أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زياد ماجد - قراءة في واقع الفلسطينيين بعد انتهاء المرحلة الثانية من عمر نضالهم الوطني














المزيد.....

قراءة في واقع الفلسطينيين بعد انتهاء المرحلة الثانية من عمر نضالهم الوطني


زياد ماجد

الحوار المتمدن-العدد: 131 - 2002 / 5 / 15 - 20:42
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



انتهت منذ أسابيع مرحلة هي الثانية في عمر النضال الوطني الفلسطيني بعد النكبة.
المرحلة الأولى كانت العمل من خارج فلسطين لتحريرها، وتحديداً من الأردن، حيث قُمع هذا العمل، ثم من لبنان حيث كانت نهايته مع خروج المقاومة من بيروت صيف العام 2891.
والمرحلة الثانية كانت النضال من داخل فلسطين للانطلاق في مسيرة التحرير، وقد شهدت انتفاضتين، الأولى ساهمت في استعادة جزء من الأرض وإقامة سلطة وطنية فوقها، والثانية انتهت بإقرار دولي بالحق في الدولة المستقلة برغم تهشيم السلطة الوطنية وتصفية أو اعتقال الكثير من كوادر المنظمات المقربة إليها أو المستقلة عنها.
ولا يعني انتهاء المرحلة الثانية الوصول الى حائط مسدود أمام تطوّر المقاومة الفلسطينية واستمرار نضالها، لكنه يعني انتهاء أسلوب في العمل بدأ منذ عودة الرئيس ياسر عرفات الى جزء من أرضه وتثبيت القدم الفلسطينية فيها والتفاوض ((المرتبك)) مع إسرائيل على توسيع رقعتها (من دون التخلّي الكامل عن استراتيجية العمل المسلح).
وقد كان لما بات يُعرف باسم ((انتفاضة الأقصى)) فضل كبير في تحسين الوضع التفاوضي الفلسطيني في الأشهر الأولى، أي في فترة ما بين كامب ديفيد وطابا. كما كان له الفضل في إعادة وهج القضية الفلسطينية الى العالم أجمع، بحيث احتشدت في ظلها قوى اليسار ومنظمات حقوق الإنسان وأكثر الحركات الاجتماعية والنقابات والمنظمات النسائية.
لكن افتقاد السلطة الوطنية والفلسطينيين المنخرطين في هذه الانتفاضة، المتنوعي المواقع والمشارب والخبرات والأعمار والمصالح، استراتيجيةً سياسية موحَّدة توظَّف الطاقات المختلفة في خدمتها، تحوّل مع مرور الوقت الى إضعاف لها وابتعاد عن شعبيّتها نحو عسكرة غير ناضجة لم تكن في موقع الصواب السياسي، وصولاً الى تسببها بتسابق على تنفيذ العمليات الانتحارية وتسجيل أشرطة الفيديو والوصايا.
ويبدو أن هذا التسابق تفاعل سلبياً على عدة مستويات، منها:
مستوى تعميق التناقضات الفلسطينية بين دعاة الدولة على الأراضي المحتلة عام 1967 ودعاة ((طرد اليهود)) وتحرير كامل فلسطين التاريخية، وما الى ذلك من تداعيات على صعيد العلاقة بالعالم الخارجي وبأنصار القضية الفلسطينية في ((المجتمع المدني العالمي)).
مستوى تعزيز ثقافة انتحارية فلسطينية، تطلب الموت لنفسها (ولغيرها) وكأنه غاية في ذاته، مجرِّدة الموتى وذويهم من إنسانية الحزن والخوف والقلق والحلم بالمستقبل والرغبة بالحياة.
مستوى الإسهام في تقوية ثقافة انفعالية (موجودة أصلاً) في العالم العربي، ليست في مصلحة الفلسطينيين، تنقلها الفضائيات وتخوض فيها مبالغةً وإسقاطاً لأحكام قيمية جامدة على الشعب الفلسطيني (والشارع العربي)، وكأنه (كأنهما) كتلة موحَّدة متراصة من البطولة وطلب الثأر، لا تناقضات اجتماعية وسياسية وأخلاقية فيه (فيهما).
وإذا أضيف الى ذلك، التواطؤ الضمني لأكثر أهل الأنظمة العربية ضد الانتفاضة وفعالياتها وغيظهم من استمرارها وتحولها الى بند على جدول أعمالهم الخارجي والداخلي، يتبين أن حصاراً ثقافياً وسياسياً ((داخلياً)) فرض نفسه على الفلسطينيين، وازداد ضراوة بين 11 أيلول 2001 و29 آذار 2002، حين قيام الجيش الإسرائيلي بعدوانه الواسع الأخير.

لا بد لنا اليوم، إذاً، من البحث في المرحلة الثالثة والقادمة من عمر النضال الفلسطيني على أساس الاستفادة من تجربة السنوات والأشهر الأخيرة، والبحث في ما إذا كان الاتفاق على برنامج عمل وطني فلسطيني موحد هو أولى المهام الواجب القيام بها.
برنامج مبني على أساس الكفاح في سبيل تطبيق قرارات الأمم المتحدة 194 و242 و338 و1397، بالترافق مع عمليات المقاومة العسكرية عند الضرورة ضد الجنود والمستوطنين الإسرائيليين داخل أراضي الدولة الفلسطينية (القادمة) المحتلة حصراً، وليس خارجها.
برنامج عمل يشكل تأكيداً لكون النضال الفلسطيني نضال تحرر وطني ضد احتلال واستعمار ينبغي أن يحتل المرتبة العالمية التي احتلها النضال ضد التمييز العنصري في جنوب أفريقيا من جهة، ويعزز التناقض داخل المجتمع الإسرائيلي لجهة تقوية موقع المئة ألف الذين تظاهروا في تل أبيب منذ أيام مطالبين بخروج الاسرائيليين جنوداً ومستوطنين من الضفة والقطاع من جهة ثانية.
الصعوبات دون هكذا برنامج كبيرة حتماً. وهي في كل الأحوال لن تكون ممكنة من دون جهد فلسطيني توحيدي استثنائي، بعيداً عن صراعات المحاور والأحلاف الآخذة بالتكاثر والتناسل فوق أنقاض رام الله وجنين ونابلس، وفوق أسطح ومآذن غزة ورفح...

©2002 جريدة السفير



#زياد_ماجد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقاء تنسيقي لممثلي الحركات الاجتماعية والنقابية والثقافية
- عمال محليون على أقصى اليمين؟ عمال أجانب على أقصى اليسار؟
- بورتو أليغري الثانية: تحالف عالمي بين مواطنين وتجارب
- منتدى الفقراء)) يختتم أعماله بخلاصات: عولمة العدالة والنضال ...
- المنتدى الاجتماعي يدعو الدول الفقيرة إلى التمنع عن تسديد الد ...
- منتدى بورتو أليغري اليوم لبناء عالم آخر


المزيد.....




- بايدن يؤكد لنتنياهو -موقفه الواضح- بشأن اجتياح رفح المحتمل
- جهود عربية لوقف حرب إسرائيل على غزة
- -عشر دقائق فقط، لو تأخرت لما تمكنت من إخباركم قصتي اليوم- مر ...
- شاهد.. سيارة طائرة تنفذ أول رحلة ركاب لها
- -حماس-: لم نصدر أي تصريح لا باسمنا ولا منسوبٍ لمصادر في الحر ...
- متحف -مرآب المهام الخاصة- يعرض سيارات قادة روسيا في مختلف مر ...
- البيت الأبيض: رصيف غزة العائم سيكون جاهزا خلال 3 أسابيع
- مباحثات قطرية أميركية بشأن إنهاء حرب غزة وتعزيز استقرار أفغا ...
- قصف إسرائيلي يدمر منزلا شرقي رفح ويحيله إلى كومة ركام
- -قناع بلون السماء- للروائي الفلسطيني السجين باسم خندقجي تفوز ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زياد ماجد - قراءة في واقع الفلسطينيين بعد انتهاء المرحلة الثانية من عمر نضالهم الوطني