أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - قيس قره داغي - رحلة التحري عن هوية الكورد الفيلية















المزيد.....

رحلة التحري عن هوية الكورد الفيلية


قيس قره داغي

الحوار المتمدن-العدد: 2322 - 2008 / 6 / 24 - 09:11
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


أذا كانت شرائح العراقيين مجتمعة تستحق التحري عن مظالمها فالكورد الفيلية هي الشريحة التي تقف في مقدمة الطابور لقدم مظالمها من جهة وتشابك فروعها من جهة أخرى ، وإذا كان ظلم العهود العراقية قد شمل جموع العراقيين وتنوعت أساليب العذاب بحقهم فالكورد الفيليون يعتبرون القاسم المشترك لكل المظالم وهم أصل الانواع ، فقد لحقهم ظلم التشريد والتهجير القسري ، وظلم التجريم من حمل جنسية البلد الذي عاشت ابائهم وأجدادهم فيه وخدموه بعرقهم ودمائهم الزكية ، وظلم الاستلاء على ممتلكاتهم المنقولة وغير المنقولة التي كسبوها بالكد الفيلي المميز ، وظلم حجز أولادهم بعد تهجير ذويهم والتعامل أياهم كتجارب في مختبرات الأسلحة القذرة لينتهوا أخيرا في مقابر جماعية مجهولة لحد الآن ، أي أن الأنفال البعثي قد طالهم قبل أن تطبق في مجمل قرى كوردستان وهم من أوائل الراقدين في المقابر الجماعية وسبقوا أبناء حلبجة الشهيدة في التسميم الكيمياوي وجرى كل ما جرى لهم وسط تعتيم أعلامي غير مسبوق .
خمسة وثلاثين عاما من عمر البعث الفاشي وقبلهم في العهود العراقية السابقة والفيلية يذوقون مر العذاب لا نصير لهم ولا مناصر شأنهم شأن أخوتهم في كوردستان ، ينتظرون الفجر الذي أنبثق أخيرا بعد سقوط الصنم الصدامي في ساحة الفردوس ولكن الفرج لم يأتيهم رغم مرور السنوات الخمس الداميات من عمر العراق الحديث الذي ربط كل مظلوم أمله بأفقه .
بقى كل شئ كما هو تقريبا ، قوانين عرجاء صدرت من البرلمان العراقي وماكنة التنفيذ عاجزة عن تحريك تلك القوانين وسط الفوضى العارمة التي تعم العراق لأسباب عديدة ومعروفة يعرفها القاصي والداني ، يكتسب الكوردي الفيلي الجنسية العراقية وبشق الأنفس وهو يجتاز عقبات الروتين ومطبات الفساد ومكامن الحقد لدى بعض الموظفين القدامى الذين تشرئبوا بالافكار الشوفينية التي كان النظام السابق ينشرها بين الناس في العراق ليجد أخييرا جنسيته وهي تحمل عبارة ( عراقي حاليا وإبراني سابقا ! ) ، يترك المنفى ويتوجه صوب العراق موطن ذكرياته الحلوة والمرة بحثا عن داره ليجدها في حال لايرثى لها وقد تناقلت بين يد و يد وعبثت بها الأيادي كما تشتهي طوال سنوات القهر فيلتجئ هذا العراقي الأصيل الى المحاكم في بلد لم يعرف المحاكم قديما وحديثا فيبقى معلقا على مشاجب الأنتظار الممل دون جدوى ولا سميع لندائه ودعائه ، تعود الأمهات اللاتي لازلن على قيد الحياة ليبحثن عن بقايا عظام لاولادهن فلا يجدن من يدلهن على مقابرهم في غياهب صحراء الموت فتبقى الحسرة لازمة أبدية معهن الى يوم الدين ، وبعد مضي ثلاثة عقود تجد عدد كبير منهم في معسكرات سكنية في إيران محرومة من أبسط وسائل العيش .
إذن هنالك ملفات فيلية في قعر الملفات العراقية الشائكة تنتظر من ينتشلها و يمسح الغبار المتراكم عليها وهنالك نحيب فيلي لايسمع صداه وهنالك بركة من المظالم تحتاج حجرا يلقم فيها كي تتحرك . ولذلك كان وفد المثقفين العراقيين المساند للكورد الفيلية ضرورة ملحة ، فكانت نواة فكرة كبرت بعد أجتماعات أستغرقت ستة شهور كاملة لينطلق أخيرا الى أرض الوطن لعله ينفض الغبار عن وجه الظلم المستور ويعيد بعض الحق المبتور .
الحديث عن أيام الاجتماعات والمباحثات فيما بين المتطوعين لخدمة هذه الشريحة تحتاج الى المزيد فما علينا سوى القفز على الصغائر والاختصار الشديد ، كنا نود أن نكون لفيفا من المتطوعين من كل لون وشكل لا يجمعنا جامع قومي أو طائفي أو سياسي واحد ، فالمهمة وبلا شك غير سهلة في مثل هذا الوضع والحال الذي آل بالعراق غير أننا نجحنا الى حد كبير في جمع هذه الباقة التي تضم الكوردي والعربي والكلداني مثلما تضم المسلم والمسيحي ، وكذلك المتدين والعلماني ، والشيعي والسني ، والعدد كان كبيرا في بداية الامر ولكن بعض الزملاء وبسبب أرتباطات أخرى في نفس الوقت الذي أرتأت الأكثرية أن يكون موعدا للأنظلاق أنسحبوا ولكنهم يحملهون نفس الهم الذي حملناه الى العراق وشخصيا كنت أود أن يكونوا معنا لاعتزازي بهم وبطافاتهم وتجاربهم في هذا الميدان ومنهم البروفيسور كاظم حبييب والفاضي زهير عبود كاظم والدكتور تيسير الآلوسي وآخرين ، المهم بفينا تسعة أنطلفنا كل من بلده الذي يقيم فيه متوجها الى كوردستان ، ثلاثة من المانيا ، كاتب هذه السطور والزميلين حسن حاتم المذكور وأمير الكشميري ، الزميل سعدون كرم من الدانمارك ، الزميلان محمد الخضري و حميد نوروز من السويد ، الدكتورة كاترين ميخائيل والزميلين فالح حسون الدراجي و وهاب رزاق الهنداوي من الولايات المتحدة الأمريكية .
وجهت الكثير من الرسائل الى مسؤولي بغداد وعلى مدى شهور التحضير والاستعداد غير إننا لم نتلقى ردا من أي منهم ولذذلك فكرنا أن تكون الانطلاقة من كوردستان فحررنا رسالى الى السلطات في كوردستان عن طريق الاخت مهاباد قره داغي فجاء أسرع مما كنا نتصور ، فأخبرنا بموعد ثابت للقاء رئيس كوردستان في صلاح الدين وكما أخبرنا بان مقر أقامتنا في فندق أربيل الدولي الذي يسمى محليا ( شيراتون ) ، بناية فندق شيراتون كانت خربة من الخرائب من مخلفات الانتفاضة والحرب الداخلية في كوردستان حتى وصل الامر بها الى أن تباع أبوابها ومرفقاتها من قبل المتجاوزين من دون رقيب وحسيب ولكنها وحالها حال عشرات البنايات الاخرى في أربيل وكوردستان وقعت نصب أهتمام رئيس الحكومة الشاب الاستاذ نجيرفان بارزاني فقدمها الى العاصمة كحلة قشيبة جعلت مدينة أربيل واحدة من المدن التي يحسب لها أن تكون في مصاف المدن التي ستكون قبلة للمصطافين وونموذجا للحرص المراع لتنميتها وكلما زارها زائر فيجد فيها جديد .
في كوردستان وفي هذا الفندق الذي يعتبر من معالم أربيل الجميلة ألتقى أعضاء الوفد الذي لم يلتقوا أبدا الا في الفضاء الالكتروني . كان يسيرا أن تتعرف على الاسماء من خلال الصور التي كانت تنشر مع مقالات الأعضاء أو من خلال اللقائات التلفزيونية لعدد منهم ، فبالنسبة لي لم أخطئ في تشخيص أي من الاعضاء وأنا ألتقيهم للوهلة الأولى ، ذلك اللقاء الذي دام أكثر من شهر من العمل المستمر واللقائات المتواصلة مع أهم مسؤولي العراق وكوردستان والتي أثمرت نتائج طيبة وتجاوزت حتى الأهداف المتواضعة التي كنا نتوقعها من الزيارة .
فضائية زاكروس كانت السباقة في إجراء أول لقاء منفرد مع كاتب السطور للوقوف على طبيعة الوفد والاهداف المتوخاة من الزيارة وقد كنت قد وصلت أربيل جوا قبل وصول الوفد بأسبوع وذلك لترتيب وجدولة المواعيد والاقامة للوفد ، سلفا يمكن القول أن تشريفات رئاسة الوزراء كانت حاضرة معنا منذ اليوم الاول الى اليوم الذي ودعنا فيه كوردستان وهم مجموعة من الوجوه الشابة تتعامل مع الوفود القادمة الى كوردستان بكل لطف ، وقد كانت الكاتبة والشاعرة مهاباد قره داغي ومدير أعمالها السيد سيروان كرمياني وراء النجاح الذي حققه الوفد في كوردستان فقد قطعت قره داغي مواعيدها والتزاماتها لتهتم بشؤون الوفد وتنظيم قنوات الاتصال له وهي بالمناسبة أحدى الشاهدات على مظالم الفيلية سبق وان سجلت شهادتها في محكمة الجنايات العليا ببغداد حيث إنها التقت بمئات العائلات الفيلية وهي تهجر قسرا الى إيران في بداية الثمانينات عندما كانت معتقلة في مديرية أمن ديالى بسجن بعقوبة على خلفية قصائد كتبتها للثورة الكوردية حينما كانت طالبة في ثانوية كفري ومن ضمن تلك القصائد مرثية مؤثرة للقائد الخالد مصطفى بارزاني الذي أنتقل الى جوار ربه عام 1979 ، وهي كاتبة في مجال حقوق المرأة ومن دعاة المساواة في المجتمع الكوردستاني وعملت مستشارة لرئيس الحكومة وكتبت العشرات من الكتب من رواية وشعر وبحوث سوسيولوجية وتعد محركة نشيطة في الوسط الثقافي الكوردستاني . أما في بغداد كانت السيدة الجليلة سامية عزيز خسرو تعمل بكل جد لأنجاح المهمة تساعدها مديرة أعمالها الكاتبة نظيرة أسماعيل كرم ، سامية عزيز عضو مجلس النواب من القائمة الكوردستانية لثلاث دورات متتالية وهي واحدة من أنشط أعضاء مجلس النواب ، معروفة بحرصها على ملف الكورد الفيلية وهي بنت هذه الشريحة المظلومة ، تركت الدانمارك وهو محل أقامتها السابق وتوجهت الى العراق بعد مضي أيام على سقوط نظام القهر وباتت ناشطة وفية لتحقيق ما يمكن تحقيقه لشريحتها الفيلية وقد رايناها في بغداد ووقفنا عند حرصها وكدها المخلص ، فهي طلقت الحياة وبهرجتها وتمسكت بقضية لا تريد لها أنصاف الحلول ، فنقدم لها تحيتنا ونشكر جهودها لانجاح مهمة الوفد .
في اليوم التالي أي في 22 / 4 كانت لنا موعد في منطقة بارزان لزيارة مزار الخالدين نتناول الزيارة في الحلقة القادمة .





#قيس_قره_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفقاعة التركية التاسعة بعد العشرين
- بين كوردستان وكوسوفو أستقلال لا بد منه
- الحق الفيلي لم يعد يتيما
- أتفاقية الجزائر .. من الذي ألغاها ؟
- لكي لا ننسى الكورد الفيلية
- كلام غير مسؤول للمالكي
- أخي مصطفى گرمياني .. وداعا
- من ينقذ الأيزيديين من هذا الأرهاب السافر !؟
- في الذكرى الثالثة والثلاثين لإستشهاد ليلى قاسم
- كركوك في البرلمان الأوروبي
- الحجر .. ودعاء
- التمثيل الكوردي لمحافظة كركوك في دورات المجلس النيابي العراق ...
- لطيف هلمت .. خلق الشعر ليسبح في خيالك
- دلشد مريواني .. الشاعر الذي شنقوه في عيد ميلاده
- عبدالله أوجلان . . من أسير لدى قراصنة الترك الى رمز تأريخي ل ...
- كتيب لمصطفى صالح كريم وكلام عن أدب الرحلات
- نهاية طاغية
- أنتلوجيا الأعلام الألكتروني الكوردستاني / نوري علي
- أنتلوجيا الاعلام الألكتروني الكوردستاني آري كاكه يي
- سلسلة أنتلوجيا الاعلام الالكتروني الكوردستاني .حكيم نديم الد ...


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - قيس قره داغي - رحلة التحري عن هوية الكورد الفيلية