أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عامر رمزي - (مجنونه لكني احبها)














المزيد.....

(مجنونه لكني احبها)


عامر رمزي

الحوار المتمدن-العدد: 2326 - 2008 / 6 / 28 - 08:30
المحور: الادب والفن
    


أن تحب ..فذلك غاية في الروعة وأطيب ما ترتجيه من منى..فعندها ستتبدد حيرتك وتستدل أشواقك طريقها وتبرد نيران شجونك ..وبالتالي ستحمد الله على هذه الهبة..لكن الحبيبات يا صديقي أنواع..ولا اعلم إن كنت قد خضت غمار حب امرأة رياضية أم لا.. فالأمر هنا سيختلف معك حتما ..وخصوصا لو كانت الحبيبة مهووسة بكرة القدم .. فخطيبتي يا سادتي الكرام ليست حائزة على بكالوريوس تربية رياضية وحسب ،بل هي لاعبة المنتخب الوطني بكرة القدم للسيدات..ومجنونة..لكنني احبها..بل وجاهدت جهاد الأبطال للفوز بقلبها و..بلقب الخطيب والحبيب..لقد خضتُ معها مباريات صعبة للغاية كانت دائما خارج ارضي وبعيدا عن جمهوري..لا تتعجب من أسلوب حديثي واستخدامي للغة الرياضيين في الوصف والتشبيه ..لانك إن جالست بناءاً فمن البديهي أن يتطاير من حديثك الحصى والطابوق، وان صاحبت نجاراً فستتعلم (ضرب المسامير)! فما بالك وأنا أعاشر معلق رياضي لا يستطيع أن يجاريه حتى الكابتن القدير(مؤيد البدري)!..المهم.. إنها لم ترضى بي لأنني طبيبا ميسور الحال وسيم المحيا، ولم يشفع لي عندها إنني احبها لدرجة العبادة ..ولا حتى صداقتي الحميمة لأخيها الكبير..بل إنها لم تتكرم علي بموافقتها المشروطة إلا بعد أن اثبتُ لها وبرهنت بما لا يقبل الشك بأنني رياضيا وامتلك رصيداً هائلا من الروح الرياضية الذي يؤهلني دوما لتحمل أخطاءها التي قد ترتكبها ضدي حتى وان كانت في مناطق الجزاء!..وقبل ذلك كان علي إزالة (الكرش) عن بطني بعد أن ألقت علي درسا مخجلا عن الأسلوب المناسب للقيام بذلك .واهم ما في الأمر كله توجب علي أن أكون من مشجعي نادي الزوراء بناءا على نصيحة من أخيها الذي عاونني كثيرا في فهم طبيعتها المجنونة ..لكنني رغم كل شيء احبها..
انك قد تعجب وتسألني لما كل هذه التضحيات ..وما الذي ترتجيه منها ؟
أقول لك انه ليس الحب وحسب.. بل انه عشقي المجنون للمراة المتميزة ..المرأة التي ليس لها شبيهة بين باقي النساء..أعجبني اهتمامها بمجال تخصصها وبهرني توترها الدائم طيلة الأيام التي تقام فيها مباريات كاس العالم أو دوري الأندية العراقية..فتجدني أسوغ لها هذا القلق واجد لغيرتها على منتخبها أو ناديها المبررات..أفلا يتشنج المحامي أثناء مرافعاته ؟ألا يؤنب الطبيب مريضه المهمل لصحته؟أو يثور المدرس لو ارتكب أحد تلاميذه خطأً في أمر بديهي ..هي أيضا كذلك.. فتراها وتكاد شرايينها أن تتطاير خارج جلدها الشفاف..تتشنج..تعض أصابعها..تقضم أظافرها.. أو تلوي رأسها طربا لكل تمريرة كرة جميلة..ثم تطير في الهواء مع كل هدف جميل..
انك قد ترثى لحالي لو علمت بأنني علي أن أنسى إنها خطيبتي في اليوم الذي يلعب فيه نادي الزوراء .؟ بل علي أن أنساها تماما ولأسبوع كامل لو خرج(النوارس) خاسرين في تلك المباراة ..مجنونة هي ..لكنني احبها.
رحت اهتم بالرياضة وأهلها..وذهبت بصحبتها ذات مرة إلى ملعب (الشعب) رغم نصائح وتحذيرات شقيقها الذي كان يصحبها دوما إلى هناك . وكنا على المدرجات جنبا إلى جنب ارقب تصرفاتها الطفولية البريئة وهي تهتف لفريقها وتهزأ بالفريق المنافس..كنت في عالم وهي في آخر..تحلل المباراة ..وتضع الخطط..تلوم المدرب الشيخ (عمو بابا) ثم تمتدحه ..تتحدث الي ..(لاحظ.. انتبه إلى ذلك اللاعب ..راقب الحكم)..لكنها في الحقيقة لم تكن تراني..
الناس يتابعون نشرات الأخبار والأنواء الجوية من على شاشات التلفاز وأنا صرت أترقب (رسالة الدوري) ..فمن خلالها اعلم جو حبيبتي ومزاجها..وعليها اعتمد في تصرفي..فان خانني الحظ وخسر الزوراء فعلي أن أعيش حالة حزن كاملة وان أطلق لحيتي وأن لا أتعطر خوفا من خرق حالة العزاء وجرح المشاعر..أما لو تحققت دعواتي وصلواتي لله تعالى وفاز ناديها الذي هو غريمي ومنافسي في عشقها..فسيكون ذلك اليوم من أيام سعدي لأنها حتما ستتصل بي وتقبّلني عبر الهاتف وتطلب لقائي فورا.
أقمت صداقات مع كل لاعبي الزوراء ابتداءا بالكابتن( سلام هاشم) وانتهاءاً بالجالسين على مصطبة الاحتياط..كل ذلك من اجل أن تسعد حبيبتي..وكنت سأفعل اكثر من ذلك ..فلو كنت غنيا لاشتريت من نادي (ريال مدريد) (رونالدو) و(زيدان) حتى اضمن فوز الزوراء الأبدي الذي لا سبيل إلى سعادتي سواه..لقد أصبحت مجنونا..أتعلمون لماذا؟ ..لأنها مجنونة..ولكنني احبها..
رحت العب كرة القدم من جديد بعد انقطاع استمر ابتداءاً بدخولي كلية الطب..وبدأت احضر التمرينات مع الكابتن(سلام هاشم)وبعض الأصدقاء بعد دوام العيادة ليلا..لكنني وفي أول محاولة للتهديف أعاقني حارس المرمى بعنف ليصيبني في ساقي التي وضعت بالجبس لشهر كامل ..لا تستطيع أن تتصور مدى لهفة حبيبتي عندما سمعت بالخبر..إنها فخورة بي وكأني جريح أخلوه من معركة كرامة..ورحت استمتع بمواساتها لي وأنا طريح السرير معلق القدم أقص عليها كيف إن حارس المرمى واسمه( منفي) تعمد إعاقتي، وقبل ان أتم حديثي قاطعتني صائحة:(أتقصد الحكم الدولي سعد منفي.. انه من افضل حكام الكرة في العراق..انه لا يرتكب أخطاء حتى ولو في تمرين..لابد انك قد تسببت في مزاحمته أولا).. تصوروا..لقد جرمتني وبرئت ساحة الحكم..مجنونة هي..لكنني احبها.
اكتب هذه السطور ألان وزوجتي ،التي كانت لاعبة كرة، قد اصطحبت ولدينا الصغيرين إلى منزل ذويها قبل ساعات غاضبة بعد أن هددتني بالهجران لأنني استيقظت من نومي ثائرا عليها وهي تلعب بالكرة مع الولدين في غرفة نومنا..طفلة هي ومجنونة..
اعذروني علي الذهاب لاسترضاءها فلا رغبة لي بالحياة دون حنانها وبراءتها..ولا طاقة لي لتحمل عدم رؤيا جسدها الرشيق يتنقل في أرجاء مملكتها الرائعة ..وهي سترضى حتما لان روحها رياضية..وأيضا لأنني سأشتري لها جهازا للألعاب الإلكترونية لتلعب فيه كرة القدم مع ولدينا اللذين ورثا جنون الكرة عنها..
===============================================================================================



#عامر_رمزي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصابع خفيّه
- (قنطرة العجب)
- عاشق ودخان
- توائم الحمار
- تعوذة النحس
- قصيدة (تعويذة النحس)
- أنا العراب


المزيد.....




- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار
- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...
- -جيهان-.. رواية جديدة للكاتب عزام توفيق أبو السعود
- ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟
- روبرت ريدفورد وهوليوود.. بَين سِحر الأداء وصِدق الرِسالة


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عامر رمزي - (مجنونه لكني احبها)