أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الشيخ أحمد ربيعة - هل فتح المالكي باب جهنم؟















المزيد.....

هل فتح المالكي باب جهنم؟


أحمد الشيخ أحمد ربيعة

الحوار المتمدن-العدد: 2260 - 2008 / 4 / 23 - 08:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


د. أحمد الشيخ أحمد ربيعة

بهجومه على البصرة، يكون المالكي قد خطا خطوة غير مسبوقة بحدتها باتجاه ضرب المليشيات وعصابات التهريب والجريمة المنظمة في البصرة المنكوبة بحكامها الجدد والتي اصبحت اقبح واسوء صورة للمشروع الإسلامي المنتظر والأحق فان وضع البصرة اصبح وسيبقى هكذا وصمة عار في جبين الإسلاميين المتحكمين في وضع المدينة وفي عموم وضع العراق.
ويبدوا ان صعوبة الكتابة في هذا، رغم كثرة الكتابات في هذا الموضوع، نابعة من طبيعة الأجندات الغير معلنة او السرية للأطراف المحيطة بهذا المشكلة. والكثير من هذه الأطراف أراد بشكل أو بآخر أن يعتاش على هذه المعركة ضاربا كالعادة بمصالح المدينة وسكانها الذين يتحملون بالدرجة الأساسية إثم إيصال هؤلاء السر سرية والقتلة ومن على شاكلتهم الى سدة الحكم في المدينة او في عموم العراق.
فالمجلس الاعلى وجد في ذلك الامر ما يسهل له مستقبلا بازاحة الصدريين باتجاه مشروعه الفيدرالي الطائفي التقسيمي المعتمد أصلا على البصرة والعمارة، والذي لا يتوانى من اجله تحويل عمائم المجلس سوداء كانت ام بيضاء الى ماسحات للمرافق الصحية في البيت الابيض الامريكي. اضافة لتفتيت القاعدة التي اوصلت المالكي الى رئاسة الوزراء مما يفتح الطريق مستبقلا بعد انتهاء صلاحية المالكي امام مرشح المجلس القادم، ثم اعادة شئ من ماء الوجه، فالمعروف ان اي صدامات للصدريين مع مليشيات المجلس وقواته البدرية والتي تم إعدادها بشكل جيد سابقا، سواء التي حدثت في كربلاء او النجف او مدن عراقية أخرى وفي فترات سابقة. فإن قوات المجلس الاشاوس يلوذون بالفرار مع الساعات او بالاحرى الدقائق الاولي للقتال، رغم كون المجلس أثبت فاعلية ونشاطا مرموقا في عمليات الاغتيال والتهجير وإرهاب الناس وغيرها من الامور المعروفة. فانهم يخوضون هذه العملية بواحهة القوات الحكومة المدعومة بالاسلحة الثقلية.
وعلى الجانب الاخر برز الجعفري والجلبي والنجيفي بملابسهم االبيضاء الملوثة باوساخ الطائفية والانتهازية السياسية والمصالح الضيقة وغيرها ليلعبوا دور الوسطاء بين الحكومة والصدريين. هذه الدعوات الغير نزيهة لم تجد لها اي صدى بين اقرب الاطراف لهولاء. من جانب اخر يعكس هذا الامر جحم الصراع بين تيار المالكي والجعفري والذي هو مرشح لياخذ أبعادا أكثر في القريب العاجل.
رغم الشعارات البراقة التي يرفعها الصدريون والتي تلامس بعض مشاعير العراقيين إلا أنهم كانوا في واقع الامرمع سرسرية جيشهم، واحد من أسوء القوي التي دمرت البصرة، ورغم تركزهم في مناطق شعبية محددة الا انهم يعرفون حجم الرفض الذي يخصهم به البصاروة كما يخصون به كذلك وبنفس القوة عموم الاحزاب الإسلامية في البصرة. وحتى مناوراتهم السياسية بتحويل امر جيش المكبسلين كما يطلق عليهم في البصرة الى المرجعية ( الصامتة ) ماعادت مقنعة لأحد. وهناك رأي يظهر انه اخاذ في النمو في اوساط غير قليلة من العراقين، بان المرجعية التي ورطتهم بفتواها بدعم قائمة الاتئلاف ومن ضمنهم الصدريين، يبدو أنها غير معنية بالمصير الذي اصاب العراقيين نتيجة سلوكها هذا والنتائج التي ترتبت عليها. واراد الصدر ان يكشف عن مدي عمق صمت المرجعية وخاصة في قضية الموقف من الاحتلال ومن جيش المهدي الذي يدعي الصدرانه شكله من اجل إخراج المحتل، بل وبالأحرى موقفها من عموم مستقبل العراقيين.
ورغم الصراعات العلنية والخفية بين الاحزاب الاسلامية الشيعية المتحكمة في البصرة المنكوبة أصلا منذ أيام النظام الساقط والذي لايعدو كونه صراع سياسي علي مركز السلطة والنفوذ، الا انهم يدركون من جهة أخرى أن سقوطهم في البصرة هو مقدمة لسقوطهم في عموم العراق. لذلك يسعون بكل الأشكال إبقاء حالة المدينة على حافة التوتر الذي لا أعرف الى أي حد سيستمرون به وكانهم يعيدون بذلك تجربة النطام الساقط. وهم وان اختلفوا الا انهم لا يختلفون في ضرورة أسلمة المجتمع (الوجه الجديد لتبعيث المجتمع ) البصراوي كطريق لإدامة الخوف والإرهاب على أبناء البصرة. وكل هذا من اجل التاثير على العوامل التي قد تساهم في اعادة توزيع النفوذ على اسس المحاصصة داخل التيار الواحد. فالموقف لم يكن صادقا تجاه المليشيات وإرهابها وعصابات الجريمة المنظمة واستشراء الفساد والارتباطات الايرانية وغيرها من قباحات اعمالهم. فالكل بدون استثناء متورط بهذا الامر.
فالعامري كمسؤول لقوات بدر يساوي بين جيش المهدي والقاعدة كونهما فقط من حمل السلاح ضد الدولة والجيش. ويتناسى المليشيات الأخرى العلنية والسرية والتي ترتبط بشكل اخر بالمجلس او بإيران. ويرسم صورة جميلة لتحويل منظمة بدر الى مؤسسة غير مسلحة من خلال استيعاب أغلب عناصرها في تشكليلات الحكومة المسلحة وقسم اخر جرى استعابه بشكل اخر. وهذا اعتراف وتاكيد ضمني لما يطرحه الصدرويون للوجه الجديد لقوات بدر بمعنى انه جرى اعادة هيكلة لمليشيات بد ويشكل جديد وإلا لماذا جرى معالجة قضية بدر خارج إطار مشروع وطني لحل المليشيات وخاصة أنه توجد لجنة خاصة لدراسة مسألة حل المليشيات. وبالمناسبة فان كل الأحزاب الشيعية في البصرة تسيطر بشكل أو بآخر على قسم من التشكيلات الحكومية المسلحة كواجهة لها وهذا الامر معروف للجميع. يعني مليشيا حزبية جزء منها تستلم رواتبها من الدولة.
ان الأحزاب الإسلامية الشيعية تدرك رغم صراعها بان اي خلخة في قبضتها الإرهابية على البصرة، فإنه سيؤدي لعودة الحياة الطبيعية لمدينة تعشق الفرح والتسامح والثقافة والابداع والجمال وغيرها من وجوه الحياة المتالقة والكريمة. وفي ظل هذه الأجواء يمكن قراءة اغتيال قائد شرطة الحلة اللواء المعموري الذي اراد ان يحد من سلطة المليشيات في محافظة بابل ومن ثم عملية نقل مسوؤل قيادة العمليات في البصرة الفريق الركن موحان حافظ وقائد شرطة محافظة البصرة اللواء الركن عبدالجليل خلف الذي أشار الى أن بعض الأحزاب في البصرة مصممة على الفوز في الانتخابات المقبلة بالقوة كما فعلت خلال الانتخابات السابقة. ويمكن الاشارة هنا الى المبالغات والتي يبدو أنها متعمدة، والتي ترافقت مع ارتخاء قبضة المليشيات وعودة بعض مظاهر الحياة الطبيعية في البصرة والتي كانت تشكل جزءا من حياة المدينة السابقة منذ ان وجدت، مثل بيع الخمور ومسارعة السنيد للتصريح بإسلامية المجتمع العراقي واستخدام الدستور كيافطة لذلك. إنها تأكيد على سير القوى الإسلامية وأحزابها المتحكمة في الدولة على المواصلة في أسلمة المجتمع العراقي ولو تطلب الأمر إدخال الناس الى الجنة بقوة العصا. ثم إنها تنبه لخطورة عودة الحياة الطبيعة او المدنية للبصرة على سلطة الاحزاب الاسلامية ومشاريعها، وبالتالي دعوة لقوي الإسلام السياسي وبالذات الشيعي لحل محاصصاته بشكل آخر وتقليل قوائم الاغتيالات التي يبدو أنها ستطول عند كل طرف والتي ابتدأت بمحاولة اغتيال الصغير ولا يعرف بمن ستنتهي.
الامريكيون وحلفاؤهم البريطانيون فالمياه كانت تصب في طواحينهم، وإدعاءاتهم من أن المالكي اتخذ قراره دون التنسيق معهم، لا يعدو هذا الأمر إلا كذبا في بلد اصبح الكذب والاحتيال اهم ميزات الحياة السياسية. والا كيف يستطيع المالكي أن يحرك قوات بهذا الحجم دون علم الأمريكان ا لذين يتحكمون بكل مفاصل الجيش. ثم دعوتهم المثيرة للاستغراب لاحتواء التيار الصدري. الامريكيون وحلفاؤهم لن يكونوا مشغولين اقلها كما يقال في الوقت الحاضر او القريب بحل المليشيات بقدر ما هم منشغلين بخلق توازنات بين التيارات السياسية والمليشيات وحتى العصابات إن تطلب الأمر سواء علي جبهة الاحزاب الشيعية او الاحزاب السنية. انهم يسعون لخلق وتعزيز مواقف او جبهة توافقية يمكن خرقها بقدر من السهولة بدلا من جبهة اوموقف وطني موحد، خاصة انهم على ابواب المفاوضات لعقد اتفاقية امريكية عراقية، اضافة لقانون النفط وغيرها. ان هذه الصراعات يتم دوزنتها بما يخدم المصالح الامريكية وستبقى بدون خاسر او رابح وتجربة اقتتال الاحزاب الكردستانية في التسعنيات وقتالها خير شاهد على ذلك.
إن تدهور الأوضاع في البصرة وترعرع العصابات والمليشيات لم يكن بعيدا عن أعين القوات البريطانية ويحملهم البصاروة جزءا كبيرا من هذا الامر. ربما بعد تطمين المصالح الامريكية بشكل رسمي سيتوجهون الى المليشيات والعصابات سواء عن طريق استيعابها او عن طريق حلها او اي شكل اخربما فيه التصفيات، فهم اصحاب خبرة واسعة في هذا الامر.
المالكي بخطوته هذا والتي هي بجاجة الي الدعم والمساندة طرح من جديد على بساط البحث وبقوة، انه لا يمكن احياء المشروع الوطني العراقي في ظل سلطة المليشيات وعصابات الإجرام والإرهاب والفساد. من جهة اخرى اكدت الاحداث ان المالكي او غيره ومدى مصداقيته في طرح او اتخاذ مواقف وطنية جادة فان يديه تبقى مغلولة الى عنقه بسب نظام المحاصصة الطائفية والقومية والحزبية ، الذي هو نتاجه.



#أحمد_الشيخ_أحمد_ربيعة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيوعي والعراقية، من ؟ خسر من؟
- الذكرى الثلاثون لاستشهاد الطالب الشيوعي جمال وناس
- هل ستستوعب الحركة القومية الكردية العراقية الدرس؟
- جند السماء ومحنة حقوق الأنسان
- الى اي حد سيدعم الشيوعين حكومة المالكي؟
- القراءة الخاطئة لبيان الحزب الشيوعي العراقي حول تضامنه مع ال ...


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الشيخ أحمد ربيعة - هل فتح المالكي باب جهنم؟