منتدى بورتو أليغري اليوم لبناء عالم آخر

زياد ماجد

الحوار المتمدن-العدد: 51 - 2002 / 1 / 31 - 09:18
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

ليس بعيداً عن حدود الأرجنتين، حيث كان آخر انهيار مالي واقتصادي في ظل العولمة النيوليبرالية، يفتتح اليوم الخميس في مدينة بورتو أليغري البرازيلية ثاني منتدى اجتماعي يرفع شعار ((العالم الآخر الممكن))، ويتابع مسار ((المنتدى الاقتصادي العالمي)) المنعقد في الوقت نفسه في نيويورك بعد أن جرى نقله من مدينة دافوس السويسرية.
ويحتشد خمسون ألف نقابي وباحث سياسي واقتصادي وناشط في الحركات الاجتماعية والقوى البيئية والشبابية والنسائية، في بورتو أليغري بدعوة من نقابات العمال والمزارعين البرازيليين وحركة ((سان تير)) (الشغيلة الريفيين بلا أرض) ومنظمات ((أتاك)) (لاستحداث الضريبة المواطنية على المعاملات المالية) و((إيباز)) (المركز البرازيلي للدراسات الاقتصادية والاجتماعية) و((أبونغ)) (شبكة المنظمات البرازيلية غير الحكومية) و((اللجنة البرازيلية للعدالة والسلام)) و((تجمع رجال الأعمال لدعم المواطنية)) ومجلة ((لوموند ديبلوماتيك)).
خمسون ألفا يلتقون للتفكير بسبل ((التصدي الجماعي لدكتاتورية السوق التي يوجهها صندوق النقد والبنك الدوليان ومنظمة التجارة العالمية وعدد من حكومات الشمال))، هدفهم البحث في كيفية تحويل تظاهرات سياتل وواشنطن وبراغ ونيس وجنوى وبوينس ايرس من محطات احتجاج واعتراض إلى أطر هجومية تُظهر أن البدائل للسائد ممكنة ((وأن التاريخ لم ينته بعد))... وهم سيتوزعون، كما في المنتدى الاجتماعي الأول، على ورش عمل ضمن أربعة محاور: أ إنتاج الثروة وتوزيعها، ب السبيل إلى الرفاه والتنمية المتوازنة، ج المجتمع المدني والحركات الاجتماعية والحيز العام، د السلطة السياسية والأخلاقية للمجتمع الجديد.
في اختيار بورتو أليغري
لم يتم اختيار مدينة بورتو أليغري مسرحا ((للمنتدى الاجتماعي العالمي)) صدفة. فهذه المدينة البرازيلية الجنوبية المتوسطة الحجم (حوالى مليون ونصف المليون نسمة)، والعاصمة لولاية ريو غراندي دو سول (على الحدود مع الأوروغواي والأرجنتين)، تشكل نموذج حكم أشبه بحقل التجارب السياسي. فإدارة شؤونها تتم بمشاركة مباشرة من المواطنين ضمن برنامجي ((الموازنة التشاركية)) (التي يصوّت عليها السكان ويشرفون على إنفاقها) و((التربية التشاركية)) (التي يصوغ أهل الطلبة معالمها ويختارون المواضيع الواجب إدراجها في برامجها). ويحاول التحالف اليساري الحاكم في الولاية والمدينة (بقيادة حزب العمال) التأكيد أن التنمية يمكن أن تتم مع احترام البيئة، وأن الضرائب المرتفعة نسبيا (المترافقة مع استقرار وأمان اجتماعيين) لا تؤدي بالضرورة إلى هروب رؤوس الأموال وإفقار القطاعات المصرفية والتجارية. كما إن تقليص التفاوت بين الطبقات الاجتماعية وإعادة توزيع الثروة هما الأساس لاحترام حقوق الإنسان وتمتين أواصر التضامن بين الناس وبناء المواطنية.
ونتيجة لهذا الحكم وسياساته، أصبحت ولاية ريو غراندي دو سول (ومن ضمنها مدينة بورتو أليغري) الأفضل في مؤشرات التنمية البشرية في البرازيل، إن لجهة التعليم أو الطبابة أو تقلص البطالة والتشرد ومعدلات الجريمة. لذلك، كان قرار اختيارها من قبل المنظمين محاولة لدعم تجربتها ولفت أنظار العالم إليها.
القضية الفلسطينية الحاضرة
وانعقد في الأيام الثلاثة الماضية، على هامش التحضيرات لافتتاح المنتدى، لقاءان جمع أحدهما رؤساء بلديات من 100 دولة بهدف الاطلاع على تجربة العمل البلدي في بورتو أليغري، فيما جمع اللقاء الثاني قادة نقابيين تداولوا في هموم العمل النقابي وسبل تحويله إلى قوة ضغط سياسية واجتماعية فاعلة لتطوير قوانين العمل وشروطه، عوضا عن الاكتفاء بالمطالب التقليدية (وإن كانت ضرورية) الخاصة برفع مداخيل العمال وزيادة التقديمات إليهم.
والثقافية التي يحملها المشاركون فيه والدعوة للتضامن معها.
وتبرز في هذا الإطار الجهود المبذولة لتأمين موقف واضح للمشاركين في المنتدى دعما للقضية الفلسطينية وانتفاضة أهلها بوصفها حركة تحررية ونضالية ضد العنصرية والاحتلال ومظالمهما. وسيقيم المشاركون العرب وأصدقاؤهم العديد من الندوات واللقاءات لهذا الغرض...
((ثمة عالم آخر ممكن، وسوف نبنيه))؛ بهذه الكلمات، ترحب بورتو أليغري بالمشاركين ورفاقهم. وبرسائل من الأديب الأوروغوياني إدواردو غاليانو والمناضل المكسيكي ماركوس (قائد جيش زاباتا للتحرير الشعبي) وحاكم بورتو أليغري طانسو جانرو (من حزب العمال) وموسيقى البرازيل الفرِحة، يُفتتح المنتدى بعد ظهر اليوم، وتستمر أعماله خمسة أيام...

©2002 جريدة السفير

#زياد_ماجد (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل