أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجيب غلاب - انثى من جنون














المزيد.....

انثى من جنون


نجيب غلاب

الحوار المتمدن-العدد: 2329 - 2008 / 7 / 1 - 08:33
المحور: الادب والفن
    


في ردهة فينيسيا كنت مدعوا لحفلة ساهرة، كانت هناك امرأة، ثوريّة غارقة بنكهة العصر، كأنها تعيش زمن بعد المابعد.
كل شيء خداع، عقولنا وهم ..
لا حقيقة ..
فرح نهائي وأن امتلأت الأرض دماء من ألم..
رقصنا معاً وكفرت بقولي في لحظة من غياب جميل..
جمال يأخذ عقل راجح العقل فكيف بي وأنا سكران بعينيها وبماء الجنون.
تركتني وحيدا بعد أن أشعلت في ذاكرتي آبار نفط من حنين..
وتاهت بنا الأيام وبعد حين، كان دهرا غرقت في أحلام من سراب..
في أعماقي صارت جمرة من لهيب الغضب..
تخيلوا رأيتها بعد حين.. لست أدري صدفة أم قوة الطلب والإيحاء في عمق كياني..
قوة جذبتني نحو حتفي منتهى الرغبة..
التقيت بها في خيمة وسط صحراء القبيلة، خيمة واسعة شرحه، صنعتها أيدي الغرب وذوقه، كل ما فيها قادم من شتات الأرض .. إلا لحوم المحتفلين على أنغام ثقافة اليوم الطائشة في فرح الجسد.
كانت وحيدة تلعب بأطياف الضائعين في سراب أمانيها المخادعة...
عندما رأتني ضحكتْ كطفلة رأت لعبتها بعد فقدانها..
قيدتني بنظرة عاصفة كلها مودة وشوق،
رحبت بي بكلمات أجنبية ممطوطة وعانقتني عناق خفيف، أذهلتني احتواني عبقها الطافح بالسحر، غرقت في ابتسامة من حياء القرية.
كانت العاصفة القادمة هادئة..
في جوفها بحار من شياطين الغموض..
كنت حينها أرى نفسي وحش يتضور جوع من شهوة الرجال.
أمسكت يدي بلا تحفظ جراءة صنعتها برودة كأسها،
قارب نجاة يأتيك لتذبح نفسك فيه.. فيغرق معك في خبث الضياع...
كانت صادقة وهي تحدثني عن ذكريات جميلة ورغبتها في رؤيتي..
كانت لحظة من ليلة القدر هزت فقير أو راغبا بالسكون الأبدي الطافح بالفوضى ..
نار من نعيم حواء تسري في جسدي..
غابت رجولتي في حياء الاغتصاب.
أحدثها بخجل وأنا تائه في عالمها كقشة من شهيق الجنس..
وفي رياح أنوثتها الحرة غبت وحدي في طيف الوجع القادم من صرخات الأنين...
كانت ليلة من هوس الفرح، الإبحار في زمن سحر الإنوثة ثواني من دهر مستحيل
أسمعتها كلام من ضياء السحر..
تلاعبت بي وهي تضحك كالذكر الباحث عن أنثى رجل ..
أعذرني قالتها بغنج الأنثى .. عشقي في النساء..
رائحة الرجال كريهة كأنفاس الوحش المفترس للحوم نتنة...
أنتَ طعم من كلام أعاد أنوثتي.. ورغبتي في جسدك فيضان عجيب يعشق الحرف..
أنتَ وحدك من أحسست أنه يحب الأنثى بلغة الكلام لا بكلام الجسد...
حدثتني بوله افقدني مروءتي وبقايا قوتي في الرجوع عن غواية نفسي العطشى...
أريدك ان تقف أمامي صامتا بلا خوف..
أغمض عيناك وسوف اصنع لك قناع على شكل أنثى..
رأيت صورتي في شاشة نوكيا كنت مبتسما كأنثى لها نظرات رجل ..
وجه مسخ كأنه قمر مشرق في باطن الغباء..
كم أنت جميل قالتها بضحكة فارس يبحث عن معركة قادمة..
وفجأة انفجر بركان صبري..
نفثت بجمار حيوانية من أنفاس الحرمان في أجواء الخيمة ..
كنت أطاردها عريان كمنبوذ في أغنية داعرة قادمة من بلاد الشرف والكرامة..
أرض الأمس في غسق الصحراء
صحراء مسحورة بالأصالة العربية والشهامة المتولدة من قلوب الرجال..
حياء من عظمة الحسب والنسب..
وقعت الواقعة في حلول الفجر ومن حولنا غائبون مثلنا في أجواء الضحك ..
كنت الوحيد المكشوف أبحث عن ساتر اخبي به فضيحة السحر...
أطاردها بقوة عاشق
أريد ان أمضغها في زوايا هلوستي..
هربتْ إلى حيث أريد
في ظلمة الغرفة أيقنتْ أن الرجال نار من عسل..
وأعلنتْ توبتها عن شذوذ العصر..
وفي عصر قصير من دعارة صارت أنثى ملائكية، تتلبسها آهات مكبوتة من حنين الرجال..
احتلت كل جسدي ورفعتُ بين يديها أعلام تحمل شعارات من ثورة الخنوع..
واختنق ما بداخلها وصارت مزار لمجانين يشهقون كالوحوش..
ما عافتها الحياة هي الحياة
هي العصر المشتت بين رمال غبراء..
هكذا كُفر الفكر يذوب في محلول الأمس يجعلك خارج نطاق المعقول..
وحرام الأمس غدا حلال..
شرعة قادمة من عبودية الأرض احتلت المكان..
وزمن الأمس لم يعد له مكان..
غدونا في عينيها مجهول يتناسل كل يوم مليون لغز..
في عالم بني يعرب لغز الجسد يفهمه الجميع..
أنها لحظة النفط المخنوقة بذل رجل،
يعشق أنثى من جنون،
تبحث في رجولته عن أنثى،
لتشبع رجولتها المكبوتة
عاصفة مخنوقة في جسد شيطان.



#نجيب_غلاب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاصوليه وخطرها على السلم الاجتماعي
- ثقافة جديدة من أجل مجتمع حُر: الوعي التقليدي في مواجهة العصر
- إشكالية السياسة في الايديولوجيات الأصولية
- إشكاليات التحول الديمقراطي في اليمن


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجيب غلاب - انثى من جنون