أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - أحمد الشيخ أحمد ربيعة - الشيوعي والعراقية، من ؟ خسر من؟















المزيد.....

الشيوعي والعراقية، من ؟ خسر من؟


أحمد الشيخ أحمد ربيعة

الحوار المتمدن-العدد: 2240 - 2008 / 4 / 3 - 10:39
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


قبل ايام اعلنت القائمة العراقية فك ارتباط الحزب الشيوعي العراقي عنها، ومحاولة في الاساءة لهيبة الحزب الشيوعي العراقي استخدم البعض من العراقية وخارجها تعبير الطرد. وعودة قليلا الى الوراء يتذكر الكثير منا كيف دعا الحزب الشيوعي العراقي قبل الانتخابات الأخيرة الى تشكيل تكتل او جبهة على اسس وطنية وديمقراطية بعيدا عن الطائفية. ولم تجد مناشدات الحزب الشيوعي من اجل مباحثات واجراءت جادة لتشكيل تحالف كهذا الا في اللحظات الاخيرة قبل اغلاق تسجيل القوائم المرشحة. ولم يجعل الشيوعيون من قضية نسبة تمثليهم في القائمة - وربما كانوا مخطئين في ذلك - مشكلة تحول دون عقد هذا التحالف. وكانوا على امل ان يكون لهذا الاصطفاف نواة لجبهة عريضة ذات طابع وطني ديمقراطي بديلا لمشروع المحاصصة الطائفية والقومية وعلى امل ان يجري لاحقا تجاوز الثغرات التي رافقت التشكيل السريع مثل انجاز البرنامج والنظام الداخلي وغيرها. وشعر الاسلاميون بخطرهذا التحالف، لهذا فقد شنوا حملة ظالمة ضد العراقية واكبر تجسيد لذلك كان تصريح الهنداوي من المفوضية العليا للانتخابات حول الغبن الذي تعرضت له العراقية. وبنفس الوقت شن الاسلاميون وغيرهم حملة واسعة وظالمة ضد الشيوعيين بسب ماضي علاوي الذي تناسوا انه كان حليفهم السابق الذي عزفوا معه وبكل مودة نغمة الحرب والدعم المفتوح للمشروع الامريكي بكل تفاصليه. في كل الاحوال بعد تشكيل البرلمان كان لنواب العراقية صورتهم وصوتهم الواضح والذي تميز عن الآخرين أثناء جلسات البرلمان.
كانت هناك اعتراضات وتحفظات داخل بعض اوساط الشسيوعين والجماهير المحطة بهم على هذا التحالف، وكان هاجس الشيوعيين ومحبيهم هو الاستقلالية بكل أشكالها والذي يشكل الخط الاحمر الذي لا يمكن تجاوزه في أية تحالفات. للأسف لم يفهم البعض هذا الامر ولا يبدوا انهم سيفهمونه قريبا. ظل رئيس القائمة وبعض الاوساط فيها يتصورون بان العراقية عتلة رافعة للسلطة، وليس فهذا الامر ما يعيب في حالة كونها رافعة لتيار وطني ديمقراطي وليس لمشاريع ذات طابع شخصي. لقد كانت هناك اعتراضات حادة على الطريقة التي يدار بها عمل العراقية وعدم وجود نظام داخلي والية اتخاذ القراروتواجد رئيسها الدائم في الخارج ومشاريعه السياسية وغيرها مما هو معروف، ابتدأت منذ اليوم الاول لتشكيلها وبداية شخصنة الدعاية الانتخابية وهذه الملاحظات والانتقادات جاءت من ابرز وجوه العراقية بما فيهم الشيوعيون وغيرهم وبدل أن تلجأ قيادة القائمة للحكمة والتعقل لدراسة تحفظات واعتراضات الآخرين استمرت بروح من الصبيانية السياسية والمغامرة والفردية في معالجة الامور.
لقد كانت الاصوات تتصاعد ومنذ فترة غير قليلة داخل أوساط الشيوعيين ومؤيديهم بالانسحاب من العراقية، ويظهر ان الامر كان محسوما في قيادة الحزب الشيوعي الا ان خطأ الشيوعيين كان في تكتيك انسحابهم، ويتطلب هذا الامر منهم الدراسة الجادة لاسباب تاخر وتطبيق تكتيكهم في الوقت المناسب (رغم انهم اعلنوا ذلك الموقف مسبقا وبشكل علني) ليس علي المستوى التنظمي وانما على المستوي الفكري والسياسى.
ماذا بقى للعراقية في البرلمان؟ فالمعروف ان نصف اعضاء العراقية تقريبا لا يحضريشكل دائم اجتماع مجلس النواب، اضافة للتواجد الدائم لرئيس القائمة في الخارج وكان رئيس الكتلة في البرلمان في معظم الاوقات هو سكرتير الحزب الشيوعي العراقي ، وحضور العراقية في افضل الاحوال لا يتجاوز 15 عضوا، من بينهم الحضور الواضح والدائم للنائبين الشيوعيين، إضافة الى أن المنسحبين الآخرين من العراقية والذين سبق أن تركوا العراقية ولم يتركوا للشابندر والنجيفي متعة اعلان طردهم، هم الاكثر مواضبة على الحضور.
لقد خسرت العراقية أكبر قوة سياسية منظمة فيها، وصاحب اي رؤية سياسية واقعية كان علية ان يدرس مطاليب الشيوعيين التي لا تختلف في معظم جوانبها عن مطاليب النواب الاخيرين المنسحبين من العراقية، بعين الجدية حرصا وتطويرا لوحدة العراقية بدل المهاترات السياسية. فالشيوعيون هم الآن قوة فعالة وحية في الواقع السياسي، رغم كل الملاحظات والانتقادات والنواقص التي تثار حول سياستهم سواء من داخل اوساطهم او من خارجها من القوي الحريصة على تطوير دورهم. ولا يسعني الا ان اشير لحدثتين توكد دورهم، الاولى مارأيناه في احد افلام الفيديو علي احد مواقع الانترنيت، وكان عبارة عن لقاء للسيد مقتدى الصدرببعض كوادر تياره، وحين يرفض الصدر كما يبدو من مطالبة احد كوادر حركته اعطاء مبلغ معين لانشاء مكاتب للتيار بين صفوف الطلبة والشباب، فما كان من الاخير الا ان يذكر السيد مقتدى بدور ونشاط الشيوعيون وكيف انهم سابقا استولوا على عقول الطلبة والشباب حتى عقول ابناء العلماء. الحادثة الثانية ما انتشر من اخبار حول تراس احد القيادات الاسلامية الحزبية الهامة لوفد من الاسلامين ولقائهم بالسيد السستاني ومطالبته باصدر فتوي ضد الشيوعيين على غرار فتوى الحكيم في ستنيات القرن الماضي، ولم يحصل الوفد على مرامه. ورغم كون للشيوعين نائبين فقط ، الا انهم كما عبر احد النواب الإسلاميين في إحدى المجالس الخاصة، بانهم اكبر قوة برلمانية بسب واقعية ومصداقية طروحاتهم وبما تركه من اثر ونقاشات داخل الكتل الاخرى. وبتقديري لو كان التصويت سري داخل قبة البرلمان للمسنا هذا التاثير بشكل ملموس.
يتهم الشابندر النواب الشيوعيين ومواقفهم الأخيرة وخلافاتهم مع العراقية بتصويتهم على بعض القوانين باعتباره انحيازا طائفيا وتقديم مصالح الحزب على مصالح العراقية. وفي الواقع كان هناك نواب اخرون هم الآن داخل العراقية او خارجها صوتوا الى جانب هذه القوانين وهذا الامر معروف، ثم الخلاف على هذة القوانين هو ليس خلافا داخل العراقية وانما هناك خلافات في داخل الشيوعيين أنفسهم وبالأحرى داخل كل القوى السياسية وليس سرا ان تسمع اعتراضات من اوساط الشيوعيين اتجاه هذا الامرومن الضروي اعطاء هذا النقاشات سواء كان المؤيد او المعترض لها، المزيد من الجوانب الفكرية والسياسية ، ويبقى الحكم للايام كي تثبت ماهو الصحيح، ولكن المؤكد والثابت ان النواب الشيوعين لم يصوتوا لهذه القوانين بدوافع طائفية، وهذا لا يعدو عن كونه غير اتهاما باطلا ورخيصا. من جانب اخر هل يوجد حزب سياسي يحترم نفسه سواء في العراق وحتى في العالم لا ياخذ مصالحه بنظر الاعتبار. لقد سبق أن حلم اخرون من قبل بان يروا يافطة الشيوعيين مكتوب عليها الحزب الشيوعي العراقي لصاحبه فلان. ويطهر ان المشكلة ليست في الواقع وانما في احلام البعض.

الشيوعيون العراقيون وهم يستقبلون الذكرى 74 لتاسيس حزبهم المقدام لن يكونوا حزب الشهداء اعتزازا بتاريخهم فقط وانما حزب الاحياء اعتزازا بمستقبلهم ومستقبل شعبهم ووطنهم. فهم يؤكدون عزمهم على تطويرقواهم على كافة الاصعدة التنظمية والسياسية والفكرية، لكي يبقوا قوى حية داخل المجتمع. انهم كانوا وسيبقون هكذا ملح الارض.



#أحمد_الشيخ_أحمد_ربيعة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذكرى الثلاثون لاستشهاد الطالب الشيوعي جمال وناس
- هل ستستوعب الحركة القومية الكردية العراقية الدرس؟
- جند السماء ومحنة حقوق الأنسان
- الى اي حد سيدعم الشيوعين حكومة المالكي؟
- القراءة الخاطئة لبيان الحزب الشيوعي العراقي حول تضامنه مع ال ...


المزيد.....




- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...
- في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة ...
- تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة
- -الكوكب مقابل البلاستيك-.. العالم يحتفل بـ-يوم الأرض-
- تظاهرات لعائلات الأسرى الإسرائيليين أمام منزل نتنياهو الخاص ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - أحمد الشيخ أحمد ربيعة - الشيوعي والعراقية، من ؟ خسر من؟