أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غادا فؤاد السمّان - المتكرر من مشاهد الثقافة النسائية في المهرجانات














المزيد.....

المتكرر من مشاهد الثقافة النسائية في المهرجانات


غادا فؤاد السمّان

الحوار المتمدن-العدد: 2305 - 2008 / 6 / 7 - 10:09
المحور: الادب والفن
    



GMT 10:30:00 2008 السبت 31 مايو

تتشابه الصور في معظم المهرجانات بل تكاد تتطابق من حيث الحركة الاستثنائية لتضافر كافة الجهود وكامل الفعاليات عادةً لحدثٍ لا يكون الأول من نوعه بل تيمّنا يتناقل بالتواتر بين الدول العربية وهو الإعداد والتحضير لاستقبال تظاهرة شعرية "نسائية " في هذا البلد العربي أو ذاك، دائما ثمّة جهة داعية، وأخرى راعية وهنا يتبدّى دور العلاقات الناشطة على مدار الحول لتزكية تلك الشاعرة وإنكار أخرى، وذلك تِبعا لطبيعة الشاعرة وصولاتها وجولاتها على السفارات والمقاهي ودُوْر الاستعراض الثقافي، التي تقرر كيف تنهال الدعوة على هذه دون تلك ومتى تتلقاها، فما إن تصل البلد المُضيف حتى تُستقبل استقبالا حافلا تتلمّس معالمه منذ أول خطوة بعد مغادرة سلمّ الطائرة حيث بانتظارك مندوب استقبال أو مندوبة، سيارة وثيرة تُخصص على مدار فترة الإقامة لتخال نفسك أنك المالك الحصري لهذه المركبة المفخخة بالرفاهية وقد ألفتَ رفاهيّتها، الحجز المُسبق في فنادق الخمس نجوم تدخله بطمأنينة مُطلقة حيث تُملى عليك قائمة مستحقات الضيافة السخيّة وفق الحسابات المفتوحة لمشتهياتك من الأطعمة والاتصالات الخارجية لإقحام القاصي والداني في دائرة التفاخر والمُباهاة، قصيدتان أو ثلاث لكل شاعرة تتزاحم و"أنوثتها " المفرطة على المنبر يعقبها سلسة من اللقاءات الإعلامية المُكثّفة والمختلفة بين مسموع ومقروء ونادرا مرئي فالشاعرة في المهرجانات وخاصة العربية ضلع ناقص للحضور على الشاشة الصغير بخلاف الشعراء الذين يحتشدون ليسدوا الشاشات ويغلقوا بحضورهم وإدّعاءاتهم دائرة الضوء أمام الجمهور، هكذا تنتهي عجقة المناسبة والمزاحمة عليها لتبدأ عُدّةٍ من أيامٍ أُخر تتعاقب بين الروتين والضجر والتحضير للعودة، وتعود بجعبة متخمة بالتداعيات... وتبدأ مراجعة شريط الذاكرة، تبدأ من النقطة الأصعب، وهي مفهوم التعارف بين الشاعرات كونه أمر لا يختلف عن معرفة كون بحاله، يبدأ لديك بالفضول وينتهي إلى ما لا تحمد عقباه وفي أندر الأحيان إلى ما تُحمد عقباه، لا أخفي صعوبة مزاجي في عجقة الأمزجة إذ كلّما وجّه لي سؤال عمن أكون تحايلتُ على فهمهنّ باستطرادات غاية في التعقيد والالتباس، وخاصّة عندما تصطدم بشاعرة تذكّرك بامرأة مثقلة بالأعباء غادرت للتو حَلّة الطبيخ متّجهة على الفور للمشاركة ضمن فعاليات المهرجان دون أن تعرّج وإن قليلا على مراياها، وأخرى يُفاجئك ابتهاجها اللا متوازن عندما تضحك أكثر مما ينبغي ثم تصمت فجأة بطريقة مفجعة، وبالتأكيد في كل مهرجان لا بدّ من متنرجسة تضخّ عنوة على مسامعك جولاتها المكوكية وشِعرها الآسر وحضورها الطاغي وعدد المنبهرين بعلو كعب حذاء قامتها الشعرية الهيفاء متفادية كل الوزن الزائد الظاهر للعيان في حديثها، ناهيك عن مدوّناتها من أسماء الجهابذة في كل أصقاع المعمورة الذين لا تستقر بورصة أمزجتهم الشعرية إلا بالاطمئنان اليومي عن كافة التفاصيل الخاصة بها، والعامّة في حال توفر الوقت.
الشاذ عن عموميات هذا المشهد والذي يحضرني بشراسة هنا أنني ذات مهرجان شعري عربي في إحدى العواصم أتذكر بعدما أتخطّى كامل الحيثيات المّدرجة أعلاه كتفاصيل لا بدّ منها، وإذا بمستشعرة من العيار الثقيل المُدجج بالدعم المخابراتي على مسار السيرة والسيرورة، تباغتني باهتمام فاحش حيث تتربّص بأدق أنفاسي وتطارد كل متقرّب مني من باب الإعجاب أو الصحافة أو الإعلام لتبلغه أنني لست "أنا " لمجرد أنّ اسمي يحمل عبئاً معيّنا‘ وتفرط في تحذيره من تشابه الأسماء الذي لم يقنعها أن الآخرين واعين لحقيقة الأمر أكثر مما ينبغي، ومع ذلك كانت تتمادى في التحذير ولفت النظر، وتجاهلت الأمر لثلاثة أيام على التوالي لم يسعنِ في رابعها تجاوز السؤال، تجمّلت بالهدوء وسألتها مالذي يضيرك أن أكون نفسي أو أكون سواها ولماذا هذا التحامل على زيفي إن أسلمتُ لاتهامك جدلا به؟
أجابت وبدون تردد ومقدمات: "لا يحقّ لكِ قطعا أن تكوني أنتِ......................" أردفت السؤال بالقول: ومن أعلنك الوصية علينا والرادع لإحدانا؟ أجابت: ليس شأنك المهم لا يحق لكِ أن تكوني بهذا الاسم............."،
علّقت بتفهّم ألتمس لها فيه عذرا وإن من باب التصنّع: لكنه الواقع يا عزيزتي،
قالت: لا يهمّني الواقع هذا اسمك إذن أنتِ مزيّفة،
عقّبت على إلحاحها: وما الذي يغيظك إلى هذا الحد، الحكم للمتلقي من زيفي وليس الحكم حكرا لأحد،
قالت: لكن لا يحق لكِ أن تكوني أنتِ............ لم تكن هذه المستشعرة التي تبوأت في بلدها مناصب تصاعدية على مختلف المُدرجات الحافلة بالسلطة أكثر من نموذج فارغ أصطدم به على الدوام، دفاعا عن الوهم، هكذا يشتد الوثاق الشعري في التظاهرات الشعرية النسائية، التي أتفاداها بضراوة خشية المزيد من الذكريات الممضّة التي تفرّغ المناسبة الشعرية من مضمونها وغايتها ورقيّها وتساميها، لنجد أنفسنا بعفويّة تامّة راغبين لأن نوثّق علاقتنا بالعادي أكثر فأكثر بعد صدمتنا المروّعة بمن نظّنهم استثناء لحياة ننتمي إليها ونترفّع معها ونزهو بها، يقينا منّا أنّ القلب الشاعر هو قلب لا يسعه سوى محبّة الغير لا تجسيد الغيرة عند أول فرصة مواتية.
فهل ينبغي أن نواصل استبشارنا خيرا مما يُسمّى بالمهرجانات الشعرية التي تحتفي بنون
النسوة أم تَجْدرُ المقاطعة بضمير مرتاح؟
www.geocities.com/ghada_samman
[email protected]mailmail:

أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر ايلاف تسبب ملاحقه قانونيه

http://www.elaph.com/ElaphWeb/ElaphWriter/2008/5/335589.htm






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهاني بالجملة على هامش مساعي التفريق
- الوعر الصادم- وما أدراك ما الوعر الصادم !
- لكِ يوم أيّتها المرأة
- نصر الله بطولة فردية ومُطلقة على الشاشة الصغيرة
- هلوسات مثقّفة مُشبّهة بالفعل


المزيد.....




- قصص -جبل الجليد- تناقش الهوية والاغتراب في مواجهة الخسارات
- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...
- معرض -حنين مطبوع- في الدوحة: 99 فنانا يستشعرون الذاكرة والهو ...
- الناقد ليث الرواجفة: كيف تعيد -شعرية النسق الدميم- تشكيل الج ...
- تقنيات المستقبل تغزو صناعات السيارات والسينما واللياقة البدن ...
- اتحاد الأدباء ووزارة الثقافة يحتفيان بالشاعر والمترجم الكبير ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غادا فؤاد السمّان - المتكرر من مشاهد الثقافة النسائية في المهرجانات