أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عبدالعزيز الفياض - ماركسي على سنّة الله ورسوله !














المزيد.....

ماركسي على سنّة الله ورسوله !


عبدالعزيز الفياض

الحوار المتمدن-العدد: 2333 - 2008 / 7 / 5 - 10:26
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


ما أسوأ أن تكون نائحة ، ولا أسوأ منه ، إلا أن تكون نائحةً مستأجرة ، كما قالت العرب سالفا ، وكل العرب سالفون !
ولذا ، كل الذين تشدّقوا ، وكل الذين بكوا ، والذين تباكوا ، والذين ضحكوا أيضا ، لا يهمّون ، لأن الرجلَ رحل ، ولأننا اعتدنا أن لا نعرف الرجال ، إلا حين نفقدهم !
ولكم هو كارثيّ هذا الأمر ، كارثيّ حد اللعنة ، أن يُصبح مصير الرجال ، تاريخهم ، فكرهم ، منهجا مدرسيّا ، لأجيالٍ قادمة ، تقرأ تاريخا ، وتعيش جحيما !
ها هو المسيري يسْري ، ويرحل عبدالوهاب ، بعد أن قوّى " جذوره" ، وأعمق "بذوره" ، وبعد أن أينعت "ثماره" كثيرا !

جزء من هذا النص مهدى لروح جلالة الرئيس مبارك – إن كان يملك روحا- ويدور حول قضية: الإسعاف المبارك الذي قمتَ به ، دنّس الله سريرتك ، للبابا شنودة ، حين توعّك من أمد ، فجاشت نفسك الكريمة ، وأرسلته على حساب الدولة للعلاج خارجا ، متباهيا بكونك أبَ الشعب المصري ، لا فرق بين قبطي ولا مصري مسلم أبدا ، بينما يرحل المسيري من مستشفى عام ، دون برقيات استعانة ، ولا بعثات علاج خارجي ، ليس لأنّه لا يهم ، أو لكونه غير مخلص ، بل لأنّه يهم ، ولأنّه يخلص ، وهما للأسف ، أشنع صفتين يمكن أن تلتصق كعار في جبين مواطن عربيّ اليوم !

لا عليك أيها المسيري ، فراقك هذا الوطن ، هو سلامٌ لك ، لأنّ مثلك حرامٌ أن يبقى !
أتوقع هذا شططا من القول ، وزيفا من الوعي ، لكن ، وإن أردتم بيانا فاسألوا خبيرا ، واسألوا الذين جاسوا دارالراحل هذا ، دار البحر هذا ، وجثوا على شاطئه ، أيّ روح يحمل ، أي "يسارية" يرتدي ، أي "ثورة" يبني ، أي عالم مثالي جميل يشيّد !

وهّاب ، لا ، لم تعد "كفاية" كافية ، ولا الإخوان قادرون ، ولا السعديّون ولا الإشتراكيّون ، ما دام "جمال" شمّاخا بقبحه ، و "مبارك" لابدٌ ببركاته ، و"سوزان" ومن تعول ، تدير وجهة هذا النهر الكبير ، من حيث أفواه الشعب الجائع ، لحيث قناة السوس والسويس ، ولحيث شواطيء التعرّي الأجمل ، لبغايا حيفا ، وعاهري تل أبيب !
وهّاب ، إن فرعون الذي سلف ، مرّ وهو يقول: " أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي" ، ورحل ، بعد أن جرت هذه الأنهار فوقه !
وهّاب ، إن فرعون الذي خلف ، مرّ –ولازال يدوس بمروره- وهو يقول: أليست لي ملك مصر ، وهذه الأنهار تغيض من تحتي ، وحين أرحل ، أطمئنوا ، إن القبيح "جمال" آت من بعدي ، فانتظروه !

وهّاب ، لترحل ، لا مردّ لأمر الله ، ولا معقّب لحكمه ، ولن نبكي عليك ، لأنّا فرطنا بك حيا ، فكيف نجرؤ أن نبكيك ميتا !
لا أدري ما الذي يمكن رصده هنا ، لتبيين شيء من أمرك ، أيها العميق ، قد آتي بضدٍ ، لأخبر أحدا هنا ، كنت استعجبت وإياه ، حين علمنا أنك أيها الأعمق ، أيها الأكثر جذورا ، أستاذ لقصص الطفل ، ومؤلف بارع لحكايا الصبيان ، وأنّ هذا باب أنت موصده وفاتحه متى ما شئت ، وكم عجبنا ، كيف يكون هذا ، ولكنك أبطلت كل عجب ، حين عرفنا من تكون !
الجهلة دوما ، أكثر من يعجبون !

وهّاب ، إن رجال " الكنيست" اليوم في سرور أمين ، وإن أساتذة بن غوريون اليوم في فاكهة ونعيم ، لقد ذهب الذي كان يعرّيهم ، وبقي الذي ينسج قطن "المحلة" ليلبسهم قيطانا من عرق الشعب المصري الكريم !
هاهي موسوعاتك ، ومدوناتك ، وكفكفاتك ، وصرخاتك ، تشهد أن الأرض لا زالت ولودا ، وأن الأمر بيد الله ، يهبه من يشاء ، حكما وعلما وفكرا !

مباركة هي الأرض التي أتت بك ، مبارك هو الشعب الذي أنت أحده ، مبارك هو العالم الذي أنت فرده ، مبارك كل شيء يمتّ لك بنسب ، حتى ماركسيتك هذه ، مباركة ، بل ، وعلى سنّة الله ورسوله ، وليخسأ "أنجلز" ، إن لم يرد !
وهّاب ، إن الأقزام ، هم أبشع من يكرهون القامات المديدة ، ..
لذا ، تمدّد أيها الرجل طويلا ، فوراءنا ليل طويل ، وقد غابت نجمة !





#عبدالعزيز_الفياض (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملَكُ الموتِ ينجو بأعجوبة !
- كاسترو .. وسروال سايكس بيكو !


المزيد.....




- الجيش الباكستاني يجري تجربة صاروخية ناجحة وسط تفاقم التوترات ...
- مصر تبلغ الولايات المتحدة رفضها التدخلات الإسرائيلية في سوري ...
- من هم أبرز الصحفيين الذين قُتلوا في حرب غزة؟
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد قواته لحماية الدروز في سوريا، ...
- فرنسا ـ محاولة سرقة ساعة فاخرة بقيمة 600 ألف يورو من أمير قط ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن -انتشاره بجنوب سوريا- وبيدرسون يدين ال ...
- البرلمان العربي يندد بانتهاكات إسرائيل
- الجيش الإسرائيلي ينشر مشاهد لغاراته العنيفة الأخيرة على مواق ...
- مراسل RT: الطائرات الأمريكية تشن 6 غارات على مديرية مدغل في ...
- -القسام- تنشر فيديو لأسير إسرائيلي نجا من القصف على غزة يوجه ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عبدالعزيز الفياض - ماركسي على سنّة الله ورسوله !