أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض النعماني - كاظم الركابي ... الكائن الشاسع














المزيد.....

كاظم الركابي ... الكائن الشاسع


رياض النعماني

الحوار المتمدن-العدد: 2324 - 2008 / 6 / 26 - 07:43
المحور: الادب والفن
    


كان رغم اندلاع قامته وشساعتها طفلا
صغيرا انهمك في اصطياد الينابيع
كأنه روح العناصر ، وقد إندلعت في مهب علو شاهق.. أخذ الانتباه من لبًه، فصار النخل يشرئب نحو هذا الارتفاع، وهذه الرياح التي تستقبل الغيب تجدد الحياة بمستقبل القصيدة الموشك على الهطول في علو عال اسمه(كاظم الركابي) .. وهو قامة قادمة من بدايات الكتابة في (سومر) التي أسست لهوية التاريخ والمكان الذي يبشر باخوة الانسان والحيوان والنبات والنهر والحجر في وحدة تعيد للفرد وحدته مع العالم وذاته المبثوثة في دائرة الكون،بل في "كل مكان من محيط هذه الدائرة. هذا الكائن الشاسع- الاسطوري.. كلكامش جديد يرى في الصداقة شرطاً حيوياً لوجود الشعر.. وفي الغناء مصباحاً على باب المسرة.. وفي عبق الرقص ومناخه المحتدم الشفاف فضاء لطيران الروح في رحلة اكتشاف المطلق((الله)). هكذا كان كاظم يأخذ من عضوية كيانه عذوبة الأغنية في مستوى أول، ومقاربة للخطاب الدرامي في مستوى آخر " لولي على مسعدك، بكول الذي ايريحه وشرع ارموشك هله يلمعتني بجرحه" "لوحته(بهروشيما)يطك ريحان، سرجنه النجمه يمعلي" وفي هذا السياق المعرفي- الجمالي، وفي أفق مفتوح من البحث والاكتشاف ميًز جهد شعراء ما بعد الشاعر مظفر النواب جاءت حساسية كاظم، وعمق نظرته للغة كونها مجالاً لولادة وتكون وحدة وصياغة افكار وتجارب ومشاعر الشاعر. وفي العموم.. فان وعي هذا الجيل لأهمية اللغة في احتضانها لرؤى الشاعر المتجددة، جعل كاظم يأتي ذات محنة الى مهرجان تقديم المديح والنشيد للديكتاتور.. و(كاظم وعريان ممن اقتيدوا لهذا المجيء كما اعتقد). وكان كاظم في مستوى شرف وإرتفاع كرامة الشعر، حيث قرأ قصيدة كانت نظافة وشفافية لغتها- التي يشيع فيها غنج الغزالة ورائحة التفاح- تفصح عن سواد ورمادية وتهافت وبؤس وقبح الواقع ولغة كثير من قصائد تلك(المهزلة-المحنة) التي كان يرعاها الديكتاتور بنفسه. وقد وصل الاندفاع به إلى إلقاء قصيدة اخرى كان قد كتبها في(الحزب الشيوعي العراقي) إشلونكم؟ إشلون حال الوفه ابين اعيونكم مثل الأول.. لوخبط لونه، وتغير لونكم آنه بعيوني أشك وما أشك بعيونكم" وهذا النص يعرفه عموم شعراء فترة السبعينيات وبينهم من حضر تلك الأمسية. ولأنني أعرف جيداً هذه الحقيقة قلت للأخوة أسعد راشد ومحيي الاشيقر وفلاح صبار إذا كانت ذاكرتي دقيقة في حفظ الاسماء وكنا نشاهد سوية شريط فيديو سجل تلك الأمسية: ان كاظم الركابي-بقراءته هذه القصيدة- اما انه مخبر وعميل للنظام أو انه جاء من الناصرية لينتحر لأن صدام وبطبيعته البدوية الثأرية المتخلفة لايحترم فروسية المرء ولايقبل ولا يستوعب شجاعة من هذا الطراز. وهكذا وفي ظروف ملتبسة علي شخصياً.. حاصره(الكبد) وانهك قواه حتى توفي في مستشفى مدينة الطب ببغداد. كان.. ورغم اندلاع قامته وشساعتها طفلاً صغيراً انهمك في اصطياد الينابيع، وضوء الشبابيك السهران بشبكة القصيدة العذبة، عاش ،.. ومات نقياً وشريفاً،ومنعزلاً ،وأميناً لقيمه الفنية،ويسارية قلبه التي عاشت وقاومت معه(زمن القتلة)والقبح بارادة وزهد رائع كبير. “ حبيبين، جانوا بكلبي حبيبين واحد بهالعين أضمه.. وواحد بهالعين وجانت الغيره توج مابين الأثنين هيه عيني الا جانت باليسار ولا جانت باليمين اسألت كلبي الكيت كلبي إيودي دمه اعله اليسار ومايودي ع اليمين.



#رياض_النعماني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفريد سمعان هذه القامة التي لم تهُن
- الحب كله ايها الشاعر الجميل
- قضية يوسف المحمداوي
- غيبة جوري
- نقيق الضفادع


المزيد.....




- -كاسونغو-.. قصة فقدان وحب تختبئ خلف الإيقاعات الراقصة
- -كاسونغو-.. قصة فقدان وحب تختبئ خلف الإيقاعات الراقصة
- العمود الثامن: في حكاية الشيخ والشاعر !!
- الاحتفاء بالشاعر والمترجم ياسين طه حافظ بمناسبة اختياره رمزً ...
- جاهزون يا أطفال .. أحلى الأفلام الكارتونية على تردد قناة سبي ...
- مجزرة النصيرات في فيلم استقصائي على -الجزيرة 360-
- مجزرة النصيرات في فيلم استقصائي على -الجزيرة 360-
- يحصل على جائزة أفضل فيلم صيفي لعام 2025 “فيلم مشروع أكس”
- رابط مباشر نتيجة الدبلومات الفنية الدور الاول برقم الجلوس فو ...
- في ليبيا: السوريون يواجهون أوضاعا إنسانية وقانونية صعبة في ظ ...


المزيد.....

- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض النعماني - كاظم الركابي ... الكائن الشاسع