أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - حزب الله على خُطىَ حماس في الإثم والعدوان















المزيد.....

حزب الله على خُطىَ حماس في الإثم والعدوان


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 2278 - 2008 / 5 / 11 - 11:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يفاجأ العالم على قيام حزب الله بجريمة احتلاله لبيروت واختطافه الأهالي العزل رهينة لمسلحيه الملثمين كإرهابيي القاعدة. فقد بدأ حسن نصر الله، زعيم الحزب، بتصعيد الأزمة منذ توريطه لبنان في حربه غير المحسوبة مع إسرائيل في تموز/يوليو 2006 ، والتي كلفت الشعب اللبناني الآلاف من القتلى والجرحى وخسائر مادية قُدِّرَت بنحو 15 مليار دولار. ولكن رغم كل هذه الخسائر والأضرار الفادحة التي ألحقها بالشعب اللبناني، اعتبرها زعيم الحزب ومن يدفعه إلى هذا المصير، بأنها كانت نصراً إلهياً على إسرائيل، عجزت الحكومات العربية وجيوشها النظامية تحقيقه خلال ستين عاماً!!!

وقبَيْل حربه الأخيرة على الشعب اللبناني بأيام، قام حزب الله بنصب شبكة الاتصالات اللاسلكية والكاميرات التجسسية على المطار وأنحاء مختلفة من ضواحي بيروت ولبنان، وبذلك أثبت أنه حقاً دولة داخل دولة. ولما اكتشفت الأجهزة الأمنية الحكومية هذه الشبكة وقامت بتعطيلها، احتج قادة الحزب على قرار الحكومة الشرعية المنتخبة، واعتبروه بمثابة إعلان حرب عليهم. وكانت هذه خطوة تمهيدية وذريعة لقيام مليشيات الحزب باحتلال بيروت والعبث بأمن وسلامة الشعب اللبناني وجلب شبح الحرب الأهلية الرهيبة إلى أذهان اللبنانيين.

إن احتلال حزب الله لبيروت هو محاولة إنقلابية مسلحة ضد الحكومة الشرعية المنتخبة، والسيطرة على مؤسسات الدولة ومكاتب قادة 14 آذار، والعبث بمحتوياتها وتنزيل صور قادتها، ورفع صور بشار الأسد والخميني والخامنئي ونصر الله مكانها، هو نسخة طبق الأصل لما قامت به منظمة "حماس" بانقلاب مسلح في قطاع غزة قبل عامين ضد إدارة الرئيس الفلسطيني المنتخب السيد محمود عباس، ومنظمة فتح، وقتل عدد من رجالها والعبث بمكاتبها، وإهانة الرئيس الراحل ياسر عرفات، رمز نضال الشعب الفلسطيني، والرئيس الحالي محمود عباس، بسحق صورهما بالأحذية وأمام الكاميرات التلفزيونية دون أدنى خجل. وفي وقتها، قالت "حماس" بتبجح، أنها قامت بتحرير غزة مرتين، مرة من الاحتلال الإسرائيلي عندما أرغمت إسرائيل على الانسحاب منها، والمرة الثانية تحريرها من "عملاء" إسرائيل، أي منظمة فتح وحكومة الرئيس عباس!! والعالم يعرف، كم عانى الشعب الفلسطيني في غزة من هذا "النصر الإلهي" الذي حققته حماس. فعلى سبيل المثال، وكما صرح الرئيس محمود عباس قبل شهر، أن اختطاف حماس لجندي إسرائيلي واحد (شاليط) عام 2006، كلَّف الشعب الفلسطيني لحد الآن أكثر من ألف قتيل. هذا هو النصر الهي الذي تبجح به قادة حماس. في الحقيقة انه هزيمة ماحقة لحماس وأيديولوجيتها التدميرية.

من المؤكد أنه، لا حماس ولا حزب الله، كانا ليقومان بهذين الإحتلالين ضد شعبيهما لولا صدور أوامر إليهما من أسيادهما في إيران وسوريا. فمن المعروف أن حزب الله تأسس بدعم إيراني، وهو امتداد للثورة الإسلامية الإيرانية في لبنان حسب تصريحات قادة إيرانيين وزعماء الحزب نفسه. أما منظمة (حماس) الإسلامية، فهناك أنباء تفيد أن إسرائيل ساعدت على تأسيسها وبدعم من بعض الحكومات العربية في أواخر عام 1987 لمنافسة منظمة فتح وإضعافها، وأخيراً تم شراؤها من قبل إيران وسوريا بالمال. وكلا التنظيمين، حزب الله وحماس، يسيران في فلك إيران وسوريا لخدمة أغراض الدولتين على حساب مصالح الشعبين، اللبناني والفلسطيني.

وقد يحتار العقل في تفسير ظاهرة قيام هذين التنظيمين بهذه الأحداث السوريالية الغريبة، بتدمير بلديهما وشعبيهمت خدمة لأجندات أجنبية، إيرانية وسورية. فلو نظرنا ملياً إلى "انتصارات" حماس في غزة، لرأيناها هزائم حقيقية لها، وكوارث على الشعب الفلسطيني. فحماس هي الآن في ورطة قاتلة من العزلة الخانقة لم تعرف كيف تخرج منها، إضافة إلى ما سببته من آلام ومعانات لا تقدر للشعب الفلسطيني في القطاع. والملاحظ أن حماس لم تقم بهذه الأعمال التدميرية بحجة المقاومة إلا في المناسبات التي يقوم فيها المجتمع الدولي بإجراءات عملية جادة لحل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، وإقامة الدول الفلسطينية لإنهاء محنة الشعب الفلسطيني.

وكذلك حزب الله الذي يدعي أنه يدافع عن مصلحة شيعة لبنان، فبدلاً من الاستفادة من الديمقراطية التوافقية المتاحة في لبنان لتحقيق مصالح الطائفة التي يدعي الحزب تمثيلها، سخَّر الحزب كل طاقاته، وبذريعة مقاومة إسرائيل، إلى العبث بأمن البلاد، وشل الحكومة اللبنانية المنتخبة وتهديد الشعب اللبناني بحرب أهلية جديدة. وبذلك فقد ألحق الحزب أشد الأضرار بمصلحة شيعة لبنان وشوه سمعتهم وجعلهم خدماً يأتمرون بأوامر إيران ضد مصلحتهم ومصلحة شعبهم. وهذا بالضبط ما تقوم به "مليشيات جيش المهدي" بقيادة مقتدى الصدر، التي أسستها حكومة الملالي الإيرانية في العراق على غرار حزب الله في لبنان.

إن ما يجري في لبنان وغزة والعراق على أيدي عملاء إيران وسوريا، يؤكد ما قلناه مراراً وتكراراً، أن المنطقة سوف لن ترى الأمن والاستقرار طالما بقي تحالف النظامين الإيراني والسوري في الوجود. إن حزب الله وجيش المهدي ألحقا أشد الأضرار بسمعة ومصلحة أبناء طائفتهم (الشيعة) في المنطقة. فقد أعطيا صورة مشوهة ومسيئة عن الشيعة للعالم، بأن الشيعة يطالبون بالعدالة طالما كانوا مظلومين ومضطهدين من قبل أنظمة جائرة مثل نظام صدام حسين. ولكن ما أن يزول عنهم الظلم، وبدلاً من المساهمة الإيجابية في تكريس حكم العدالة والديمقراطية في بلادهم، نراهم يتحولون من مظلومين إلى جلادين والعمل ضد مصلحة شعبهم وطائفتهم. هذا هو الانطباع الذي أعطاه مقتدى الصدر وحسن نصر الله عن الشيعة.

إن جيش المهدي في العراق يواجه الآن نهايته المحتومة. فمنذ بدء علمية "صولة الفرسان" في الشهر الماضي في البصرة، قُتِلَ أكثر من ألفين من مسلحيه، وزعميه هارب عند أسياده في مدينة (قم) الإيرانية بحجة الدراسة. وكذلك حماس في احتلاله لغزة فقد انتصر على نفسه وهو في وضع لا يحسد عليه. أما حزب الله، فمنذ انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان عام 2000، وبدلاً من أن يستفيد من هذا النصر ويكرسه لخدمة أبناء طائفته والشعب اللبناني، أصيب بالغرور، واعتقد أنه بإمكانه إقامة دولة إسلامية شيعية في لبنان وفق أيديولوجية "ولاية الفقيه" الإيرانية على الشعب اللبناني المتعدد الأديان والطوائف.

خلاصة القول، تقول الحكمة، "رب ضارة نافعة". إن ما قام به حزب الله من جريمة احتلال بيروت هو مأزق مميت سقط فيه، وبدء هزيمة منكرة له ولأسياده من قادة الفاشية الدينية في إيران والفاشية القومية في سوريا. إن محور إيران-سوريا-جيش المهدي، حزب الله- حماس، هو سبب القلاقل والاضطرابات في دول المنطقة، ولا يمكن تحقيق السلام والأمن والاستقرار فيها إلا بتدمير هذا المحور، محور الشر، لأن قادته أصيبوا بالغرور، لذلك يحثون الخطى نحو نهايتهم المحتومة. فالنصر النهائي لا بد وأن يكون للشعوب وليس للزعران والبلطجية، ولأن في نهاية المطاف لا يصح إلا الصحيح.




#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور الانفجار السكاني في حروب الإبادة (2-2)
- دور الانفجار السكاني في حروب الإبادة (1-2)
- هل حقاً فشل المالكي في حربه على المليشيات؟
- صعود وسقوط جيش المهدي
- التيار الصدري يعيد لعبة عمرو بن العاص برفع المصاحف
- عملية -صولة الفرسان- اختبار للمالكي والجيش العراقي
- في الذكرى الخامسة للحرب على الفاشية في العراق
- مقتل المطران رحو شهادة أخرى على خسة -المقاومة- ومؤيديها
- الدفاع عن وفاء سلطان هو دفاع عن حرية التعبير
- من المسؤول عن التوغل التركي في العراق؟
- العراق والانتخابات الأمريكية.. حوار مع الدكتور كاظم حبيب
- حتى الزهور محاربة في السعودية
- لو نجح أوباما؟
- دور قانون رقم 80 في اغتيال ثورة 14 تموز العراقية
- من هم المجانين في تفجيرات الأسواق الشعبية؟
- دعوة لحل محنة الأرامل والمطلقات في العراق
- السبب -الحقيقي- لاحتلال العراق!!
- حول قرار البرلمان الأوربي وحقوق الإنسان في مصر
- التطبير ممارسة وثنية ضارة يجب منعها
- هوس العرب بالسيف


المزيد.....




- يوم -الجمعة 13-.. أضاعت ماسة خاتم خطوبتها في المطار ووجدتها ...
- بوتين يقول -أعتقد أن أوكرانيا كلها ملكنا- وكييف تتهمه بـ-ازد ...
- تفاصيل الاتفاق السوري التركي بشأن شمال حلب
- شاهد.. استقبال حاشد للنيجيري صادق بعد عودته إلى بلاده لقضاء ...
- 26 شهيدا بنيران الاحتلال في غزة والمعاناة الإنسانية تتفاقم
- الأمن السوري يعتقل وسيم الأسد في كمين
- سقطت الصخور فوق رؤوس المتنزهين.. فيديو يظهر لحظة انهيار جبلي ...
- انطلاق أسبوع الموضة الرجالي في ميلانو.. وهذه أبرز التوقعات
- تحليل جملة قالها ترامب عن سد النهضة وتأثيره على نهر النيل يش ...
- الأسد والشمس في واجهة حملة إسرائيل الرقمية ضد إيران


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - حزب الله على خُطىَ حماس في الإثم والعدوان