علي النجار
الحوار المتمدن-العدد: 2264 - 2008 / 4 / 27 - 05:03
المحور:
كتابات ساخرة
اثناء احداث البصرة ، وفي خضم المعارك الدائرة ، ظهر احد نواب التيار الصدري خلال مقابلة تلفزيونية ، معترضا على العمليات العسكرية التي قامت بها الحكومة ضد اتباع التيار ، ومتسائلا عن اسباب استهداف الصدريين دون غيرهم لاسيما وان بقية الكتل السياسية ضالعة بارتكاب جرائم مختلفة ، مشيرا الى امتلاك الحكومة والتيار الصدري وثائق تثبت قيام هذه الكتل ( حدد اسماءها اثناء المقابلة ) بارتكابها لتلك الجرائم . وعند التمعن قليلا في هذا الكلام ، يتبادر للذهن اسئلة عديدة عن طبيعة ونوع هذه القوى السياسية التي تدير الان دفة البلاد ، وكيف يمكن حسبما تزعم توفير الامن والطمأنينة للمواطن وهي تمارس الجريمة بهذه الطرق . وكيف للناس ان يثقوا بدولتهم وهي عبارة عن مكونات لصناعة الخراب والموت . وماهذا المستوى الخطير الذي تدنى له الخطاب السياسي في توجيه التهم المرعبة ، علانية من على شاشات التلفزيون . كيف يبنى العراق اذن ، وبأي سواعد ، ومن الذي يأخذ بيده لطريق النجاة ، وكيف يمكن ان يتعافى ، ومن يتحمل مسؤولية الذي يحصل ، ومن يوقف ضجيج الشعارات المنمقة والبراقة الذي تطلقه في الافاق احزاب وحركات لاتجيد سوى تصفية الاخر والاستحواذ على الغنيمة ، اسئتلتي هذه وغيرها تطرحها المرحلة التي يعيشها العراق الان والتي لا اعتقد بأن اي دولة اوشعب اخر قد عاشها سابقا ، والتي اظن بانها ستصبح مادة فريدة من نوعها لدارسي التاريخ والسياسة ، مرحلة تتخلط فيها المفاهيم وتقف نظريات الفكر الانساني عاجزة عن ايجاد الحل ، مرحلة قوانينها الفوضى المترامية وسفك الدماء والفساد الحر ، مرحلة قد يصبح فيها الجرم هو عدم ارتكاب الجريمة وليس ارتكابها .
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟