الصفويون وحاكمية المذهب الشيعي

عباس الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 2289 - 2008 / 5 / 22 - 09:56
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

مر القول ان الصفويون اقاموا حكمهم وواصلوا معتمدين على العديد من السمات والخصائص ، ومن جملتها التمسك بالتشيع
والصفة الاساسية التي ميزت حكم الملوك الصفويون على الخلفاء العثمانيين ... هي ان العثمانيين كانوا يعتبرون انفسهم- وخاصة بعد فتح مصر واحتلالها عام 923 واستسلام الشريف حسين شريف مكة في نفس العام – خلفاء على كل المسلمين ويسعون جاهدين للسيطرة على باقي البلدان الاسلامية واحتلالها وفتح المزيد من الدول 0
الا ان الصفويين لم يكونوا يفكرون سوى بايران......
وكان الصفويين يرغبون في نشر التشيع اكثر في ايران ، وكانوا مصممين على إبعاده من السيطرة وتاثيرات السلاطين العثمانيين واطماعهم وذلك فقد سيطروا على مدن _بغداد -_النجف_ كربلاء بهذا الدافع ، كما ان التحرش بالولاة العثمانيين في عهد الشله (اسماعيل الصفوي) ، وكان الهدف منها تمكين الشيعة والصفويين من الهجرة إلى إيران 0
وتشير كتابات مؤيدي الصفويين ومخاليفهم ان مؤسس الحكومة الصفوية وخلفه "طهماسب" ، كانا يواجهان بعض المقاومة الداخلية في طريق تحقيقها لاهدافهما فقد هاجر بعض الايرانين – ومنهم علماء معروفون من ايران وتوجهوا الى الدولة العثمانية او الهند كما حصلت صور من التمرد والمعارضة التي ما لبثت ان تلاشت واستقر الامر لحاكمية المذهب الشيعي0
ودراسة الرسائل المتبادلة بين الملوك الصفويين والحكام العثمانيين والاوزبك والتيموريين وكذلك الرسائل المتبادلة بين العثمانين والاوزبك0
لقد كتب الشاه اسماعيل رسالة الى احد ولاة خراسان – وربما يكون سلطان حسين بايقرا 000 ضمنها راي الامامية بشان خلافة النبي (ص) واصفاً ان الائمة ورثة النبي (ص)0
ثم اعتبر نفسه " النبتة الطيبة في روضة النبوة والامامة " وثمرة هذه الروضة ، وادعى ان :دولته وحكومته تستنير بالنور الساطع والخالد لآل الرسول آل السيادة والسعادة 0
بل والانكى من ذلك انه اعتبر نفسه المقصود بقول الله تبارك وتعالى 00
{ واذكر في الكتاب اسماعيل}بل وبلغ به ان يكتب :
يعلم الله ان الهدف الاصلي والغرض من الكلي لممارسة الامور الدنيوية الفانية وتمشية الاحكام الظاهرية ليس سوى اشاعة احكام الشيعة الطاهرة ، واذاعة اثار الفرقة الناجية التي كانت اثارها واسرارها من الاصول والفروع متوارية في حجب الظلام ومطاوي النسيان ، والا فان الهمة العليا الصفوية والارومة السامية المصطفوية الغراء تأبى وتنفر – حسب مقتضى الوراثة والجبلًة من ممارسة وتعاطي امور الدنيا الدنية ، وسلطنة هذه الدار الفانية لاقيمة لها وهي ارفع واعلى من ان تنشعل بالزخارف الخسيسة والحطام الرديئة الخبيئة 0

نكمل معكم الجزء الثاني في مشاركة جديدة

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات