثورة تمّوز ؟
إنّ المجتمع البشري منذ نشأته، في حالة حركة دائمة لاتنتهي ما زال هو موجودا،أي أنّ تغييرات تطرأ عليه سواء على شكل ثورات أو إنقلابات أو أو مؤامرات أو إحتلال أو وضع قوانين وتغييرها. وإذا إستثنيبا التطور العلمي والتكنولوجي الهائل الذي بدأه الإنسان منذ إستخدامه الحجر وإكتشافه النار حتى عصرنا هذا،نرى أنّ المجتمع البشري تطوّر بشكل كبير ليصل حاليا الى شكل دول وتختلف فيما بينها في اللغة والثقافة والإقتصاد والسياسة والدين والمذهب والجغرافية والمناخ والتأريخ الحضاري،وكلّ حسب ظروفه الموضوعية أو الذاتية أو كلاهما. وهذا لايعني لايعني بأنّ المجتمعات لاتصيبها حالة ركود أو تراجع،وحسب ماركس فإنّ المجتمع يتطور على شكل حلزون من الأسفل الى الأعلى ولكن هناك إنكسارات تحدث فيه والتي تعكس حالات الركود والتراجع .
والمجتمع العراقي لايشذّ عن قوانين تطور المجتمعات. وبعيدا عن تأريخ العراق الحضاري المجيد،أملت الظروف الموضوعية قيام الدولة العراقية الحديثة عام 1921 والتي بنيت على أسس قبلية- إقطاعية من قبل المستعمرين الانكليز فتطوّرت فيها الزراعة والصناعة،وخاصة النفطية منها وسكك الحديد والموانئ والسيكائر ونشأت معها الطبقة العاملة التي بدورها أسست حزبها المدافع عن مصالحها ومصالح الطبقات الكادحة الأخرى. وكانت أحزاب أخرى قد تشكّلت والتي كانت تعبّر عن مصالح مختلف الفئات وطبقات المجتمع ونشأت نقابات العمّال ومنظمات المجتمع المدني وتطورت تلك الأحزاب والمنظمات بتطوير أساليب عملها ونضالها من أجل إجراء التغييرات اللأّزمة في المجتمع العراقي وبأساليب سلمية من أجل نقل النظام الشبه الإقطاعي يتحكّم فيه الثنائي نوري السعيد وعبد اله وبإستشارة أسيادهم الانكليز الى نظام ديمقراطي برلماني يلغي القوانين الجائرة التي كانت بمثابة سوط على ظهر الشعب وتعديل الدستور والإستفتاء عليه من قبل الشعب . لم يرفض النظام تلك الدعوات فحسب، بل جابهها بالحديد والنار سعيا لتثبيت أركانه والحفاظ على مصالحه الطبقية وإعطاء المزيد من الحقوق الى الإنكليز بعقد أتفاقيات جديدة معهم ،مما أدّى الى قيام وثبة كانون المجيدة التي كان للحزب الشيوعي فيها الدور الرائد الى جانب الأحزاب الوطنية الأخرى وأسقطت وزارة صالح جبر والغيت معاهدة برتسموث الجائرة. ولكن الحزب الشيوعي دفع ثمن الإنتفاضة غاليا بإعدام قادته الأماجد فهد وحازم وصارم واستشهاد العديد من كوادره .إستمّر النظام في ذات السياسة وواصلت القوى الوطنية وأحزابها ذات السياسة، فكانت إنتفاضة تشرين 1952 ثمّ تبعتها إنتفاضة كانون 1956 لنصرة الشعب المصري في ردّه العدوان الثلاثي ،هذا العدوان الذي جاء ردّا وحشيا على تأميم قناة السويس من قبل الحكومة المصرية .
رأت القوى الوطنية ومعظم أحزابها ،وبشكل خاص، الحزب الشيوعي والحزب الوطني الديمقراطى وحزب البعث وحزب الإستقلال بأنّه لا مناص من تغيير النظام الذي أصبح العائق الوحيد أمام تطور العراق ونقله الى مصاف الدول المتقدمة لكثرة ثرواته الطبيعيه التي تنهب من قبل الشركات الرأسماية وخصوبة أراضيه وكثرة مياهه التي لم يستثمر منها سوى الجزء القليل وفق ما تقتضيه المصالح الطبقية للحكّام مقابل ذلك كان مئات الآلاف من الفقراء والمعوزين تنتقل من الريف الى المدينة لكسب لقمة العيش التي لم تجدها بل سبّبت في زيادة أعداد العاطلين بشكل هائل . أصبحت القوى الوطنية وأحزابها أمام أمر واقع لايمكن تفاديه وأمامها مسؤولية تخليص العراق من الوضع المزري الذي يزداد سوءا، فشكّلت جبهة الإتحاد الوطني في شباط 1957 من الحزب الشيوعي والحزب الوطني الديمقراطي وحزب البعث وحزب الإستقلال، وصدر أول بيان للجبهة في آذار نفس العام وتضمّن :
1- تنحية وزارة نوري السعيد.
2- الخروج من حلف بغداد وتوحيد سياسة العراق سياسة الدول المتحررة.
3- مقامة التدخل الأجنبي وانتهاج سياسة مستقلة.
4- إطلاق الحريّات الديمقراطية الدستورية.
5- إلغاء الإدارة العرفية وإطلاق سراح السجناء السياسيين وإعادة المفصولين منهم الى وظائفهم ومدارسهم.
كان الحزب الديمقراطي الكردستاني قد أستثني من الجبهة بسبب الموقف الشوفيني لحزبي البعث والإستقلال من القضية الكردية،مع العلم كان الديمقراطي الكردستاني يتبنّى مطاليب الشعب ويناضل من أجلها بإعتباره جزءا من الحركة الوطنية العراقية.إلاّ أنّ الحزب الشيوعي العراقي كانت تربطه علاقات متينة مع الديمقراطي الكردستاني،فأنشأ معه جبهة ثنائية،ثم إمتدت لجان الجبهة لتشمل كافة أنحاء العراق لتضّم في صفوفها نشطاء النقابات العمّالية والفلاحين والطلبة والشبيبة والمرأة. الى جانب ذلك كانت هذه الأحزاب ترتبط بمجموعات من حركة الضبّاط الأحرار التي بدأت تتشكل منذ بداية خمسينات القرن الماضي وضمّت مئات الضبّاط الوطنيين،وكان للحزب الشيوعي تنظيمات بين الجنود وضباط الصّف والضباط الصغار في مختلف قطعات الجيش العراقي ، وأهم أهداف حركة الضبّاط الأحرار :
1- إسقاط النظام الملكي وإقامة النظام الجمهوري.
2- تشكيل مجلس لقيادة الثورة من أعضاء اللجنة العليا للحركة يمثّل السلطتين التشريعية والتنفيذية لفترة مؤقتة لحين تشكيل حكومة مدنية بالإتفاق مع زعماء الأحزاب السياسية المشاركة في جبهة الإتحاد الوطني ...
3- إقامة الجمهورية على أسس ديمقراطية وإجراء أنتخابات حرّة،وتسليم الحكم الى ممثلي الشعب.
4- القضاء على الإقطاع وتشريع قانون للإصلاح الزراعي وتحقيق إصلاحات جذرية في المجالات الإقتصادية والإجتماعية.
5- إحترام حقوق المواطنين وحرياتهم والتمسّك بالوحدة الوطنية.
6- تحرير العلااق من النفوذ الأجنبي وإزالة القواعد العسكرية الأجنبية في العراق.
7- إنتهاج سياسة الحياد الإيجابي، وإقامة علاقات طبيعية مع دول العالم،بما في ذلك الدول الإشتراكية.
لقد أصبح للثورة المقبلة قوى محرّكة جبّارة وهي ،جبهة الإتحاد الوطني والجبهة الثنائية بين الحزب الشيوعي والديمقراطي الكردستاني ،حركة الضبّاط الأحرار ونقابات العمّال ومنظمات فلاّحية ومنظمات النساء والطلبة والشبيبة الى جانب شخصيّات وطنية ذات تأريخ نضالي مشهود .
لقد سبقت ثورة تمّوز عدّة محاولات من قبل الضبّاط الأحرار للإطاحة بالنظام الملكي وكان آخرها محاولة 12 أيار 1958 من قبل العقيد عبدالوهاب الشوّاف .ولكن الظروف تهيّأت للإستيلاء على الحكم من قبل قسم من ضبّاط اللجنة العليا للضباط الأحرار ووضعت خطتها المحكمة للإستيلاء على المراكز المهمّة في بغداد،وأبلغت بذلك أطراف جبهة الإتحاد الوطني لتحشيد الجماهير لدعم العملية الثورية . وكان المرحوم عبد الكريم قاسم قد أوفد الراحل رشيد مطلك لإعلام الحزب الشيوعي بموعد الحدث وذلك يوم 12 تمّوز 1958 .وقام الحزب بإصدار تعليماته الى كادره والى الضبّاط الشيوعيين والتهيأة للأحداث القادمة . وكان عبد الكريم قاسم، وقبل حوالي سنة من قيام الثورة، قد طلب من الحزب الشيوعي العراقي تقديم الدعم الخارجي للثورة التي باتت قاب قو سين، وقام بهذه المهمّة الشهيد الخالد سلام عادل سكرتير للجنة المركزية للحزب،ونجح في مهمّته هذه بعد لقاءه بقادة الحزب الشيوعي السوفييتي والحزب الشيوعي الصيني وقادة بعض الأحزاب الشيوعية وأبدوا مساندتهم للشعب العراقي للخلاص من الحكم الرجعي العميل الشبه الإقطاعي.
في الساعة السادسة من صباح يوم 14 تمّوز 1958 أعلن بيان الثورة الأول الصادر من القائد العام للقوّات المسلّحة الوطنية عن الإطاحة بالنظام الملكي من قبل الجيش العراقي وقيام الجمهورية العراقية.وحال إذاعة البيان نزلت الجماهير بأعداد هائلة قلّ نظيرها الى شوارع المدن،وخاصة في العاصمة بغداد، تقودها أحزاب الجبهة لتعلن تأييدها ودعمها للثورة بكل السبل .وقد تضمّن البيان الأول للثورة والدستور المؤقت الصادر في 27 تمّوز 1958أهم مبادئها والتي لم تتقاطع مع أهداف جبهة الإتحاد الوطني و حركة الضبّاط الإحرار ولاقت إرتياحا كبيرا من قبل الجماهير بإعتبارها جاءت تعبيرا عن إرادتها،ومن بين تلك الأهداف:
- إسقاط النظام الملكي وقيام الجمهورية العراقية تتمسّك بالوحدة العراقية وتلتزم بالمواثيق الدولية وفق مصلحة الوطن وبقرارات مؤتمر باندونغ،
- تسليم الحكم الى حكومة تنبثق من الشعب وتعمل بوحي منه،
- ألإرتباط برباط الأخوّة مع الدول العربية والإسلامية والعمل بمبادئ الأمم المتحدة،
- يقوم الكيان العراقي على أساس التعاون بين المواطنين كافة بإحترام حقوقهم وصيانة حرّياتهم،ويعتبر العرب والأكراد شركاء في هذا الوطن ويقّر الدستور حقوقهم القومية ضمن الوحدة العراقية،
- المساوات بين المواطنين في الحقوق والواجبات العامة ولايجوز التمييز بينهم بسبب الجنس أو العرق أو الدين أو لأي سبب كان،وضمان حرية المعتقد،والحرية الشخصية،واحترام حرية المنازل والأديان والشعائر الدينية والملكية الخاصّة،
- العمل على إصلاح الإقتصاد وتوفير حياة كريمة للمواطن العراقي،وإنهاء الإقطاع وتنظيم الملكية الزراعية . يتبع
2
لقد أنهت ثورة 14 تموز، كغيرها من الثورات العالمية،التناقضات المستعصية في المجتمع العراقي.وهي أنهت بذلك حكم الطبقات والفئات الشائخة التي لم تستطع نقل العراق الى مراحل التطور السياسي والإقتصادي والإجتماعي واللّحاق بركب الدول المتقدمّة لأنّ مصالحها الضيقة لاتتناغم مع التطور المنشود،لذلك مارست سلطاتها أبشع الأساليب من قتل وتعذيب وسجون ونفي ضدّ نشطاء الطبقات والفئات الجديدة التي نادت بضرورة التطور من أجل مصلحة الوطن،ونقلت الثورة العراق الى مرحلة جديدة وإسطفافات طبقية جديدة في المجتمع العراقي . إنّ هذا الحدث التأريخي الذي كان له وقع كبير،ليس داخليا فحسب،بل عربيا وإقيميا ودوليا لايمكن نعته بإنقلاب كما يحلو للبعض أو ما أشاعت عنه المخابرات الغربية عن طريق عملائها من الكتّاب والصحفيين بأنّ ما حدث في العراق في 14 تمّوز هو مؤامرة أعدت من قبل المخابرات البريطانية، بل كان ثورة وطنية وطبقية، لأنّ الإنقلاب هو تغيير في قمة النظام ولا يمسّ أساسه .
لقد أثارت الثورة حفيظة الدول الإستعمارية وسعت لإجهاضها منذ يومها الأول،لأنّ أركان الحكم السابق فقدوا كلّ شئ ولم يستطيعوا مقاومة الثورة سوى ساعات قلائل،مما حدا بهم الى سلوك طريق مقاومة الثورة من الخارج.ولهذا الأمر تمّ إنزال القوّات الأميركية في لبنان والبريطانية في الأردن تمهيدا للتدخل العسكري والقضاء على ثورة تمّوز وبمساندة من الأنظمة العربية الرجعية وبعض دول الجوار،مثل الأردن وتركيا.مقابل هذا الوضع الخطر على الجمهورية الفتية حذّر الإنحاد السوفييتي، وعلى لسان رئيس وزراءه خروشوف،الحكومتين الأميركية والبريطانية من مغبة الإعتداء على العراق كما حذّر ألمانيا الغربية وتركيا من مغبّة السماح باستخدام أراضيهما لتحرك القوّات المعتدية.وفي الظروف الدولية المعقدة أجرى الإتحاد السوفييتي مناورات هائلة في منطقة القفقاس وجمهورية بلغاريا المحاذيتين لتركيا تحذيرا منه لأي إعتداء خارجي ضدّ العراق مؤكدا بذلك عل ما قطعه على نفسه عام 1957 بمساندة الثورة.وكانت الج ع م قد سارعت فورا الى الإعتراف بالجمهورية العراقية وأبدت مساعدتها للثورة وتبعها الإتّحاد السوفييتي والدول الإشتراكية .ووقفت الأحزاب الشيوعية والقومية وكل الحركات الوطنية والديمقراطية في الدول العربية والعالم الى جانب ثورة تمّوز.
في هذا الوضع العصيب أصدر الزعيم عبدالكريم أمرا بتشكيل المقاومة الشعبية،واستجاب لهذا الأمر الآلاف من العراقيات والعراقيين لحمل السلاح والدفاع عن الجمهوريةنثمّ تشكلت لجان الدفاع عن الجمهورية .
لقد حققت الثورة الكثير من مبادئها،وخاصة في سنتها الأولى لتبدأ في سنتها الثانية بالإنتكاسة .ومن أهمّ منجزاتها:
- تحقيق الإستقلال والسيادة الوطنية الحقيقيين وذلك بإلغاء القواعد العسكرية الأجبية والخروج من حلف بغداد العدواني والإتّحاد الهاشمي الفموقع مع الأردن،وإقامة العلاقات الدبلوماسية مع الدول الإشتراكية على أساس الإحترام المتبادل والمصالح المشتركة،
- دعم حركات التحرر العربي في عمان والجزائر(قال فرحات عبّاس،رئيس جبهة التحرير الوطني الجزائرية،غداة إنتصار ثورة تمّوز:إنّ هذا يساوي عشرين فرقة عربية مدرعة دخلت الجزائر) وفلسطين،
- الخروج من منطقة الكتلة الاسترلينية وتحرير النقد العراقي وإصدار قانون رقم 80 لسنة 1961 الذي حرر 99,5% من الأراضي العراقية الغير المستثمرة من قبضة الشركات النفطية،
- إصدار عفو عام عن السجناء والمبعدين والهاربين السياسيين بدون تمييز،
- إرجاع المفصولين الى وظائفهم،
- إصدار قانون الإصلاح الزراعي رقم 30 لسنة 1958،
- إصدار قانون الإحوال المدنية رقم 188 لسنة 1959،
- إجازة نقابات العمّال والجمعيات الفلاحية وإتحادات الطلبة والشباب والمرأة وغيرها من منظمات المجتمع المدني،
- أعطاء حرية العمل السياسي واإعلامي،رغم عدم صدور قانون بذلك،
- التمهيد لكثير من فرص العمل،وخاصة للشباب،و بناء آلاف الدور السكنية للعوائل الفقيرة،ومدينة الثورة خير دليل قاطع على ذلك والتي سمّيت فيما بعد، زورا وبهتانا، بأسماء لا علاقة لها بالحدث الكبير هذا .
وهذه الإنجازات الكبيرة حدث معظمها في السنة الأولى من عمر الثورة،أي في وضع أتاح للناس حرية التعبير مع تفاؤلها في الإنتقال السلمي الى نظام برلماني ديمقراطي منتخب بإرادة الشعب،بمعنى آخر،تفائلت الناس في السير قدما في تحقيق الثورة لأهدافها السامية . ولكن.. الأمر إختلف تماما بإختلاف مصالح وأهداف وأفكار الأحزاب والفئات والطبقات المصطفّة جديدا، وبما فيها القديمة التي لايمكن أن تتخلى عن إمتيازاتها بل ستدافع عنها بكل الوسائل المتاحة لها .
إنّ إمكانية إنهاء فترة الإنتقال والتحول الى نظام برلماني ديمقراطي قد أجهضت منذ الأيام الأولى للثورة بدءا بالخلافات بين قادة الثورة،خاصة بين الزعيم عبدالكريم قاسم وعبدالسلام عارف ،وبالمناسبة كان ظهور الأخير كأحد قادة الثورة قد أثار حفيظة أغلبية الضباط الأحرار،وأصبح هذا مأخذا على الزعبم عبدالكريم . لقد أظهر عارف ضحالته السياسية وتهوّره وقلّة حصافته الدبلوماسية من خلال زياراته المتكررة الى المحافظات العراقية(ألوية سابقا) ولقاءه بالرئيس المصري عبد الناصر في سوريا. وكان حين تجواله في المدن العراقية يثير قضية الوحدة العربية مع الجمهورية العربية المتحدة بشكل يثير القلق،مع العلم إنّ هذه القضية لم تثار لا قبل الثورة ولا بعدها،وكانت في هذه الآونة تخرج مظاهرات جماهيرية صاخبة في مختلف المدن العراقية تنادي بالإتّحاد الفدرالي مع العربية المتحدة .وما أزاد في الطين بلّة قدوم، السئ الصيت،ميشيل عفلق الى العراق وإجتماعه بقيادة بعث العراق وطرحه،بشكل يثير التسائل،شعار الوحدة الفورية مع ج ع م ، مع العلم أنّ كلّ الأحزاب كانت محظورة في مصر وسوريا،بما فيها حزب البعث ،وكان بعض قادة البعث غير مقتنعين بهذا الطرح،ومنهم رئيس الحزب فؤاد الركابي .أثارت هذه الطروحات إنقسامات خطيرة سواء داخل حركة الضباط الأحرار أو بين أحزاب جبهة الإتّحاد الوطني .
إنّ مشكلة العديد من الضباط الكبار ونفسيتهم تقودهم الى كيفية الحصول على الإمتيازات،لذلك دخل قسما منهم في الصراع مع قائد الثورة عبد الكريم قاسم،واعتقد الكثير من هؤلاء بأنّ المهمّات الجديدة التي أنيطت بهم لاتناسب مستوياتهم أو إنّه مجرّد إبعادهم عن المسؤولية .أدّى هذا التنافر من قيادة الثورة الى معادات بعض الضباط لها،هذا بالإضافة الى أنّ قسما آخرمنهم كانت لهم أفكار لم تدرج ضمن مبادئ الثورة والقسم الآخر يعادي هذا الفكر أو ذاك، كما أنّ المؤسسة العسكرية العراقية بعيدة عن الأجواء الديمقراطية،أدت هذه الأمور كلّها الى تكتلات جديدة بين الضباط ثم الى ولوج سلوك التآمر والإنقلابات العسكرية. أمّا جبهة الإتحاد الوطني فإنّ بعض أحزابها لم ترتق الى مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقها وأن تتطوّر بمستوى الأحداث بوضع برنامج جديد يصون الثورة وينقل الحكم من أيدي العسكريين الى حكومة مدنية،كما جاء ذلك ضمن مبادئ الثورة.لقد باءت بالفشل محاولات الحزب الشيوعي العراقي في لم شمل الجبهة،لأنّ حزب البعث وضع أمامه قضية الإستيلاء على السلطة بأي ثمن،وأصبح شعارهم"الوحدة الفورية" الذي أتى به عفلق من مصر، واجهة لكسب المزيد من العناصر القومية وولوج طريق التآمر والإنقلاب ،عملا بمبادئ عفلق التي جاءت في كتابه المشؤوم"في سبيل البعث".
لقد قام العديد من ضباط الثورة في محاولات تغيير مسارها والإنقلاب على مبادئهاومنها:محاولة عبدالسلام عارف في قتل الزعيم عبدالكريم وإدانته في المحكمة العسكرية العليا الخاصّة ،محاولة أحمد حسن البكر وصالح مهدي عمّاش،محاولة رشيد عالي الكيلاني بمعاونة ضباط آخرين.وكان أخطرها محاولة العقيد عبد الوهاب الشوّاف عندما أعلن عصيانه بعد الإستيلاء على مدينة الموصل وبمساعدة القوميين العرب والعشائر الإقطاعية في الموصل وبمساندة مالية وعسكرية وإعلامية من قبل عبد الناصر من خلال سوريا.وقد أحبطت المحاولة خلال 48 ساعة من قبل الجيش وابناء المدينة ومسلحين من كردستان.وكان حزب البعث قد قام بمحاولة فاشلة لإغتبال عبدالكريم قاسم والإستلاء على الحكم في نهاية عام 1959 .ووصل عدد المحاولات هذه الى39 محاولة،لم يعلن عن معظمها .
لقد بدأ عبد الكريم قاسم ومنذ تمّوز 1959 بالحدّ من نشاط القوى المؤيدة للثورة،فأصدر أمرا بحلّ المقاومة، الشعبية وكانت الأجهزة الأمنية تراقب نشاطات الحزب وتعتقل الكثير من أعضاءه ومؤيديه وتفسح المجال للقوى المعادية للثورة بالإعتداء على نشطاء منظمات المجتمع المدني وتزوير إنتخاباتها .بهذا أفسح عبدالكريم مجالا للنشاط المعادي للثورة ويدأ بإطلاق سراح المتآمرين منهم بإطلاقه شعار"عفا اللّه عمّا سلف" و"الرحمة فوق العدل والقانون"التي لا يجمعها جامع مع مبدأ حماية البلد وحماية أمن المواطنين والحفاظ على المكاسب التي حققتها لهم ثورتهم المجيدة ،مما زاد في فرص إيغالهم في التآمر .بالإضافة الى ذلك كان لقاسم هاجس تفاقم خطر الحزب الشيوعي والذي لادليل ولا مبرر له
لقد ساءت العلاقة بين عبدالكريم والأحزاب المدافعة عن الثورة،وخاصة مع الحزب الشيوعي والحزب الوطني الديمقراطي ثمّ مع الحزب الديمقراطي الكردستاني ولم يلتفت الى آرائهم وطروحاتهم حول ما وصلت اليه سياساته.ومما زاد قي الطين بلّة نشوب القنال بين الجيش والحركة الكردية،ولم يستطع الطرفان التوّصل الى حلّ للمشكلة بل أخذت تتفاقم وتتعقد أكثر .لقد أثار عبدالكريم مسألة ضمّ الكويت الى العراق الى تسارع السعودية ومصر وبريطانيا الى إ رسال قوّاتها الى الكويت وتعقد الوضع في منطقة الخليج .كان عبدالكريم ينوي إنتزاع المزيد من حقوق العراق من شركات النفط الإستعمارية بالتفاوض معها،ولكن بدون جدوى لأنّ هذه الشركات كانت من جهة،تتآمر على النظام مع القوى المعادية للثورة ومن جهة كانت تعرف الوضع الذي وصل إليه النظام والذي أصبح بدون ظهر يتكئ عليه،فرأت هذه الشركات بأنّه لا معنى لأي تنازل للجانب العراقي .
لقد توقّفت مسيرة الثورة وتهدّم السياج الذي كان يحميها، وأدّت سياسة عبدالكريم قاسم وإنفراده بالسلطة الى تعطيل مؤسسات الدولة وتفاقم خطر الإطاحه به وتعريض البلاد الى أخطار لايمكن التنبأ بها .بهذا أعطى كلّ المسوّغات لإغتيال الثورة وقادتها بعد أن شكلّ المتآمرون حلفاغير مقدّسا يضم غلات المعادين للشيوعية من حزب البعث والقوميين الناصريين وبقايا الإقطاع وعبدالناصر وشركات النفط والمخابرات الإنكليزية والأمريكية وكان البعثيون قد تفاهموا مع قائد الحركة الكردية المرحوم الملاّ مصطفى حول عدم إفساح المجال للقطعات العسكرية المرابطة في كردستان التحّرك نحو بغداد أثناء تنفيذ مؤامرتهم .ولكن من الغريب أن يتمّ هكذا إتّفاق،لأنّ حزب البعث والإستقلال لم يوافقا على دخول الديمقراطي الكردستاني الى جبهة الإتّحاد الوطني لعدم قناعتهما بإعطاء الأكراد أيّة حقوق.وهذا ما برهنوا عليه بعد أنقلابهم حين بدأوا حربهم الشعواء ضدّ الشعب الكردي .
رغم أنّ قاسم كان بعلم ودراية حول الإنقلاب والقائمين به، إلاّ أنّه لم يستطع فعل أي شئ . لقد فات الأوان وحددّ المتآمرون ساعة الإنقضاض على الثورة ،فقامت قطعانهم الفاشية في الساعة التاسعة من صباح يوم 8 شباط 1963 بالإستيلاء على بغداد .وقامت في الحال مظاهرات صاخبة، متحدية المتآمرين، ضمّت مئات الألوف من جماهير بغداد وتوجّت صوب وزارة الدفاع للمطالبة بالسلاح لدحر المتآمرين،إلاّ أنّ عبدالكريم قاسم خذلها واعتبر إنّ في الأمر مسؤولية ولايريد إراقة الدماء.ولكن الحزب الشيوعي أصرّ على المقاومة بما يملكه من عدة غدّارات ومسدسات.وبعد ثلاثة أيّام من المقاومة البطولية إنسحب المقاومون بعد أن ثبّت المتآمرون حكمهم .
كتب الشهيد سلام عادل في رساته الأخيرة حول أنقلاب شباط الفاشي "إنّ إنقلاب(الردّة) في 8 شباط قد بدأ فكريا وسياسيا واقتصاديا،منذ أواسط 1959،حينما تصّرف قاسم بما يشبه الإستسلام للقوى السوداء،التي أخذت تسترجع المواقع واحدا بعد الآخر،في الجيش والدولة وفي الحياة الإقتصادية والمجتمع.ومنذ ذلك الحين،فإنّ الخط البياني لتفاقم التهديد الرجعي،وتفاقم أخطار الردة قد تموّج لعدة فترات صعودا ونزولا. ولكن كخط عام أخذ يتصاعد وفي 8 شباط أسقطت الرجعية الفاشية السوداء حكم قاسم واستولت على الحكم."
لم يكن هدف الإنقلابيين الفاشست هو عبدالكريم قاسم بالأساس بل الحزب الشيوعي الذي قدّم الاف الشهداء من قادته وأعضاءه ومؤازريه وفي مقدّمتهم سلام عادل،ولا زال الحزب يقدّم الشهداء من أجل أن ينعم العراق في ظلّ حكم ديمقراطي تعدّدي.إنّ مسيرة ثورة تمّوز لم تنتهي رغم الإنتكاسات التي تعرّضت وتتعرّض إليها،وهذا مصير كلّ الثورات في العالم. لذلك فهي تبقى خالدة أبدا في ذاكرة الشعب العراقي ويبقى قادتها الشهداء عبدالكريم ورفاقه الأماجد خالدين الى الأبد.



#يوسف_شيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقائق ومذكرات أنصارية


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف شيت - اليوبيل الذهبي لثورة 14تموّز- أسئلة وأجوبة في إمتحان عسير