|
مُحِيطٌ مِنْ نُور
علم الدين بدرية
الحوار المتمدن-العدد: 2281 - 2008 / 5 / 14 - 06:48
المحور:
الادب والفن
إليكِ في البعد الآخر
أَنْتِ مَنْ كُنْتِ فِي الْبِدايَةِ..فِكْرَةً وجُنُوناً ، أَشْرَقْتِ نُورَاً فِي سَمَاءِ الظُنُونِ ، أَنَا وَأَنْتِ اثنان ..لَكِنّنَا وَاحِدٌ .. مُتَّصِلٌ بِكِ مُتَّصِلةٌ بِي .. الْحَبِيْبُ والْمَحْبُوبُ يَتَعَانَقَانِ فَيَصِيرانِ وَاحِداً ..يَبْقَى أَبَدَاً حُبَّاً خَالِدَاً .. عِشْقَاً لا مَحْدُودْ !!
عُدْتُ طِفْلاً كَوْنِيَّاً يَبْحَثُ عَنْ مَرْسَىً فِي بَحْرِ عَيْنَيْكِ الزَّيْتِيَّةِ ،أَخْشَابُ مَرَاكِبُنا سَافَرَتْ فِي مُحِيطِ السّرَاب ، ذَاكِرَتِي بِعُمْرِ الْوِجُودِ .. فَكَيْفَ تَخْبُو فِيْنَا ضُحْكَاتُ الطّفُولَةِ وَتَتَمَرّدُ الأَنَا فِي مَعَابِدَ الْبَحْثِ عَن الذّات ؟!، نَهْرُكِ الْمُقَدّسِ يَفِيْضُ شَلاّلَ نُورٍ يَرْتَسِمُ عَلَى لَوْحَاتِ مَجْدِكِ الْخَالِدِ تَحْقِيْقَاً أَسْمَى لِلخَلِيْقَة ، لَكِنّي فِي ذَرْوَةِ الرّجُوعِ أَتَجَلّى طِفْلاً يَعْبُدُ شِفَتَيْن خَمْرِيَتَيْن ، يَتَأَمْلُ فِي كُهُوفٍ جَبَلِيّةٍ نَشْوَة تَرَانِيْمَ صُوْفِيّة ، قَبْلُكِ لَمْ أَعْشَقْ وَلَمْ أُعْشَقْ بَلْ كُنْتُ دَائِمَ الْبَحْثِ فِي فَيْضِ الْحَقِيْقَة ، أَضَعْتُ أَدْوَارَ بَعْثِي ، فِي اسْتِدْلالٍ رُوحِيٍّ عَنْكِ حَتَى وَجَدْتُكِ بَحْرَاً مِنْ فَرَحٍ ، فَأَعِيدِيني طِفْلاً يَعْشَقُ يَلْهُو فِي نُوْرِ حَبِيْبَتِهِ الأَزَليّةِ ، عِشْقُهُ لَهِيْبٌ لِثُلُوْجٍ قُطْبِيّة ، وأَشْوَاقُهُ أَعَاصِيْرُ تَجْتَاحُ الْكُرَة الأَرْضِيّة !!
يَتَأَلَقُ إدْرَاكِي .. كَيْنُونَةَ تَجَلٍّ .. يَتّحِدُ الْقُطْبَان تَنْعَدِمُ الثُّنَائِيّة.. أَنا/ أَنْتِ الْحَقُ الْمُسْتَتر أَشْكَالٌ زَائِلَةٌ لِوَعيٍّ فَوْرِيٍّ لِلأَحَادِيّة ..تَنْعَدِمُ الْمَسَافَاتُ تَتَشَابَكُ الأَبْعَادُ الْهَنْدَسِيّةِ ، وَيَبْقَى صَمْتِي أَحْزَانَاً قَدِيْمَةً فِي هَيَاكِلَ جَسَدِيّةٍ تُسَافِرُ صَاعِدَةً فِي مِرَاكِبَ الشّمسِ الأَبَدِيّة ..
لَمْ يَعُدْ شَيءٌ مُحَرّمٌ / مُحَلّلٌ !! فِي مِحْرَابِكِ تَتسَاوَى كُلُّ الثُّنَائِيات ، وَتَنْتَهي رِحْلَةُ الْبَحْثِ عَنْ الذّات .. كُؤوسُ الْعِشْقِ الأَبَديّ تُسْكَبُ قَرَابينَ عَلى أَعْتَابِ مَعَابِدِ الشَّمسِ فِي صُورةِ الإبْدَاعِ الْهُيُوليّة ، وَنُهُوض خُيُوطِها الذّهَبِيّةِ مِنْ طَيّاتِ فَجْرٍ يَنْفُضُ الظّلامَ فِي رَوْعَةِ اسْتَقْبَالِ مَوَاكِب الْعِشْقِ الأَبَديّةِ فِي طُقُوسٍ لا تَنْتَهي مِن عِنَاقِ الأَجْزَاء الْعَائِدةِ قَوافِلَ مِنْ مَجَاهِلَ الْغُرْبَةِ إلى وِحْدَةِ الذّات .. مَا أَجْمَلَ الْعِنَاق والتّوَحّد فِي رَحِيْقِ جَمَالِكِ الأَزَلي الْمنْسَاب بَيْنَ قَطَراتِ نَدَى الْبِزُوغِ فِي صَدْرِ الْخَليقَةِ لَوْحَة إبْدَاعية مِنْ نَسْجِ رُوحَين ، هُمَا رُوح تَفَرّقَتْ تَشَتّت تَجَمّعَتْ مِنْ جَدِيْد فِي جَلْسَةٍ شَرْقِيّةٍ فَوْقَ مُسْتَنْقَعَاتِ الْمِلح ، فِي إشْعَاعِ زَهْرَةِ لُوتُس مُقَدّسَة يَتَعَبّدها لامَاتُ التّبِت فِي أَدْيَرَتِهم تَحْتَ سُفُوحِ الْهَمَالايا ، انصَهَرَتْ حَجَرَاً كَرِيْماً يُضِيءُ( شمبالا ) فِي ضَرْوَةِ الإبْدَاع ..
هَلْ تَذْكُرِين زَمَنَاً وَلَّىَ فِي غَسَقِ الْوُجُوْدِ فِي فَجْرِ الإبْدَاعِ ، عِنْدَمَا لَمْ نَكُنْ سِوى فَرَاشَاتٍ تُعَانِقُ بَواسِقَ السّحَابِ وتَأَبَى الإيَاب ، تَنْصَهِرُ فِي طُقُوْسِ سِحْرٍ نُوْرَانِيّةٍ تَعْتَلي حَدَائِقَ بَابل تُنَادي (عشتار) مِنْ بَيْنَ الجّدَاول ..
حَوّاءُ هَلْ تَذْكُرين زَمَنَ الأفُولِ .. عِنْدَمَا سَقَطْنَا فِي ثُنَائِيّةِ الأَشْيَاء جَسَداً وَرُوحَاً ، مُحَلّلاً / مُحَرّمَاً ،أَرْهَقَنَا التّذَبْذبُ أَرْهَقَتْنَا الْغُرْبَةُ .. أَعُودُ إليْكِ لأَتَوْحَد فِي أَنْوَارِ الْبَعْثِ الْجَديد .. أَنْصَهِرُ أَذُوب .. رُوحٌ وَاحِدةٌ عِشْقٌ وَاحِد .. تَنْعَدِمُ الأَشْيَاءُ وَيَبْقَى نُوْرُ الشّمسِ الأَزَليّةِ يَسْطَعُ فِي مَعَابِدَ الْبزُوغ.. فِي زَمَنِ الْغُرْبَةِ الْكَئيب .. فِي غَسَقِ الْوُجُود ...
آهٍ (نفرتيتي) أَخْنَاتُون تَعَبّدَكِ عِشْقاً أَزَليّاً ، عَقِيْدَةَ تَوْحِيد ، أَسْمَى صُوْفِيّةِ تَقَشُفٍّ فِي رِحْلةِ الْعِبُور .. فَيْضَاً مِنْ نُوُر..
مِنْ أَجْلِ حُبّكِ فِي كَوْثَرِ جُنُونكِ وَنُوْركِ فِي نَارِ أَتّونكِ الْخَالدْ ..!!
تَنْزَلقُ قَطْرَتَانِ مِن النّدَى فِي بَحْرِ سِنيّ رَقْرَاق ، تَتّحدُ مَعْ ذَلِكَ الْمُحِيْط.. فَيَطِيْرُ النّوْرَسُ بَعِيْداً بَعِيْدا ..يُحَلّقُ عَالِياً عًاليا .. يَفْقِدُ نَفْسَهُ فَي فَضَاءٍ رَحِيْب .. ضَائِعَاً صَامِتاً قَطْرَةً فِي مُحِيْط !!
#علم_الدين_بدرية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اعتذار
-
خُطْبَةُ وَدَاع
-
زَمَنُ الْعَذَاب
-
زَمَنُ الْعَذّاب
-
ذَاتٌ مُغْتَرِبَةٌ
-
سَكَراتُ الْمُوْت
المزيد.....
-
مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم
...
-
تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
-
فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى
...
-
بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين
...
-
ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
-
فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
-
أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب
...
-
-يونيسكو-ضيفة شرف المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط
-
-ليالي الفيلم السعودي-في دورتها الثانية تنطلق من المغرب وتتو
...
-
أصداء حرب إسرائيل على غزة في الشعرين الفارسي والأفغاني
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|