أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب حسن الشابندر - شهد الرفاعي ... شاعرة القلب














المزيد.....

شهد الرفاعي ... شاعرة القلب


غالب حسن الشابندر

الحوار المتمدن-العدد: 2330 - 2008 / 7 / 2 - 05:59
المحور: الادب والفن
    



شهد أحمد الرفاعي أخت قبل أن تكون شاعرة، تلمَّستُ أخوَّتها بتلك

الهواجس الحزينة التي تبثها من خلال كلماتها المحسوبة العدد العميقة المعنى، فهي تكتب بالقلب عن القلب للقلب، فطافت روح البرائة على قصائدها السريعة الوقع الغائرة السبر في جروحنا نحن بني البشر، فهي تبحث عن ذاك الغائب، الغائب في هذا الزمن السيئ، أي القلب، تبحث عنه في قلبها بالذات، وفي قلوب الآخرين، وفي قلب الكون، وفي قلب كل شي في هذا الوجود، وحيرتها ناشئة من ضياع القلب هذا، فإن ثورتها على هذا العالم الذي فسخ إنما تعبير آخر، أو تعبير خفي عن الحنين الكبير للقلب، للقلب بمعناه الإنساني الكوني، قلب بوذا، وابن عربي، والحلاج، قلب ذاك الإنسان الذي لم يولد بعد، أو ذاك الانسان الذي لا يزال في طور الجوهر الأول .

تقول الأخت شهد في قصيدتها ( في غيابك ) : ــ

في غيابك

ولم أجد سوى همسي


نديم في الغياب

أغوص بالنفس

أنتشل حروف همسي

وفي القلب شوق قد تلظى

هل تتحدث عن نديم ؟ عن حبيب ؟ عن أنيس ؟ كل ذلك ممكن، ولكنه ينطوي تحت عنوان كبير، ذلك هو القلب، فهي تتحدث عن قلب، قلب غائب، غاب في زحمة هذا التلاحم الغبي على هامش الحياة، فضاع الجوهر الكبير، فخسرنا جميعا .

تتحدث الأخت الشاعرة شهد عن شي كان يكمن وراء الحواس، يتحكم بهذه الحواس، يغذيها بروحه الربانية الشفافة، يزخ فيها ذكاءه العاطفي الوقاد، فيما تراجع موقعه داخلنا ، ترامت الحواس فيما وراءه، تضغط عليه بغلظتها المادية النكدة .

تقول الشاعرة الإنسانية شهد :

وفي داخلي هموم ووجوم
وكيان يخور

وأماني مع الغيمات تطلب الأفول

ومن يبتسم في فجور

بسادية يتحكم بالامور

هي شكوى حزينة، شكوى من جدب هذا الزمن القاسي، الزمن الذي فقد عذريته إلى الأبد، فساد النفاق، وتعززت المادة القاتمة، وحارت العاطفة الخالصة بمصيرها، فترامت آسفة من نصيبها من هذه الحياة .



تفتش عن شي، شي مقدس، كان وضاع، كان واختفى، فتغوص في أعماق وجدانها لعلها تعثر عليه، فيصدمها فراغ هائل مخيف، تهرب إلى خارجها كي تعثر على هذا الغائب، فماذا تجد ؟



لا شي !



هنا تبدا رحلتها الجديدة ...



رحلتها إلى الله تبارك وتعالى، ذلك الرب الذي لا مفر من الرجوع إليه في كل لحظة لمن كان له قلب، وليس الرب الذي نجده حاضرا لدينا وقت الحاجة، فنكون عبيدا وليس أحرارا .

تقول الاخت الكريمة : ــ

واخاف طبع الزمن الغيور

ويلفني إيماني برب الوجود

فتلوح لي تباشير البكور

ولكن هذا الإيمان لا يخلو هو الآخر من الوجع، لأن الإيمان في جوهره صراع بين الصدق والزيف، بين الأمل واليأس، ولكنه إيمان على كل حال بالنسبة للأخت الشاعرة شهد أحمد الرفاعي، ولا توجد نعمة كنعمة الإيمان القائم على التسليم بقضاء الله .
اتمنى للأخت الكريمة حياة شاعرية منتجة والله الموفق
غالب حسن الشابندر






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهد الرفاعى شاعرة القلب


المزيد.....




- صناع فيلم -الست- يشاركون رد فعل الجمهور بعد عرضه الأول بالمغ ...
- تونس.. كنيسة -صقلية الصغيرة- تمزج الدين والحنين والهجرة
- مصطفى محمد غريب: تجليات الحلم في الملامة
- سكان غزة يسابقون الزمن للحفاظ على تراثهم الثقافي بعد الدمار ...
- مهرجان الكويت المسرحي يحتفل بيوبيله الفضي
- معرض العراق الدولي للكتاب يحتفي بالنساء في دورته السادسة
- أرشفة غزة في الحاضر: توثيق مشهد وهو يختفي
- الفنان التركي آيتاش دوغان يبهر الجمهور التونسي بمعزوفات ساحر ...
- جودي فوستر: السينما العربية غائبة في أمريكا
- -غزال- العراقي يحصد الجائزة الثانية في مسابقة الكاريكاتير ال ...


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب حسن الشابندر - شهد الرفاعي ... شاعرة القلب