أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - بطرس رشدى جندى - أيها الآباء.... أبنائكم في خطر















المزيد.....

أيها الآباء.... أبنائكم في خطر


بطرس رشدى جندى

الحوار المتمدن-العدد: 2309 - 2008 / 6 / 11 - 08:48
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


أيها الآباء.... أبنائكم في خطر
بطرس رشدى جندى
[email protected]



الآباء لا يدركون ما يحدث للأبناء من متاعب وضغوط نفسية تكاد أن تدمرهم وتجعل بعض المفاهيم تتغير تماماً وتختفي جميع القيّم والمبادئ من حياتهم نهائياً... وللأسف يتكوّن إحساس لدى الأب أن الابن مجرد سلعة مملوكة له ويجب أن لا يخالف أمره أبداً.
يقوم الآباء والأمهات بإنجاب الأبناء ولا يستطيعوا كيفية التعامل معهم، ومن هنا يقوم الأب بإهانة الابن دائماً بعبارة مستفزة وهى انه يصرف الأموال عليه!! ويمكنه في أي وقت أن يقوم بطرده من البيت.. ينكسر الابن من الداخل ويشعر أنه ثقيل على والديه.
وإهمال الآباء يجعل الأبناء تتدمر نفسياً وتصاب ببعض الأمراض، أريد أن أتساءل هل الأب يجلس مع أبنائه كل يوم في المنزل؟؟ هل تضع في الحسبان أن تستمع إلى إبنك ساعة كل يوم؟ هل ترى أبنائك دائماً أمام عينيك وتقوم بالاطمئنان عليهم؟ هل تعلم ما يشعر به أبنائك حينما تتحطم نفسيتهم وتُغلَق الأبواب في وجوهم ولا يجدوا أحد يلجأون إليه لطلب المشورة؟ هل تقول لأبنك أو إبنتك أنك قمت بعمل رائع ونجاح عظيم تستحق عليه المكافأة؟ هل تشجع أبنائك على مواصلة التقدم والنجاح وأنك تثق في قدراتهم على تحقيق المزيد والمزيد من الانتصارات؟ هل تقف مع أبنائك في وقت الشدة وتحارب عنهم ضد الظروف؟ هل تتذكر تاريخ ميلاد إبنك وتقدم له هدايا بسيطة تعبّر فيها عن فرحتك واهتمامك به؟
هل تدركين أيتها الأم ماذا يحدث للإبنة حينما تقابلها مشكلة كبيرة وتكون عاجزة عن إيجاد حل لها؟ هل تعرفين أنها تلجأ لبعض الصديقات ذو الأخلاق السيئة لإيجاد حل؟ هل تعرفين أيتها الأم ما هو الشيء الذي يُسعد إبنتك والشيء الذي يُغضبها؟ هل تعرفين ماذا يحدث لها حينما تبكي بمرارة؟
للأسف الشديد سوف نجد أن نسبة كبيرة من الآباء والأمهات لا يستطيعوا الرد،، ولهذا نجد في وقتنا الحالي أن نسبة كبيرة من الأبناء تُصاب بأمراض نفسية تعطلهم عن مواصلة النجاح في حياتهم العملية والعلمية.
نجد أن الابن ينجح في دراسته ويكون في غاية السعادة ويجري إلى المنزل ليعلن النجاح أمام الجميع وبالأخص أمام والديه، فيجد الأب يستقبله استقبال عادياً كأنه لم يقم بعمل إنجاز وإنما هذا هو المتوقع منه وهنا يتوقف الابن عن الكلام والحزن يملئ قلبه ويقول في سره: لماذا يا أبي لا تقول لي (مبروك على النجاح) أريد أن أشعر أني قمت بشيء رائع.
وإذا طلب الابن من والديه أن يقوموا بالاحتفال معه بمناسبة عيد ميلاده فيكون الرد في غاية القساوة أنت لست صغيراً على الاحتفال ولا يجب أن تصرف الأموال في أشياء تافهة فيجد الابن أن الأب يرفض تهنئته بعيد الميلاد حتى لو ببعض الكلمات الرقيقة... كلمات تعطيه الأمل بأن الحياة سوف تكون جميلة وفي النهاية يقوم بالاحتفال بمفرده وهو وحيداً، وإذا رجع الابن من الخارج والحزن يسيطر عليه فيقوم بإغلاق الباب على نفسه ويأمل أن يجد أحد من والديه يقوم بالسؤال عنه،، يريد أن يجد أحد يسمعه، وللأسف الشديد يتركوه وحيداً ولا يقوموا بالسؤال عنه!!
ومن هنا يلجأ هذا الابن إلى مصاحبة أصدقاء من كل الأنواع حتى لو كان صديق رديء،، يريد أن يجد أحد يسمعه مهما يكون لأن بداخله هموم لا يعرف كيفية التخلص منها، لأن أعز الناس له -هم والديه- لا يقوموا بالاستماع إليه ولا يعطون له اهتمام!!
يريد أن يتحدث إلى أي صديق، وهنا يبكي بمرارة من الألم الذي يعانيه وفي نهاية الأمر يجد نفسه سعيداً لأنه استطاع أن يُخرج ما بداخله من هموم مع الصديق الذي كان يسمعه ويخفف عنه الآلام.
أريد أن أعرف أيها الأب القاسي لماذا قمت بإنجاب الأبناء وأنت لا تعرف كيفية التعامل مع مشاعرهم الرقيقة؟! هل هذا بسبب جهلك الأعمى أم أنك من كوكب آخر؟! هل تعلم أن أبنائك في حالة سيئة؟ لماذا تبخل على أبنائك لقضاء بعض الوقت للاستماع إليهم؟ لماذا لا تكون مرشداً لهم؟ تساعدهم على مواصلة الطريق الصعب الشاق؟ لماذا لا تقود الأبناء إلى الأمام وتُبعد عنهم الخوف وتعطيهم المزيد من الشجاعة؟ لماذا تترك أبنائك في الحفرة (الإحباط واليأس) ولا تساعدهم على الخروج منها؟
إذا كنت تريد أن تكون أباً حقيقياً يجب أن يكون قلبك ممتلئ بالمشاعر والأحاسيس لكي تعطي الحنان والحب للأبناء بدون حدود.
للأسف أنت تتعامل معهم كأنهم عبيداً وليس أشخاص لديهم المشاعر والأحاسيس وهنا نجد الأب يطرد الابن من المنزل بحجة أنه صاحب هذا المنزل وأيضاً لأنه يقوم بصرف الأموال عليه!!
يحاول الأب أن يجعل ابنه هو المخطئ دائماً ويقوم بانتقاده أمام الآخرين، لماذا تتدخل في قرارات ابنك؟ لماذا لا تترك له الحرية في اختيار المناسب له؟ لماذا تفرض على ابنك عمل أشياء لا يريد القيام بها؟
وفي كثير من الأحيان يقوم الأب بجرح الابن وإهانته ببعض العبارات الاستفزازية مثل: أنت فاشل، أنت مطرود من البيت، أنت تقيل على البيت، أنت صغير لا تفهم.
لماذا لا تعطي الحرية لإبنك أن يقوم بعمل مناقشة معك؟هل لأنك تخاف أن تخرج من هذه المناقشة وأنت منهزم؟ لماذا تكون عنيفاً ولا تقوم باستخدام المرونة معه؟
يوجد بعض الآباء لا يستطيعوا أن يقوموا بالاعتذار للأبناء بحجة أنهم لا يخطئون وأيضاً يوجد فرق شاسع بينهم لأن الصغير (الابن) يجب أن يقوم بالاعتذار أولاً لأنه لا يُعقل أن الكبير (الأب) يقوم بالاعتذار لأن له كرامة من الصعب أن يقلل من شأنه ويعتذر، أقول لكل أب يرفض الاعتذار أن ليس لديه الثقة بنفسه لأن الذي يثق بنفسه يكون لديه الشجاعة أن يعتذر لأن الاعتذار ليس شيء خاطئاً ولكنه ايجابياً.
أتمنى لو بيدي لكنت قمت بعمل قانون يعاقب جميع الآباء والأمهات الذين جعلوا الأبناء لديهم أمراض نفسية خطيرة وتكون العقوبة هي الحبس في مكان مغلق لا يتعدى نصف متر لمدة عدة شهور وتُمنع الزيارات عنهم لكي يدركوا أنهم اخطاؤا في حق الأبناء.
وللأسف أن الأمراض النفسية لا يتم التخلص منها كلياً لأنه يوجد بعض الآثار تستمر لبعض من الوقت.
أتمنى من الآباء تصحيح المفاهيم الخاطئة في التعامل مع الأبناء:
أولاً: إعطاء شعور للأبناء أنك تثق في قدراتهم وأنك فخور بهم ويجب أن تقول هذه الكلمات دائماً كل يوم.
ثانياً: يجب أن تقول دائماً لإبنك (أنا أحبك) بقلبك لأن هذه الكلمة سوف تقوم برفع الحماس لديه.
ثالثاً: أن تجلس مع أبنائك ساعة أو أكثر كل أسبوع لمعرفة مشاكلهم ويجب أن تكون مرشد حنوناً لهم، حاول أن تستمع إليهم، لا تقاطع الابن في الكلام، أعطيه شعور بأنك متفهم بما يقوله، وإذا قام بالبكاء اجعله يستمر في البكاء لكي يُخرج ما بداخله ويجب أن تحضن الإبن لكي تعطيه إحساس بأنك متألم بما يحدث له وسوف تقوم بحل جميع مشاكله.
رابعاً: يجب إعطاء هدايا بسيطة للأبناء في المناسبات لكي يدركوا أنك تتذكر أعياد ميلادهم.
خامساً: يجب أن يتسم الحوار بالمرونة وأن تجعل المناقشة مفتوحة للجميع بدون فرض قرارات على الأبناء.
سادساً: يجب أن تقوم بتنفيذ وعودك مع الأبناء لأنك إذا قمت بهذا يدركوا أنك تتكلم بصدق.
سابعاً: لا تنتقد الابن ولا تقوم بتقليل شأنه أمام الآخرين.
ثامناً: إذا أخطأت إلى أحد الأبناء، يجب أن تعتذر له ولا تكن متكبراً.
تاسعاً: يجب أن لا تجرح مشاعر ابنك وإهانته ببعض العبارات الاستفزازية.
وفي النهاية أريد أن يضع كل أب نفسه مكان الابن وإذا حدث هذا فسوف تكتشف أن الابن يتحمل أشياء من الصعب أن يتحملها الآخرين ولذلك أريد أن ترحموا أبنائكم لكي يستطيعوا أن يكملوا مشوار الحياة.



#بطرس_رشدى_جندى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القبطى والتعيين
- المواطن والمستبد
- تكرار سيناريو العنف ضد الاقباط


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - بطرس رشدى جندى - أيها الآباء.... أبنائكم في خطر