أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالهادي مرهون - قوى متشددة ليست مستعدة إلى حلول المساومة التاريخية















المزيد.....

قوى متشددة ليست مستعدة إلى حلول المساومة التاريخية


عبدالهادي مرهون

الحوار المتمدن-العدد: 703 - 2004 / 1 / 4 - 11:59
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


النائب الأول لرئيس مجلس النواب البحريني مرهون:
*الشهيد محمد جمعه في قلوب شعب البحرين.
*قوة القانون بدلاً من قانون القوة.
*شأننا كمن يجلس على عقارب ساعة في واشنطن وعقاربها في منطقتنا.
*اعتقال صدام مهين له ولشركائه في جرائمه.

الحديث مع النائب الأول لرئيس مجلس النواب عبدالهادي مرهون يكتسب أهميته من كونه واحدا ممن ارتأوا وبوعي الدخول في معترك الحياة البرلمانية بعد تعطيلها قرابة ربع قرن أو يزيد، في الوقت الذي شهد فيه الشارع البحريني عبر أطيافه وجمعياته السياسية المختلفة تباينات واختلافات كثيرة بشأن الدخول في التجربة.
اللقاء تطرق إلى عدد من المحاور المهمة التي هي في الصميم من الممارسة البرلمانية وطبيعتها الآن دونما رتوش أو تزو يق، في الوقت ذاته دونما التقليل من أهميتها وضرورتها كمرحلة أولى للوصول إلى الصيغة المثلى من المشاركة في بعدها غير القابل للتجزئة. هنا كان الحوار:

س: ما العوامل المطلوبة لإنجاح مشروع الإصلاح في البحرين؟
* أهم العوامل أن تستمر الإرادة الوطنية العامة في إصرارها على قطع الطريق دون العودة بنا إلى الوراء. واضح أن طريق التغييرات الديمقراطية ليس سالكا بالقدر الذي يتصوره المراقبون من الخارج أو كما نتمناه نحن في الداخل. واللوحة مختلطة للغاية. إن قوى اجتماعية متشددة في الحكم تقابلها قوى اجتماعية متشددة في المعارضة ليستا مستعدتين للوصول إلى ما يسمى بحلول المساومة التاريخية، لكنهما يسهمان بفاعلية - دون اتفاق بينهما - في مزيد من تعقيد الأوضاع ومحاولة دفعها إلى حال الأزمة. كما أن هناك قوى اجتماعية في الحكم تقابلها قوى اجتماعية في المعارضة ترغبان معا في التغلب بواقعية على معوقات استمرار العملية الإصلاحية وفي مدها بأسباب الحياة، لكن من الطبيعي أن تختلف نظرتاهما لشكل ومحتوى الإصلاحات، نظرا لاختلاف المصالح الاجتماعية للقوى التي يمثلها كل طرف. غير أن هاتين القوتين غالبا ما تتصرفان بمسئولية رفيعة إزاء المشكلات التي تواجهها البلاد وتظلان تبحثان عن حلول.
 
س: كيف تقيمون التجربة البرلمانية وإنجازاتها؟
* قبل أيام ودعت الممارسة البرلمانية عامها الأول بعد انقطاع قرابة ثلاثين عاما عن ممارسة لم تعش حتى عامين قبل أن تجرى مصادرتها في منتصف السبعينات. وإذا كانت السلطة التشريعية السابقة غير مكتملة الصلاحيات بسبب تداخلها والسلطة التنفيذية، إذ كان الوزراء بحكم مناصبهم أعضاء كاملي الحقوق في المجلس الوطني، فإن السلطة التشريعية الحالية هي الأخرى غير مكتملة الصلاحيات إذ يشاركها التشريع مجلس الشورى المعين المساوي لها في العدد وفي كثير من الصلاحيات. لكن التعقيد الأكبر هو أن السلطة التشريعية ولدت هذه المرة وهي محاصرة من قبل ذات القوتين الاجتماعيتين في الحكم والمعارضة، واللتين لا ترغبان أو لا تجيدان الوصول إلى حلول التوافق. أما القوى النيرة التي على قلتها تشكل عصب الحياة في البرلمان المنتخب لم تستطع لحد الآن اختراق الحصار الذي تفرضه الحكومة كما يجب، لكنها استطاعت، وبدرجة مقبولة، اختراق الحصار الذي حاولت فرضه القوى ذات الموقف ألعدمي من البرلمان المنتخب على كل تعقيداته. وفي حين بقي حصار بعض هذه القوى السياسية، أو قل عناصر منها، مستمرا بعناد فإن أعدادا متزايدة من الجماهير لمست بحسها العفوي أن هناك في البرلمان أناس منها وإليها. واتجهت هذه الجماهير نحو تواصل أكثر وثوقا مع النواب النشطين والجمعيات السياسية التي تشد أزر هؤلاء النواب وتمدهم بدعم قوي من الخبرات المتعددة الجوانب. وبعد أن تلمس النواب طريقهم خلال السنة الأولى من العمل البرلماني، كما تلمسوا دعم الجماهير والقوى السياسية المؤازرة ازدادوا ثقة بأهمية نضالهم في هذه الساحة، فإن العام البرلماني الجديد سيشهد طرح أمور أكثر حيوية وسخونة. وقد بدأ هذا فعلا بطرح نتائج التحقيق في المخالفات التي ارتكبت وتسببت في إحداث خسائر كبيرة في أموال صندوقي التقاعد والتأمينات الاجتماعية. لقد بات من الملح إخضاع المسئولين عن هذه المخالفات للمساءلة وإصلاح الضرر الذي لحق بأموال الشعب في هذين الصندوقين واعتماد أسس جديدة لإداراتهما في المستقبل. وستحاول الحكومة وسعها للحيلولة دون أن تطال المحاسبة أحدا. وبالتالي قد تبدو غير مكترثة بإصلاح وضع الصندوقين أيضا. و"النواب الوطنيون الديمقراطيون" وغيرهم من النواب الحريصين على معالجة هذه المشكلة حتى النهاية يتوقعون هذا الموقف من جانب الحكومة. لكنه لن يكون مفهوما أبدا ألا تنخرط جميع القوى السياسية في البلاد في شد أزرنا في قضية المال العام هذه. والنجاح في هذا المسعى لن يكون نجاحا لهؤلاء النواب فقط، بل للمجتمع بأسره في واحدة من أهم معارك تكريس مبدأ المحاسبة وصيانة أموال الشعب ومستقبل الأجيال. أما إذا حجب دعم بعض القوى عنا لكي لا نحقق نجاحات تحتسب في رصيدنا فسيكفينا فخرا أننا كشفنا الغطاء عن قضية سوف لن تموت، لكن تأجيل حلها سيعني إضاعة مزيد من الوقت وحدوث مزيد من الاستنزاف للمال العام. ونذكر إخوتنا السياسيين هؤلاء أن لا الغاية ولا الوسيلة مبررتان هنا.
هذا الحكم سينطبق أيضا على الموقف من مشروع قانون الأحزاب السياسية، وكذلك مسألة التعديلات الدستورية التي سيحتدم الجدل حولها في البرلمان قريبا. ومن دون دعم وضغط قويين من المجتمع سيصعب تثبيت هذه الحقوق ولو بصورة أولية. إننا لا نتمنى أن تقدم أية قوة على التضحية بمصالحها الطبيعية فقط مراهنة على إفشالنا نحن. ذلك إن حدث فلن يعني فشلنا بقدر ما سيعني إقداما من تلك القوى على الانتحار السياسي لا سمح الله.
وهكذا - كما ترون - نستطيع باختصار شديد تقييم الممارسة البرلمانية لحد الآن وتلاحظون أننا نتجنب تسميتها تجربة كما في سؤالكم - على أنها تسير في طريق متعرج التضاريس حاد المنعطفات، لكننا في لجة كل ذلك نسير على الطريق الصحيح ما أمكن

س: ما المطلوب كي يحدث البرلمان تأثيره في المجتمع؟
* كي يؤثر البرلمان في المجتمع أكثر يجب أن يتأثر البرلمان بالمجتمع إيجابا. بمعنى أن يتلمس حاجاته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والروحية والبيئية الحقيقية. وأن يعمل على التشريع والمحاسبة بما يلبي هذه الحاجات من دون الركض وراء المناطقية أو الفئوية أو المتاجرة بدغدغة العواطف بالنفخ في قضايا تافهة وتحميلها أكثر ما تحتمل كما حدث مع عدد من القضايا التي تمت إثارتها في السنة التشريعية المنصرمة. مطلوب أن يستعين النواب بالعقول والطاقات الكبيرة المتوافرة لدى كثير من المخلصين من أبناء هذا الشعب لتضمين كل ما يطرحونه في البرلمان مضامين إبداعية وتحويلية في حياة المجتمع نحو الأفضل. والمطلوب ألا يخشوا أو يجاملوا مسئولا أو يحابوا جاها أو فئة على حساب القضايا الوطنية العامة. وأخيرا، وليس آخرا، المطلوب التحلي بالواقعية والمرونة من دون التخلي عن المبادئ والانحدار عن الخط العام الصاعد في إطار فن الممكن.
 
س: كان الشهيد محمد جمعة أول شهيد للانتفاضة من خارج فلسطين ألا ترون أن ذلك يعكس وعيا سياسيا وحركيا متميزا في البحرين؟
* لقد احتل الشهيد محمد جمعة المكانة الكبيرة التي تليق به في ذاكرة شعب البحرين. لكنه لم تكن هناك حاجة شديدة لأن يخر محمد شهيدا لإثبات أن في البحرين حركة سياسية جماهيرية نشطة، بما في ذلك نصرة أهلنا في فلسطين وكل القضايا العادلة للشعوب. وهذه الحركة يجب أن تستمر في الارتقاء وفي امتلاك مزيد من فن العمل السياسي لتحقق في بلدها وعلى الأرض مكاسب أكبر وبخسائر أقل ما أمكن. وألا تتوانى في الوقت نفسه عن مواقف التضامن العربي والعالمي. إن ما حدث خطأ فادح ارتكبته أجهزة الأمن، كان يمكن ألا يقع. وربما نجح البعض في استدراج البعض إلى وقوع هذا الحدث المؤسف. وعلينا أن نستخلص من هذا الحدث ما يفيدنا في المستقبل. كثير من الناس مستعدون لبذل الغالي والنفيس في سبيل القضايا السامية التي يؤمنون بها. لكن على الجماهير وقواها الواعية أن تتصرف وفق الضرورة.

ٍٍس: على رغم مما حققته البحرين من إنجازات ديمقراطية من دون سجين سياسي واحد فإننا نرى أن العراك السياسي نزل إلى الشارع مع رجال الشرطة وحفظ النظام فما تفسيركم لهذه الظاهرة في ظل أجواء ديمقراطية؟
* ذلك يحدث أحيانا فعلا. لكن الصورة تختلف كلية عما كانت عليه الأمور قبل الانفراج الذي نعيشه الآن. بل أننا نرى في أحيان كثيرة أن مسيرات نضالات مطلبية أو تظاهرات جماهيرية منظمة تنظيما راقيا أو مشوبة بعدم التنظيم الكافي تنزل إلى الشارع الذي تنزل إليه قوات الشرطة أيضا من دون حدوث اشتباكات بين الطرفين. وعلينا أن نلتقط هذه الظاهرة الحضارية التي بدأت تدب في مجتمعنا، نحترمها ونطورها. الحقيقة أن الشرطة بدأت تتلقى دروسا ولو قليلة وغير منتظمة بعد في حقوق الإنسان وأهمية احترامها، كما أن ثقافة حقوق الإنسان أخذت تسري ولو ببطء في وعي المجتمع. وباستمرارنا في تغليب الإيجابيات هذه نستطيع أن نصل إلى حال تحل فيها قوة القانون بدلا من قانون القوة في العلاقة بين الدولة والمجتمع كما يحل التسامح بدلا المناصبة بين قوى المجتمع نفسه.

س: يرى المراقبون أن التجربة الديمقراطية البحرينية تتعرض لتعتيم إعلامي خارجي. ألا ترون أن قضية "عجرم" في البرلمان حظيت باهتمام وسائل الإعلام العربية أكثر من التجربة الديمقراطية في البحرين؟
* الواقع أن مملكة البحرين أصبحت جاذبة جدا لوكالات الأنباء العالمية قبل العربية. كما أن الرأي العام العالمي والعربي ينظر إلى ما يجري في البحرين "كموديل" قد تتطابق معه أو تقترب منه أو تبتعد عنه قليلا التغييرات التي قد تطرأ على الحياة السياسية في عدد من بلدان المنطقة. ومسئولية القائمين على الحكم في المملكة أولا، ثم مسئولية قواها السياسية والفاعلة الأخرى، كما هي مسئولية قوى المجتمع عامة أن نجعل من بلادنا مثالا إيجابيا يشجع دول وشعوب منطقتنا لا أن يحبطها. وهذه مسئولية تاريخية إزاء تطور الأوضاع السياسية في مجمل المنطقة. نانسي عجرم تشغل بال الكثيرين بمختلف المعاني. وربما لهذا السبب استخدمت مادة للإثارة وملهاة عن القضايا الأساسية. وهي طبعا ليست مسئولة عما حدث. بل إن الذي حدث يرى أنك تستطيع أن تستغل أجواء الانفتاح الإعلامي والتعبئة الجماهيرية والدعاية السياسية في الاتجاه الصحيح أو الخطأ. وفي هذا أيضا درس تجب الاستفادة منه.

س: كنتم صاحب مبادرة الدعوة إلى هجوم ديمقراطي عربي مضاد يسد الطريق على التدخل الخارجي في الشأن الداخلي العربي ما تفاصيل هذه المبادرة والتي أثارت اهتمام المراقبين؟
* المسألة بسيطة للغاية. فشأننا اليوم شأن جالس على عقارب ساعة تعمل آلتها في واشنطن وتدور عقاربها في منطقتنا. ونحن ندور معها حيثما دارت. لهذا طبعا إيجابيته، وهي أن المياه الراكدة الآسنة قد تحركت وبدأت تصفو، لكن الأمر إن استمر على هذا المنوال فستكون سلبياته أكبر من إيجابياته. وأهمها أننا سنبقى نتحرك ضمن الدائرة المرسومة لنا، فاقدي الإرادة، مستوردين نمط ونظام حياتنا ودورنا في العلاقات السياسية والتجارية الدولية من الولايات المتحدة الأمير كية وغيرها من دول الغرب بعد أن كنا نستورد منها البضائع والتكنولوجيا. بذلك ستتعقد لاحقا علينا إدارة شئوننا بالشكل الذي نريد. وستتعقد حياتنا في كل جوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والنفسية. كل هذه الأمور يمكن عكسها ووضعها في الاتجاه الإيجابي حين نمسك زمامها بأيدينا، ونجعل مسألة تطورنا اللاحق خاضعة لإرادتنا الوطنية ومستجيبة لحاجاتنا الخاصة في تجاوب مع مصالح علاقات دولية صحية ومتكافئة. الديمقراطية مطلب ناضلت من أجله شعوب بلداننا ودفعت من أجله الكثير من التضحيات حين لم تكن الولايات المتحدة أو الغرب نصيرا لهذه الشعوب. لذلك فهي كفكرة نبعت من حاجاتنا الخاصة للتطور. أما أن تأتي مفروضة من الخارج فذلك ما يعني أن بلداننا فوتت الكثير من الفرص التاريخية ليس بالنسبة إلى الديمقراطية السياسية فقط، بل والتنموية الاقتصادية الاجتماعية حتى أصبح العالم غير قادر على تقبلنا بوضعنا الحالي، فبات يفرض التغيير على دولنا. والدرس المستفاد في هذا الصدد هو أن على الحكام أن يستمعوا إلى صوت الحكمة المنبعث من الشعب ويستجيبوا له، فذلك أكثر جدوى من طلب رضا الخارج.

س:بعد اعتقال صدام بالصورة التي شاهدها العالم هل ترون فيما حدث سلوك الأمير كي المنتصر بقوته العظمى أم تتضمن رسالة موجهة ؟
* المشهد الذي بدا عليه صدام مذل ومهين حقا. لكنه كذلك بالنسبة إليه هو وشركاؤه في الجرائم التي ارتكبوها ضد شعبهم وأمتهم والإنسانية... مذلة لكل من رأى في هذا الإنسان قائدا فذا ونبراسا يهتدي به إما بسبب العجز الفكري أو الانتفاع الشخصي أو كليهما. فهؤلاء جميعا هم الذين صنعوا النصر الأمير كي في العراق قبل أن تصنعه أميركا. وهذا النصر لم يجد أي عائق جدي من جانب الشعب العراقي في تلك اللحظة التاريخية. ليس لأن هذا الشعب كان يرغب في الوقوع تحت نير الاحتلال الأجنبي، فحاشى لهذا الشعب الأبي الذي تعلمنا من نضالا ته الكثير أن يكون كذلك. إن أهم هدف للشعب العراقي في تلك اللحظة هو أن "يخسر" هذا النظام وهذا القائد "فخسرهما" ولله الحمد. والآن يعمل الشعب العراقي على أن يربح نفسه، وسيعبر عن ذلك بمختلف الأشكال المشروعة بحسب الظروف والإمكانات. يجب أن يساعد العالم الحر العراق الآن على استعادة سيادته وثرواته الوطنية، ويستعيد معها حاكمه ليحاكمه. ليكن صدام أول مواطن عراقي يفوز بمحاكمة عادلة حرم منها مواطني بلاده طيلة عقود. ومع أننا لا نؤيد أحكام الإعدام، إلا أن أي حكم سيلقاه صدام سيكون أهون من أحكام الموت بعد التعذيب البشع وأحكام الإبادة الشاملة التي امتهنها ضد شعبه. إن أحدا لن يسحل صدام في الشوارع كما كان يجري مع الحكام السابقين، وفي هذا وحده خطوة مهمة نحو حضارة جديدة.
أما سلوك المنتصر الأمير كي فهو لم يبدأ مع هذا الحدث. لقد بدأ يوم تبدت معالم عالم القطب الواحد المناقض لطبيعة الأشياء بعد اختفاء الاتحاد السوفياتي من مسرح الحياة الدولية. وبما أن نظام القطب الواحد مناقض لطبيعة الأشياء فعلا فسوف لن يكون قادرا على الاستمرار لأن ذلك يعوق تطور العالم. وسيخلي الطريق بالضرورة أمام توازنات وعلاقات دولية جديدة أخذت المطالبة بها في الاشتداد من قبل دول وشعوب العالم.

س: تواجه الشعوب والأنظمة العربية هذه المرة التحديات نفسها. فهل تعتقدون بان توحد الخطر يفترض أن يؤدي إلى توحد الشعوب والأنظمة في مواجهة هذه التحديات؟
* ليس مبالغة القول إنه من بين شعوب الأرض قاطبة الشعوب العربية هي التي تعاني أسوأ الظروف وتواجه أشد التحديات. إن كل مناطق العالم على تفاوت تطورها تتقدم إلى الأمام، إلا منطقتنا فهي تتفاوت بين مكان وآخر في التقهقر. ولعلك تقرأ ذلك واضحا في المؤشرات الاقتصادية الاجتماعية الأساسية وفي حال الأنظمة السياسية المستمرة في تغييب الشعوب. وهذا الكلام ليس لبث روح اليأس، بل لمواجهة الحقيقة المرة باستنهاض كل الطاقات. فلدى شعوب منطقتنا من تاريخها الزاد الغني ومن حاضرها الإمكانات المادية والبشرية الهائلة والكفيلة بهذه المواجهة مع النفس ومع الطبيعة ومع الأطماع الخارجية. إن تظافر شعوبنا العربية وتضامنها من أجل قضاياها المشتركة مطلوب طبعا، لكن ذلك لا يجب أن يغيب عنا حقيقة أن شعبا لم يظفر بحريته بعد لن يكون قادرا على مساعدة أشقائه بشكل فاعل، والعكس صحيح. لذلك فالمطلوب أولا وثانيا وثالثا تغيير الواقع السياسي الداخلي في كل بلد، وهو ما بات الظرف العالمي موات له إلى درجة بعيدة. وأعود فأقول إن ذلك لا يعفينا من ضرورة النضال وطرح البرامج العملية لتحقيق قيام التكتلات الاقتصادية السياسية ليس بأبعاد الطبيعة السياسية للأنظمة المكونة وهويتها القومية فقط، بل والجغرافية - الإقليمية عامة. وهذا ما يجب الانطلاق منه في مستقبل علاقات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مع كل من العراق واليمن وإيران. كما لا يعفينا ذلك من النضال المشترك من أجل دعم الحقوق العادلة للشعب العربي الفلسطيني في وجه آلة الحرب والعدوان الإسرائيلية.



#عبدالهادي_مرهون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرهون حمّل الحكومة والمعارضة مسؤولية إفشال التجربة النيابية ...
- النواب الديمقراطيون في البحرين يطالبون بالدعم الشعبي لجهودهم ...
- مشروع قانون بتعديلات دستورية قريبا
- مقترح تنظيم العمل الحزبي: للجمعيات السياسية حق التحول التلقا ...
- الديمقراطيين- انتقدت موقف الحكومة من تشكيل الأحزاب
- دعا لهجوم ديمقراطي عربي مضاد . مرهون لـ - الخليج
- أتاح موقعكم مساحة رحبة من الحرية لقينا فيها فرصة الانطلاق وا ...
- مجموعة الوطنيين الديموقراطيين في البحرين تتلقى رداً من السفي ...
- بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الفساد - مجموعة النواب الوطنيي ...
- دفع بعدم دستورية إحالة مشروعات القوانين إلى مجلس الوزراء
- بمناسبة يوم التضامن العالمي مع فلسطين مجموعة النواب الوطنيين ...
- محنة بوليفيا بين فساد الأنظمة الديكتاتورية وإستحقاقات العولم ...
- نحو حوار وطني جاد ومسؤول
- في ظل ظروف سياسية محمومة في المحيط والجوار: تعزيز التنمية في ...
- التجنيس السياسي - تداعيات وآثار
- انتفاضة الأقصى، ظاهرة مضيئة في زمن العتمة
- رفعة الوطن والمواطن تسبق طموحات النواب
- من أجل تفادي حل المجلس وحصناً للمال العام
- هل يساوي القانون بين الضحية والجلاد في الجريمة والعقاب؟
- مرهون للوسط تحدث عن المعارضة والحكومة والنواب والشورى والأوض ...


المزيد.....




- بعد تقرير عن رد حزب الله.. مصادر لـRT: فرنسا تسلم لبنان مقتر ...
- شاهد: حريق هائل يلتهم مبنى على الطراز القوطي إثر ضربة روسية ...
- واشنطن والرياض تؤكدان قرب التوصل لاتفاق يمهد للتطبيع مع إسرا ...
- هل تنجح مساعي واشنطن للتطبيع بين السعودية وإسرائيل؟
- لماذا يتقارب حلفاء واشنطن الخليجيين مع موسكو؟
- ألمانيا ترسل 10 مركبات قتالية وقذائف لدبابات -ليوبارد 2- إلى ...
- ليبيا.. حكومة الدبيبة تطالب السلطات اللبنانية بإطلاق سراح ها ...
- -المجلس-: محكمة التمييز تقضي بإدانة شيخة -سرقت مستنداً موقع ...
- الناشطة الفلسطينية ريما حسن: أوروبا متواطئة مع إسرائيل ومسؤو ...
- مشاهد حصرية للجزيرة من تفجير القسام نفقا في قوة إسرائيلية


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالهادي مرهون - قوى متشددة ليست مستعدة إلى حلول المساومة التاريخية