ما علاقة الحزب الشيوعي العراقي بعيد العمال ؟

علي النجار

الحوار المتمدن-العدد: 2276 - 2008 / 5 / 9 - 11:09
المحور: كتابات ساخرة
    

على صوت الطبل خفّن يارجليّة ، هكذا كان حال اعضاء الحزب الشيوعي العراقي المشاركين في الاحتفال بعيد العمال العالمي في ساحة الفردوس ببغداد . فلقد تذكر الرفاق اخيرا العامل العراقي في يوم عيده ، وعليه فأن الحاضرين لم يقصروا باظهار معالم الفرحة المفتعلة ولم يألوا جهدا في الرقص ورفع اللافتات الحمراء التي اكدت جل شعارتها على تمجيد الحزب الشيوعي مع ذكر بسيط وهامشي للعمال ودورهم . ومضت ساعات الاحتفال هكذا التي اكاد اجزم بأنها خلت من مشاركة اي عامل عراقي وانها اقتصرت بالحضور على اعضاء الحزب ، لذلك فأنها كانت فرصة دعائية لاتفوت للحزب خاصة مع تواجد وسائل الاعلام في مكان الاحتفال . وهنا وبعد مشاهدة هذه الابتهاجات المفتعلة والزائفة يحق لنا السؤال عن علاقة هذا الحزب بقضية العمال العراقيين ، اين هم من سياسته المتبعة الان ، اين هم من بيانته او نشاطاته ، ماالذي يعرفه الحزب عن معاناة العمال العراقيين ، وما الذي يعرفوه هم عن هذا الحزب ، ولماذا تتجنب ادبيات الحزب ذكر الطبقة العاملة ومحنتها اللهم الا بشكل سطحي وروتيني باهت وفارغ ، فما هي اذا علاقة هذا الحزب الشبحي بقضية العمال المستفحلة والمعقدة . ان محنة العمال العراقيين هي اكبر بكثير من الحزب الوهمي القابع بمقراته الفارغة وان الفجوة لكبيرة حقا بين طبقة تعيش اجواء عاصفة وبين حزب يسير جانب الحائط خوفا من كنّس الاخرين له ، بين طبقة تتعلم كل يوم درسا وتتبلور مفاهيمها بالدماء ، وبين حزب كل طموحه ان يبقي كرسيّ البرلمان دافئيين له ، بين طبقة تبحث عن من يأخذ بيدها بأخلاص ووعي استثنائي وبين حزب يرى في ارضاء الولايات المتحدة واذنابها من طالباني وبارزاني وعلاوي وسيستاني هدفا استراتيجيا يعلو عن اي اهداف اخرى ، وبعد ذلك الا يحق لنا السؤال عن علاقة هذا الحزب بعيد العمال العالمي ؟

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل