|
الراي العام في كردستان العراق
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 2290 - 2008 / 5 / 23 - 10:25
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لاشك ان اية عملية سياسية او اجتماعية عامة تدخل في اطار المؤثرات الفعالة على المصالح العليا و الامن الوطني،تكون ذات خلفية تبين و توضح المستوى الثقافي لمجتمع تلك العملية و شكل و خصوبة الارضية التي انبثقت منها ، سوى كانت العملية مؤقتة تدخل ضمن ما يمكن ان اسميه بالعمل التكتيكي العفوي العام للمجتمع، و هذه ان كانت عفوية و دون تخطيط و تنظيم مسبق ، اوكردً فعل آني معتمد على التاريخ كخميرة ناضجة و من ثم على الزمان و المكان المعينين ، او كنتيجة طبيعية لكيفية و مستوى العمل القيادي لسير الامور العامة في اية بقعة من العالم، فما بالك ان كانت في كردستان العراق المليئة بالحوادث و التعقيدات التي تحتاج لعقلية مبدعة في تحديد الصياغة الصحيحة للوضع الحالي المتنقل و العبور بامان في هذا الوقت الحساس. ان كان العالم سيشهد بهامش من الديموقراطية و الحرية التي تعيشها كردستان العراق مقارنة بدول المنطقة، و المراحل التي قطعتها منذ انتفاضة آذار 1991 و بنجاح جزئي على الرغم من المعوقات ، و لكن قدرها ان الساسة المتمسكين بزمام الامور و رباطة الفرس، يظهر انهم غير قادرين على تمرير هذه المرحلة و يقعون في الاخطاء الفاضحة نتيجة تمسكهم بالالتزامات الحزبية و المصالح الشخصية الضيقة ، و لذلك نرى تخلف الوضع الكردستاني خطوات كبيرة و السبب الرئيسي والواضح هو سيطرة حزبين رئيسيين على الحكم و لهم القدرة الكاملة للسيطرة على على حساب ما تمر به كردستان حسب مقاييسهم الخاصة، دون اي اعتبار يذكر للشعب والفرد ، وآخر ما يفكرون به هو الراي العام و متطلبات و الاماني العامة للمجتمع. من المعلوم ان الفرد في كردستان العراق نظيف في دواخله، بريء في كيانه و كينونته، شجاع في تضحياته، غزيرة عواطفه،كريم طبعه و اخلاقه. ان كنا مستندين على هذه الصفات نتاكد في كل مرة ومتاخرا و احيانا بعد فوات الاوان ان الاراء و الدوافع لبيان الراي العام بطرق و تعبيرات متعددة صادرة باشكال مختلفة من التركيبات المتباينة للشعب، و هي الصحيحة في اكثر الاحيان، نرى القادة و الحكومة و سلطة الاحزاب على عكسهم هم ، مخطئون في حساباتهم الفكرية و الايديولوجية و الحزبية الصرفة فيما هم يعتمدون عليه لاتخاذ القرارات. نرى ان كردستان العراق في هذه المرحلة من الحساسية بشكل و قدر لا يمكن رصدها بسهولة و لذلك عند قراءة تركيب المجتمع و ما آل ايه المستوى الثقافي و الاقتصادي و توسيع البون الشاسع ما بين الفقير و الغني، ينتج ما لا يمكن الاجماع على توحيد و تقريب الاراء حول كيفية تسير الامور بما يتلائم مع نظرة و راي عام المجتمع بشكل عام، اته لامر لا يمكن تفاديه بسذاجة او المرور عليه بسطحية و هو مرتبط جديا بحق الطبقة الكادحة و بمستقبلها ، وهي امام منعطف خطير. ان تبيننا ما يمكن الاستفادة من الراي العام المنظور ، نتمكن من الاستفادة منه و توجيهه في المسار الصحيح فيما ياتي ،و خاصة لنجعله في مصلحة الشعب نفسه و بكافة مكوناته، وهو: *اعلان راي اكثرية الشعب و هم من الطبقة الفقيرة المعدومة في وسائل الاعلام بصراحة، دون تعليق و تاثير راي الحكومة او اي حزب، بل بيان الحقيقة الموجودة على ارض الواقع، و توضيح ما يتمناه الشعب. *ان نبين للجميع ان الطبقة الكادحة قادرة على التضحية في سبيل مستقبلهم و عدم تهديد كيانهم. *ان نبين للجميع ان الحياة الجديدة في كردستان العراق اكملت العقد والنصف من التحرر من براثن الدكتاتورية و تكونت لديها مجموعة من الابعاد السياية و الاجتماعية ، و اتوضحت مصالح الطبقات التي لا يمكن اهمالها بسهولة او اخفائها بقوة و سلطة حزبية ضيقة بعد الآن. *يجب ان تاخذ الحكومة في اقليم كردستان الراي العام لشعب كردستان العراق بنظر الاعتبار و الذي خطا خطواته الاولى في ضمان مصالحه، و يجب الاعتماد عليه عند اتخاذ القرارات المصيرية الحاسمة من كافة المجالات و النواحي. و به نتمكن من ان نحسب حساب دقيق فيما يخص الراي العام و تاثيراته و ما يمكن ان يعتمد عليه لضمان مستقبل تركيبة المجتمع، و نستوضح آثار اهمال الاراء المنطقية و الراي العام لشعب كردستان العراق على حياة المجتمع و ما يفرز منه من السلبيات لا يمكن اهمالها بسهولة. و ليس من العدل و الانصاف و لا من المنطقي ان ينعت احد الشعب بالكسول تارة و بالكلب تارة اخرى من قبل المسؤولين، و يعرف الجميع ان هذا الشعب الوفي بتضحياته الكبيرة وصل الى ما وصل اليه ، و ليس لاحد منة عليه بل للشعب و بالاخص الطبقة الكادحة حق على الجميع، و يجب ان ياخذ حقوقه بالكمال و التمام لا ان يهمل كما يحصل الآن. السليمانية/كردستان العراق
#عماد_علي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العمل الطليعي المطلوب في العراق
-
المواقف السياسية المتناقضة في العراق
-
هل التغيرات الحاصلة من مصلحة الشعب
-
الحرية وعلاقتها بمسؤولية الفرد في المجتمع العراقي
-
الإتحاد يفرض الارادة
-
ماذا بعد،في كردستان العراق
-
اقليم كردستان العراق والمجتمع المدني
المزيد.....
-
خامنئي يتعهد بعدم -استسلام إيران- لأمريكا تزامنًا مع جنازات
...
-
داعيًا للتحرك.. بوريل: أوروبا تُهمَش لأنها لم تعد تجرؤ على ا
...
-
تحذيرات من قرار أممي يهدد آلاف السوريين بلبنان
-
الاحتلال هدم 1000 منزل في الضفة ويواصل حملة الاعتداءات
-
ماذا تعرف عن عُقدة النقص؟
-
ردود فعل سلبية في بريطانيا بسبب حقن إنقاص الوزن
-
ديرمر يزور واشنطن الاثنين وتفاؤل ترامب بإنهاء الحرب يفاجئ إس
...
-
عصير الكرز الحامض وصفة سحرية للنوم العميق
-
كيف غيّرت حرب غزة مزاج أوروبا تجاه إسرائيل؟
-
-ما تفعله اختطاف-.. فيديو يُظهر شابة متشبثة بشجرة وملثمون يح
...
المزيد.....
-
كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف
/ اكرم طربوش
-
كذبة الناسخ والمنسوخ
/ اكرم طربوش
-
الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر
...
/ عبدو اللهبي
-
في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك
/ عبد الرحمان النوضة
-
الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول
/ رسلان جادالله عامر
-
أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب
...
/ بشير الحامدي
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
المزيد.....
|