أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب حسن الشابندر - شهد الرفاعى شاعرة القلب














المزيد.....

شهد الرفاعى شاعرة القلب


غالب حسن الشابندر

الحوار المتمدن-العدد: 2085 - 2007 / 10 / 31 - 08:42
المحور: الادب والفن
    


شهد أحمد الرفاعي أخت قبل أن تكون شاعرة، تلمَّستُ أخوَّتها بتلك

الهواجس الحزينة التي تبثها من خلال كلماتها المحسوبة العدد العميقة المعنى، فهي تكتب بالقلب عن القلب للقلب، فطافت روح البرائة على قصائدها السريعة الوقع الغائرة السبر في جروحنا نحن بني البشر، فهي تبحث عن ذاك الغائب، الغائب في هذا الزمن السيئ، أي القلب، تبحث عنه في قلبها بالذات، وفي قلوب الآخرين، وفي قلب الكون، وفي قلب كل شي في هذا الوجود، وحيرتها ناشئة من ضياع القلب هذا، فإن ثورتها على هذا العالم الذي فسخ إنما تعبير آخر، أو تعبير خفي عن الحنين الكبير للقلب، للقلب بمعناه الإنساني الكوني، قلب بوذا، وابن عربي، والحلاج، قلب ذاك الإنسان الذي لم يولد بعد، أو ذاك الانسان الذي لا يزال في طور الجوهر الأول .

تقول الأخت شهد في قصيدتها ( في غيابك ) : ــ

في غيابك

ولم أجد سوى همسي

نديم في الغياب

أغوص بالنفس

أنتشل حروف همسي

وفي القلب شوق قد تلظى

هل تتحدث عن نديم ؟ عن حبيب ؟ عن أنيس ؟ كل ذلك ممكن، ولكنه ينطوي تحت عنوان كبير، ذلك هو القلب، فهي تتحدث عن قلب، قلب غائب، غاب في زحمة هذا التلاحم الغبي على هامش الحياة، فضاع الجوهر الكبير، فخسرنا جميعا .

تتحدث الأخت الشاعرة شهد عن شي كان يكمن وراء الحواس، يتحكم بهذه الحواس، يغذيها بروحه الربانية الشفافة، يزخ فيها ذكاءه العاطفي الوقاد، فيما تراجع موقعه داخلنا ، ترامت الحواس فيما وراءه، تضغط عليه بغلظتها المادية النكدة .

تقول الشاعرة الإنسانية شهد :

وفي داخلي هموم ووجوم

وكيان يخور

وأماني مع الغيمات تطلب الأفول

ومن يبتسم في فجور

بسادية يتحكم بالامور

هي شكوى حزينة، شكوى من جدب هذا الزمن القاسي، الزمن الذي فقد عذريته إلى الأبد، فساد النفاق، وتعززت المادة القاتمة، وحارت العاطفة الخالصة بمصيرها، فترامت آسفة من نصيبها من هذه الحياة .


تفتش عن شي، شي مقدس، كان وضاع، كان واختفى، فتغوص في أعماق وجدانها لعلها تعثر عليه، فيصدمها فراغ هائل مخيف، تهرب إلى خارجها كي تعثر على هذا الغائب، فماذا تجد ؟

لا شي !

هنا تبدا رحلتها الجديدة ...

رحلتها إلى الله تبارك وتعالى، ذلك الرب الذي لا مفر من الرجوع إليه في كل لحظة لمن كان له قلب، وليس الرب الذي نجده حاضرا لدينا وقت الحاجة، فنكون عبيدا وليس أحرارا .

تقول الاخت الكريمة : ــ

واخاف طبع الزمن الغيور

ويلفني إيماني برب الوجود

فتلوح لي تباشير البكور

ولكن هذا الإيمان لا يخلو هو الآخر من الوجع، لأن الإيمان في جوهره صراع بين الصدق والزيف، بين الأمل واليأس، ولكنه إيمان على كل حال بالنسبة للأخت الشاعرة شهد أحمد الرفاعي، ولا توجد نعمة كنعمة الإيمان القائم على التسليم بقضاء الله .

اتمنى للأخت الكريمة حياة شاعرية منتجة والله الموفق






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- المخرج الأميركي جارموش مستاء من تمويل صندوق على صلة بإسرائيل ...
- قطر تعزز حماية الملكية الفكرية لجذب الاستثمارات النوعية
- فيلم -ساحر الكرملين-.. الممثل البريطاني جود تدرّب على رياضة ...
- إبراهيم زولي يقدّم -ما وراء الأغلفة-: ثلاثون عملاً خالداً يع ...
- النسخة الروسية من رواية -الشوك والقرنفل- تصف السنوار بـ-جنرا ...
- حين استمعت إلى همهمات الصخور
- تكريم انتشال التميمي بمنحه جائزة - لاهاي- للسينما
- سعد الدين شاهين شاعرا للأطفال
- -جوايا اكتشاف-.. إطلاق أغنية فيلم -ضي- بصوت -الكينج- محمد من ...
- رشيد بنزين والوجه الإنساني للضحايا: القراءة فعل مقاومة والمُ ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب حسن الشابندر - شهد الرفاعى شاعرة القلب