الفيدرالية 0000 مشكلة كبيرة ام حل امثل؟؟؟

عباس الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 2290 - 2008 / 5 / 23 - 04:04
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    

بوجهة مثل سواها من المفاهيم الحديثة نسبيا في السياسة فان ثمة وجهات نظر مختلفة بشان الفيدرالية سواء من حيث المبدا او التطبيق وفي بلد متعدد القوميات والمذاهب مثل العراق فانه لابد لعقلاء القوم من ان يضعوا في الحسابات هذه التركيبة المعقدة من السكان ويضعوا الخطط ويرسمون السياسات الناجمة عنها على هذا الاساس ، واذا ما اردنا ان نبقى في منطقة الظلمة شبه الرمادية اوالعتمة الدائمة فان بلدا مثل العراق لايمكن ان يحكم على اساس مركزية قومية قائمة على اخضاع المجموع المختلف انطلاقا من هذا المجموع المختلف قوميا ، وعراقيا ومذهبيا موحدا من حيث مبدا المواطنة ، تلك ان الهوية الوطنية لاتعني اذابة الخصوصيلا وصهرهافي بوتقة واحدة بقدر ما تعني تكاملا وانسجاما في اطار الشخصية الوطنية الواحدة مع اختلاف الخصوصيات وتباينها ، ان النظام في كل من امريكا ، والهند فيدرالي في وقت لايجد فيه الهندي او الامريكي اشكالية في فهم الفيدرالية من حيث الدلالة او من حيث الممارسة ، وفي مقابل ذلك فان هناك شعوبا اخرى لاتطبق النظام الفيدرالي بسب عدم وجود حاجة فعلية لها 0
يجب ان نعترف ان الدولة المركزية التي قامت في العراق على اساس العصبوية القومية فشلت في تكوين شخصية وطنية عراقية تؤمن بالمواطنة على اساس الخصوصية بل هي عملت على اخضاع مجموع العراقيين للايمان بمشروع واحد هو "المشروع القومي العابر " ليس للحدود الوطنية بل لمجموع الخصوصيات داخل التكوين الاجتماعي العراقي فانت لاتستطيع ان تكره الكرد العراقيين وهم القومية الثانية في البلاد ان يرددوا نشيد (بلاد العرب اوطان – من الشام لبغداد ) كما انك لاتستطيع ان تكره المسيحيين او الازديين او الصائبة المندائيين العراقيين ان يؤمنوا بالشعارات الدينية الاسلامية التي تريد ان تخوض بموجبها معارك المصير لتحرير القدس من الصليبيين، ان ما يطرح اليوم من اراء على صعيد الفدرالية من شانه ان يتضاعف من حجم المشكلات التي تعانيها البلاد فمن يراها حلا سحريا ؟ مخطى تماما وربما ينطلق من دوافع انية ومصلحية ومن يراها عكس ذلك مخطى ايضا لانه يستمر في القفز فوق الخصوصيات وبذلك فانه يعيد دورة الفشل للمشروع القومي الذي يحتفظ بثوابته المعروفة اما سبب خلل في التنظير او ديماغوجية في التطبيق 0
اذن ماهو الافق المتصور للخروج من دوامة القبول المطلق بالفيدرالية او عرضه بسهولة على قوم متناحرين لابد من انهم فتشوا كثيرا عنه ولم يجدوه لكن هناك مقاربات يمكن ان تفيد في تقريب وجهات النظر ولعل اهم مقاربة هي الاعتراف المتبادلالنظر الاخر 0000

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات