أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حميد جحجيح - الارض الملغومة/ مرثية المواطن














المزيد.....

الارض الملغومة/ مرثية المواطن


حميد جحجيح

الحوار المتمدن-العدد: 2271 - 2008 / 5 / 4 - 10:16
المحور: المجتمع المدني
    


هناك الكثير من الأسئلة الغامضة التي لا يمكن الإجابة عليه بشكل واضح ودقيق وفيها مدى مفتوح للتأويل واحتمالات فالحياة كائن لم يتم التعرف بشكل كامل علية لحد ألان والحيرة التي تستوقفني دائما وتفتح فم أسئلتها لتستنطقني وأنا مواطن ساكن في مدينة الصدر, المدينة التي كما يسميها احد أصدقائي وهو يصف حظه العاثر حيث يقول أن الكون ( مسلط ) على العراق والعراق ( مسلط ) على مدينة الصدر والمدينة ( مسلطة ) على بيتهم فكل مصيبة تحدث في الكون تنزلق لتصل إلى بيت صديقي . نعم تلك المدينة حقا مستقر للبلاء والمصائب ويعيش الموت بين شوارعها (ودرابينها ) المخنوقة بالأطفال والأنقاض والمجاري . السؤال هل أن للأرض دور في تحديد هوية الناس ومستقبلهم وشكل حياتهم أم أن التجانس الاجتماعي والمستوى الاقتصادي والثقافي هو من يجمع الأفراد في مكان واحد, قد يكون هناك الكثير من المعطيات التي تجمع الناس في مدينة أو حي معين فالفقر والانتساب الاجتماعي وكما هو معرف أن الكثير من الناس يفضلون العيش في ألاماكن التي يسكنها أقاربهم فهم في هذا يحملون ذاكرة الريف والعشيرة معهم حتى وان انتقلوا إلى المدينة ولكن هل من الممكن أن تكون للأرض ميزة في اختيار مجموعة من الناس ,مثلا الأرض الملعونة تجذب كل المنحوسين في البلد ليستقروا فيها وكذلك الأرض المباركة تختار سكانها . اعتقد أن للأرض نصيبها أيضا في التقسيم الطبقي حالها حال كل الموجودات. والصفة التي اكتسبتها مدينة الصدر أنها مستقر للفقر والحرمان والظلم والاضطهاد والموت المبالغ فيه لقد عاشت هذة المدينة مذ إنشائها حياة بائسة وتجرعت كل أنواع الاضطهاد السياسي والثقافي والتربوي والاجتماعي من قبل السلطة و من قبل أهالي المدينة انفسهم . نعم لقد صادف أن اجتذبت هذة المدينة جل الملعونين والمنحوسين والفقراء بين طيات بيوتها النحيفة وكل هولاء هم مادة غير مكلفة لممارسة الظلم وأيضا وسيلة سهلة لتوجيه ذلك الظلم للآخرين وما تشهده المدينة اليوم بعد إحداث البصرة و المواجهات بين الحكومة من جهة و جيش المهدي من جهة أخرى هو فصل أخر من فصول الحزن والموت و الظلم المكتوب في سيرتها الذاتية . فبعد أن تم فرض الحظر على أهالي مدينة الصدر لأكثر من أسبوعين والكل يعرف أن أهالي هذة المدينة يؤمنون بنظرية العيش (اليوم بيومه) وليس لديهم ما يكفي من المدخرات المالية أو المعيشية فهم يتجنبون عبوات الفقر المزروعة على طول شوارع حياتهم بالعمل اليومي . لقد فجرت الحكومة عبوات الفقر تحت أرجل ( العمالة) والكسبه وحتى العاطلين عن العمل واستطاع قناص الحرمان من أن يسقط على ارض الجوع والعوز الكثير من أهالي تلك المدينة ولم يترك المقاتلين في المدينة مساحة ممكن أن يتجول بها الناس بعد هذا الضجر فقد زرعوا شوارعها بنسيج من العبوات المحلية الصنع أو كما يقال الحديثة الصنع وبات المواطن في مدينة الصدر ميدان لكل الانفجاريات فضربات الفقر من جهة والقنا صين والعبوات وقذاف الهاون المجهولة الهوية من جهة أخرى .أظن أن الأرض قد تآمرت على سكانها والحكومة والمجاهدين متآمرين على المواطن فلا تملك أي جهة منهم أي اعتبار للإنسانية والكائن البشري الذي يقبع تحت ضل معاركهم لا يمتلك أي حق في الحياة فهو ليس سوى ملعون أخر اختارته ارض ملعونة.



#حميد_جحجيح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اصدقاء موتى
- جند السماء
- احياء الذات
- مقابر


المزيد.....




- فرار 8 معتقلين من سجن في هايتي والشرطة تقتل 4 آخرين
- الآلاف يتظاهرون في إسرائيل للمطالبة باتفاق رهائن مع حماس
- ميقاتي ينفي تلقي لبنان -رشوة أوروبية- لإبقاء اللاجئين السوري ...
- فيديو.. سمير فرج يُشكك في عدد الأسرى الإسرائيليين: حماس تخفي ...
- برنامج الأغذية العالمي: أجزاء من غزة تعيش -مجاعة شاملة-
- مديرة برنامج الأغذية العالمي: شمال غزة يواجه بالفعل مجاعة كا ...
- -جيروزاليم بوست-: صحفيون إسرائيليون قرروا فضح نتنياهو ولعبته ...
- فعلها بحادثة مشابهة.. اعتقال مشتبه به دهس طفلة وهرب من مكان ...
- المياه ارتفعت لأسطح المنازل.. قتلى ومفقودون وآلاف النازحين ج ...
- طلاب نيويورك يواصلون تحدي السلطات ويتظاهرون رفضا لحرب غزة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حميد جحجيح - الارض الملغومة/ مرثية المواطن