ياوزارة التجارة لاتتركونا لرحمة السوق السوداء

ابراهيم زيدان

الحوار المتمدن-العدد: 2275 - 2008 / 5 / 8 - 10:15
المحور: الادارة و الاقتصاد
    

يثير تصريح السيد وزير التخطيط والتعاون الأنمائي علي بابان الذي يشير فيه الى ان النية تتجه لترشيد البطاقة التموينية في العام المقبل وهذا يعني ان سلة غذاء المواطن مهددة امنياً بمعنى ان الأمن الغذائي الذي وفرته البطاقة التموينية على الرغم من التعثر الذي تشهده بين حين وآخر في توفير المواد هو صمام الأمان والأمن الذي سيهدد في حال ترشيدها وربما الغاؤها بكارثة حقيقية ،فالأمن الغذائي اهم بكثير ان لم يقف في اولويات الأمن الواجب تحقيقه من قبل الدولة لكل مواطن .
اذن لابد من تحقيق بيئة امنية غذائية سليمة قبل الشروع بهذا الأجراء فالقرار المناسب يحتاج الى زمن مناسب وادوات تنفيذ مناسبة كما يقولون، فمن غير المعقول فتح جبهة جديدة تكون وبالاً على المواطن والدولة معاً وتهدد المجتمع وتضعه على شفير هاوية انسانية، فالغذاء اولاً وقبل كل شيء ومن لايجد القوت لعياله سيضطر لا سمح الله الى سلوك طريق شاذ ..
ولا ادري ان كانت وزارة التجارة قد اعدت العدة الكاملة لاجراء مثل هذا والذي ينتظره تجار السوق السوداء بفارغ الصبر، فلم يبق شيء في العراق الاّ ودخل مضمار السوق السوداء والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه؟
فان كانت الأرضية غير مهيئة في الوقت الحاضر فعلى وزارة التجارة ان تتريث في قرارها الذي ينفيه السيد وزير التجارة بين حين وآخر واصفاً اياه بالشائعة ونتمنى ان يكون ما صدر عن وزير التخطيط والتعاون الأنمائي هو الآخر شائعة فمثل هذه الخطوة ستكون عاملاً هداماً للأمن الذي بدأ المواطن يلمسه في بغداد على ايدي القوات الأمنية من عناصر الجيش والشرطة الوطنية ..
ان ( سلة الغذاء ) هي الحلقة الأخطر في البناء المهدد من قبل الجماعات المسلحة سواء منها التكفيرية او تلك التي ترفض الواقع العراقي الجديد بنظامه السياسي ..
وختاماً اتمنى على وزارة التجارة ان لا تترك ابناء الشعب العراقي لرحمة السوق السوداء التي ستضطر الاكثرية الى اشهار سيفها فتلعن الديمقراطية التي لم تجن منها سوى المزيد من الخراب والدمار ..
ان ترشيد البطاقة التموينية هو القنبلة الموقوتة التي ستنفجر على الجميع وحينها سيندم اصحاب القرار عندما يكتشفون انهم دفعوا ابناء شعبهم الى الأنتحار الجماعي ..
فيا وزارة التجارة لابد من وقت مناسب لقرار مناسب .

#ابراهيم_زيدان (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات