أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نصر حسن - النظام السوري بين سراب السلام ووهم المقاومة!














المزيد.....

النظام السوري بين سراب السلام ووهم المقاومة!


نصر حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2287 - 2008 / 5 / 20 - 10:58
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


إن تناقض النظام السوري وتذبذبه بين حدي السلام والمقاومة أوضح من أن يحتاج إلى شرح وتفصيل , فهذان المساران الضبابيان في مسيرة النظام برزا مفترقان بشكل واضح في السنوات الأخيرة بظل تخبط النظام في سياسته الداخلية كما الخارجية , في منهج السلم كما في نهج المقاومة , والحال كذلك هذا الحدان يضمران حالة صراع تجلت أخيراً بتجذير سياسة القمع والتجويع على مستوى الداخل من جهة, والتبعية إلى الخارج سواءً على مستوى علاقته بإيران وتسهيل دخولها المذهبي إلى نسيج الشعب السوري , أو في اتصالاته السرية والعلنية المباشرة مع إسرائيل والتي كشف عورتها وساطة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان , وأيضاً في محاولاته المستميتة لفتح باب الحوار مع الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة واستعداده للمقايضة على الكثير من الملفات وبالتحديد التي تخص نهج الممانعة والمقاومة من لبنان إلى فلسطين إلى العراق على طريق تبرئته من المحكمة الدولية وتمديد دوره الإقليمي وتوفير الغطاء له .
وفي نظرة سريعة على سلوك النظام السوري الحالي على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي يتضح التناقض الكامل بينه وبين النهجين , يعكسه التذبذب المتواتر بين خطاب السلام والمقاومة , ولم يكن من باب الصدفة تلك الزكزاكية السياسية بقدر ماهي التعبير الفعلي عن سياسة عتلتها الأساسية هي الحفاظ على السلطة والاستمرار فيها واستعداده لتقديم كافة الأوراق التي شحت بين يديه في المرحلة الأخيرة, وتضخمت لفظياً في ورقة المقاومة وخاصة على الساحة اللبنانية والتي يمثلها حزب الله على طريقة النظام السوري التي تستبطن المتاجرة لتحقيق أهداف سياسية إقليمية ليست خافية على أحد ,هنا يلتقي النظام السوري المتهافت في موقفه من المقاومة عملاً وفعلاً مع جهات استغلت شعار المقاومة خدمةً لأهدافها الذاتية وبعيدة كل البعد عن التحرير والحفاظ على الحقوق .
في خضم هذا التناقض والتزييف ومع تدهور حالة الاستقرار الداخلي في سورية كما في المنطقة , بدا الافتراق واضحاً في سياسة النظام السوري بين نهجي السلام والمقاومة وعجل من افتراقه معهما ,الضعف الكبير في أداء النظام العام وأيضاً وصول أحداث المنطقة إلى استحقاقات علنية لم تعد صيغتها السرية مطلوبة ,وعليه ضغطت على النظام في تحديد موقفه من السلام والمقاومة وهو مايعبرعنه حالة الخلط واللبس العام في موقفه من الاثنين معاً, ومايجري في أكثر من عقدة في المنطقة وللنظام السوري دوراً سلبياً فيها لعدم قدرته على قراءة المستجدات على الساحة الإقليمية والدولية وبالتالي إخفاقه في أداء مقابل يحتوي تلك المتغيرات , فالتناقض في سياسته الداخلية وعجزه عن القيام بالحد الأدنى من الاصلاح يضمن استمراريته ,ارتد إلى تجذير الهيكلية الأمنية المخابراتية وزيادة وتيرة القمع والاعتقال في رموز المجتمع المدني وبشكل خاص قيادة إعلان دمشق وبقية الناشطين من المثقفين, مما أضعف موقفه بشكل كبير على مستوى الداخل وزاده إرباكاً وضعفاً نتائج سياسته الاقتصادية التي أنتجت الفقر والجوع والغلاء في الخبز والمحروقات والتي دفعت سورية إلى حالة خطيرة من عدم الاستقرار الداخلي سوف تؤدي إلى كارثة أهلية ووطنية لم تشهدها سورية في تاريخها, وهي حالة أبعد ماتكون عاملاً مساعداً على السلام والمقاومة معاً.
فإلى متى يستطيع النظام السوري الرقص المتهافت على حبلي السلام والمقاومة في ظل وضع داخلي أنتجه قمعه وفساده وغوغائيته وأقرب مايكون إلى العجز العام , كما في ظل وضع إقليمي متشظي بكل الاتجاهات الكارثية وأبعد مايكون عن المقاومة ونهجها ؟!.
أم عدنا إلى التلطي خلف الشعارات الخائبة التي أنتجت النكبات الحالية على المستوى الداخلي والعربي معاً؟!.
فإذا كان " سلام الشجعان الأقوياء " قد وصل إلى الهاوية ! فإلى أين سيصل سلام النظام السوري " سلام الضعفاء " ؟!.



#نصر_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلوك الإنساني وتحديات التتكنولوجيا......
- انقلاب حزب الله ...مدخل طائفي إلى الدولة!
- تعقيباً على السيد عبد الباري عطوان...
- قمة في دمشق ..بمن حضر!.
- قمة - المعلقات - في دمشق إلى أين ؟!.
- شباط حماه ..وعبث الشياطين!
- شباط حماه ...وعبث الشياطين
- شيئ عن الحرية
- سورية بين سقف وحضيض!.
- رفعت أسد وحماه ... من المقابر إلى المعابر !.
- محنة حماه شباط 1982 - 2008...يستمر الكابوس!.
- علمانية , ليبرالية , ديمقراطية , والحصيلة ماذا؟!.
- علمانية , ليبرالية , ديمقراطية , والحصيلة ماذا ؟!(3-4)
- ماذا يجري في غزة ياعرب؟!
- علمانية , ليبرالية , ديمقراطية , والحصيلة ماذا ؟!(2-4)
- اذهبي فيروز لدمشق وغني ...
- معارضة على هدى الاستبداد!.
- عندما يكون التخوين منهجاً..نقول :سلاما!
- عندما يكون التخوين منهجاً ..نقول -سلاما-!
- تحية فداء حوراني وكل أحرار إعلان دمشق...كشفتم العورات وأكثر ...


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نصر حسن - النظام السوري بين سراب السلام ووهم المقاومة!