أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد جحجيح - مقابر














المزيد.....

مقابر


حميد جحجيح

الحوار المتمدن-العدد: 1957 - 2007 / 6 / 25 - 07:09
المحور: الادب والفن
    



أجساد خاط لها التراب ثوب يشبه سمائنا .
توقفوا عند لقطة واحدة . لقطة حفرتهم في بعيد الذاكرة
ثلاث نساء. وطفل كان يغني لم يأتي القطار السريع
وحفنة رجال منثورين كالرماد .
ملابس أكراد. غير أن الأجساد تتمتم لغة الجنوب
والذي سيفضح الألم هو تنقيب الجسد
تضاريسه ستتكلم وتوجز العبارة بالظهور.
رجل يخرج من هذه المقبرة كل صباح
منشغلا بالعبور من ردم الطريق التي تؤسس حياة بعد ذلك
غير انه متواصل بالخروج لا يتكلم ألا لغة الصمت لا تميل نحو الألوان
وغير مهتما بصرار العجائز قرب خيمة العزاء
امرأة تسكن عند النافذة تروي قصص مفتولة بالحرمان
يشتهيها الجميع غير أن اسمها لا يكتب ألا بدم بارد .
فزاعة أ وهام وسط وادي يسمونه الحياة
كلما اقتربنا منها لا نرى شيء
أطفال تعلقهم شمس الظهرية وينو الغبار على أعينهم
يلعبون حينما يوشك الدم أن ينفجر.
رجل يبيح للجسد انتظار القيامة
يفسر المدى على انه زمن مؤجل يغرز في خاصرته سيف الإيمان
وهناك الكثير
للذين لا تذكر أسمائهم .
المغيبون عن فحوى الحياة المنشورين في كتب البوس
فلا يقراهم وحي ولا يذكرهم رسول الأمل .
فقط الجسد سيفضح آلامهم
وسيوجز هم عما قريب بقايا لقطات

اصدقاء موتى
هل تستطيع ؟
بعد أن عرفت العبث شيخ تقطر الحكمة من ردائه.
حينما لم تصدقه يوما وهو يلعب قرب مجاري البيت
وينساب بين الشوارع والدرابيين
أتصدقه ألان. وأنت شاهد على المرضى شاهد على الموتى
شاهد يحمل صورا يتدلى منها سوأل
هل يستحق الأمر كل هذا
لا أستطيع ا ن أسد كل تلك الثقوب
فالكلمات حتما ستجد هواء ترقص على أنغام
وستقرني ملعونا بالصمت
صديقا يتعرق باسم الرب
أراه ألان ممحو من فمه
لا يتذكر سوى الموتى . أخر يؤمن كل ما تحدثت عن معرفتي
هكذا اصبح ألان اكثر مني فسادا
يحفرني على شاهد بصمت المرمر
غير أن من المستحيل إن يكون نفسك أنت ذلك الضجيج
فلماذا نصدق . لماذا نقف تقراءنا آيات الحزن
وتسبح الدموع مغرقة أسمائنا الواحد تلو الأخر
ولنهمل الإجابة .
فالمتن حتما يسقطك نحو فضاء التيه
يلتهم ضوء الكلمات ويتركك شاهد بصمت المرمر
ولك أيضا أصدقاء موتى
تذكرهم لحظات تورق حينما يكون النهار
مسافة معلقة بسراب مستهلك.
تلفظ أعمارهم بعتمة ابتدعتها كي تؤجل اندثار نوافذك الطرية .
أمهاتك متشابهات السواد يوحد أغانيهن
وآبائك كآبائي ألان نهضوا يتحرشون بالشح
أنت تشبهني لحد ما .أسماء لن تقراء ألا بصمت
فلماذا تقف
تمايل وان كنت لا جدوى واوثاقك تطرزها امرأة الأبد
أو حتى اقفز كن خارج الدائرة
غادر أصدقائك الموتى
دع ذاكرة تستجدي لقطات مرة
دع الزمن يمسك منديل حزنه عليك
دع الأمهات ينشدن لحن العويل دون أن تكترث
دع الآباء يحرثهم البؤس وتنزف من أصابعهم الحياة
دع كل شي وقفز من نوافذك الطرية
بلا ذاكرة تقراء ولا شاهد يسخر منه الصمت
حميد جحجيح




#حميد_جحجيح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وفاة تيرينس ستامب -شرير- أفلام سوبرمان عن 87 عاماً
- نجوان علي: قلة الإنتاج السينمائي دفعتني الى الدراما التلفزيو ...
- الممثلة الإسرائيلية جادوت تزور ساحة المحتجزين في تل أبيب لإظ ...
- العمارة التراثية.. حلول بيئية ذكية تتحدى المناخ القاسي
- صدور -الأعمال الشعرية الكاملة- للشاعر خلف علي الخلف
- القدس تجمع الكشافين.. فعاليات دولية لتعزيز الوعي بالقدس وفلس ...
- زوار المتنزهات الأميركية يطالبون بسرد الوقائع الحقيقية لتاري ...
- استجابة لمناشدتها.. وفد حكومي يزور الفنانة المصرية نجوى فؤاد ...
- -أنقذ ابنه من الغرق ومات هو-.. تفاصيل وفاة الفنان المصري تيم ...
- حمزة شيماييف بطل العالم للفنون القتال المختلطة.. قدرات لغوية ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد جحجيح - مقابر