أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصباح الحق - الله مصاب بالشيزوفرينيا














المزيد.....

الله مصاب بالشيزوفرينيا


مصباح الحق

الحوار المتمدن-العدد: 2294 - 2008 / 5 / 27 - 09:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أغلبنا يعرف أعراض مرض الشيزوفرينيا ( Schizophrenia )، وقد أبدع "فيودور دوستويفسكي" في تصوير انفصام الشخصية في بطل (الجريمة والعقاب) "راسكولنيكوف" حتى على مستوى تركيب اسمه حيث تعني راسكول بالروسية "الشق" (Split). ولا يختلف اثنان على أن الأعراض التي تنسب عادةً إلى حالة الشيزوفرينيا قد تكون لدى أغلبية الأشخاص، وعموماً فهذا الأمر طبيعي ولا يدعو للهلع، ما دام في الحدود السوية التي لا تخرج عن رد فعل بشري يثيره عامل ما. أما إذا تفاقم الموضوع لدى الفرد، فأنه من واجب المحيطين به أن يمنحوه الرعاية والعلاج بحيث لا يوقع ضرراً بالآخرين، وفي أغلب الحالات يتماثل المريض للشفاء ولو تدريجياً، وبالطبع حسب درجة استفحال المرض في شخصه.
وتكمن الطامة الكبرى في كون الله مصاباً بالشيزوفرنيا. فمن أعراض هذا المرض لدى الله ما يسمى بجنون العظمة (Megalomania) حيث تتكشف لنا في تصريحات نرجسية مثل (وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون) وخرافات القوة والسلطان (إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون) وبدع الخوارق عكس قانون الطبيعة (يحي العظام وهي رميم) والتفرد في الخلق لإغلاق باب المنافسة (فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) [هنا في نفسي سؤال ليس موضعنا في هذا المقال] . وهناك دلائل كثيرة عن كون الله الذي (وسع كرسيه السموات والأرض) و (خالق السموات والأرض) لديه هذه الأعراض التي لا تبشر بخير. فهذا المريض النرجسي تصل به الحالة لأن يخلع عن البشر ما قاموا به ويجسد نفسه في انتصار دموي مثل قوله (فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى). فحتى بهجة الانتصار عند قطاع الطرق واللصوص المرتزقة تزعج الله المريض بجنون العظمة فينكرها عليهم وينسبها لنفسه! وإذا انتقده البشر يهبط من عليائه وتثور حفيظته ويتعكر مزاجه بسرعة تدعوه للقذف بمنتقديه ليقول (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ). وهما فعلاً مبسوطتان للسيف والرمح ليس إلا.
ومن جملة الأعراض المصاحبة لهذا المرض عند الله الهلوسة التي تتبدى للعيان في آيات بينات مثل "ا لم" و"كهيعص" و"طسم"، مما يحمل بعض المصابين بنفس المرض للقول بأنها من إعجازات القرآن، وإن كان الشخص السوي لا يفهم المعنى سموه بالجاهل في عالم الطلاسم، ونترك هذا الأمر للراسخين في العلم.
ومع حالة الانفصام المستعصية عند الله تظهر اختلاجات ذهنية وتهاويم مريعة حسب قوله (إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب. وحفظا من كل شيطان مارد. لا يسمعون إلى الملأ الأعلى ويقذفون من كل جانب . دحوراً ولهم عذاب واصب.إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب). ولجهل الله في تفسير ظواهر الطبيعية، يقوم بشخصنة الأشياء (Personalization) ويعطيها دوراً وينطقها كقوله (ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين)، أو يستغلها لإدعاء جبروته الوحشي كتغنيه في (إذا زلزلت الأرض زلزالها)، فنحن لا نرى أي خير في هذا المريض الذي يرهب مخلوقاته في الحياة وما بعدها.
كما تتدفق أعراض الشيزوفرينيا عند الله بغزارة، فها هو يظهر من جنون الاضطهاد (Paranoia) وما يصاحبه لنكران ما سبق قوله من رحمة ورأفة وحنان على مخلوقاته (ولا تقنطوا من رحمة الله)، فالله المريض يدعو لبغض مخلوقاته بقوله (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون)، فالرشوة هنا كافية لنسف جوهر العقيدة مع الحرص على الإذلال، وكذلك قوله (يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة واعلموا أن الله مع المتقين)0 والله المريض يحث البشر على المعاداة بقوله (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة) ويغري الشيزوفرنيين البشر بأنه يساويهم معه في كره العدو، ويطعم كلامه بالإيمان المتجسد جوهرياً في كره الآخر (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض)، وحث الإنسان على قتل نفسه في حماية الله والجهاد لإعلاء كلمته التي لم تصل إلا للمصابين بنفس الداء، فهذا قوله (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون) !!!

ومن جملة الأعراض المرضية عند الله الشيزوفريني كرهه للحياة التي- حسب حكمته التي غابت علينا- من المفترض أن تكون من حقنا في التصرف والتدبير لكي يحاسبنا على اختيارنا ومسارنا لا على ما يفرضه عنوةً وتخويفاً علينا حيث يقول (اعلموا انما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفراً ثم يكون حطاماً وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متع الغرور). إن هذه الآية كفيلة لنسف أي مغزى في الحياة حسب هذا التفكير المرضي.

المثير للدهشة في حالة هذا المريض الشيزوفريني هو نسيانه لما يقوله وتخبطه مع نفسه، وهذه من جملة أعراض انفصام الشخصية، فهو تارة يقول لنا أنه لم يغرق فرعون (فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيراً من الناس عن آياتنا لغافلون)، وتارة يؤكد أنه أغرقه ولعنه عن بكرة أبيه ( فأراد أن يستفزهم من الأرض فأغرقناه ومن معه جميعاً). لا داعي للتعجب أو التساؤل مع تصريح الله الشيزوفريني (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين).
وقد يتساءل أحدهم لماذا التركيز على هذه الشريحة من الله الشيزوفريني، والجواب ببساطة لأنه من المفترض أن يكون النموذج المحسن لما سبقه من آلهة (prototype)، وللهفتنا الصادقة إلى الحد من تداعيات هذه التعاليم المرضية على الشيزوفرنيين البشر. فأنسب ما يمكن عمله مع مثل هذا الإله هو الحجر الصحي.



#مصباح_الحق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة مغايرة لمأساة نجود وعائشة
- هل في الحياة حقيقة مطلقة؟
- قدسية الأسماء وتغييب العقل
- تأكيد أسطورة دور التعليم الديني في نشر الإرهاب
- فقحنا وصأصأتم
- حراس الله
- وفاء سلطان....... الوعي للجميع


المزيد.....




- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها
- يهود أفريقيا وإعادة تشكيل المواقف نحو إسرائيل


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصباح الحق - الله مصاب بالشيزوفرينيا