دور شركة الكفالة المصرفية في تمويل المشروعات الصغيرة العراق

فلاح خلف الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 2259 - 2008 / 4 / 22 - 03:49
المحور: الادارة و الاقتصاد
    

أعلن القطاع المصرفي العراقي عن تأسيس أول شركة للكفالة المصرفية برأسمال قدره (5.450) مليار دينار عراقي لتتولى مهمة ضمان القروض الصغيرة والمتوسطة التي تتراوح ما بين (5- 250) ألف دولار. وتنبثق أهمية تلك الخطوة من الدور الذي يمكن أن تلعبه تلك الشركة في انتشال المشروعات الصغيرة من حالة الاضمحلال والتدهور التي تعيشه حاليا، والمساهمة في تفعيل دورها في عمليات إعادة الاعمار وعملية إعادة هيكلة بنية القطاع الصناعي. ويمكن أدراك أهمية تلك الخطوة أذا علمنا أن مصادر تمويل معظم المشروعات الصغيرة في العراق تنحصر حالياً بالمدخرات الشخصية لمالك المشروع، لمحدودية مبالغ التمويل المقدمة من قبل المصارف التجارية، فارتفاع درجة مخاطر القروض المصرفية المقدمة للمشروعات الصغيرة للشكوك التي تعتري عملها، الى جانب انخفاض الجدوى الاقتصادية لبعضها، وتأثرها الشديد بتقلبات السوق، وعدم قدرتها على توفير الضمانات التقليدية اللازمة للحصول على التمويل، قد دفع المصارف التجارية والمتخصصة الى تبني سياسة تقوم على تقديم نوع من المعاملة التفضيلية للمشروعات الكبيرة سواء في سعر الفائدة أم في فترات السداد وعلى حساب المشروعات الصغيرة، وقد تعززت تلك السياسة بتحيز الحكومة للمشروعات الكبيرة، يضاف الى ذلك المشاكل الخاصة بالمشروعات الصغيرة ذاتها، المتمثلة بعدم التزامها بمعايير التقويم المعتمدة من قبل المؤسسات المصرفية، وضعف نواحيها الإدارية والإنتاجية والتسويقية والقانونية والتشريعية، وضعف التخطيط لديها وافتقارها الى الدراسات العلمية والخدمات الاستشارية .
وتجدر الإشارة الى عملية التمويل المصرفي تبنى وفقاً لعدد من الضوابط التي تضمن استرداد رأس المال و الأرباح، من أهم تلك الضوابط، اختيار عملاء من ذوى الأهلية والسمعة الحسنة والمركز المالي القوي، واختيار المشروع وفقاً لدراسة جدوى مناسبة، وتحديد نوع الكفالة التي يمكن قبولها وحدودها المالية. ولمعالجة تلك الاشكاليات في العراق ينبغي الاستفادة من تجارب بعض الدول، التي تمتلك الخبرة في عمل هيئات الكفالة المصرفية، حيث أقترن النجاح الذي حققته المشروعات الصغيرة في كل من الولايات المتحدة الأمريكية واليابان والصين والهند وكوريا الجنوبية وماليزيا بوجود تلك الهيئات بعد أن قامت تلك الدول بإنشاء هيئات مالية متخصصة تتبنى مجموعة من الآليات لضمان المخاطر المترتبة على القروض ، ولتحقيق عدد من الأهداف من أهمها:-
1- المساهمة في تغطية جزء من الخسائر الناجمة عن حالات التخلف في السداد لدى البعض من المشروعات الصغيرة المقترضة .
2- توفير الكفالات المصرفية لضمان عملية تمويل رأس المال الثابت والتشغيلي .
3- اقتسام المخاطر فيما بين المصارف ومؤسسات الكفالة المصرفية .
4- التخفيف من القيود الإدارية والبيروقراطية التي ترافق عملية منح القروض للمشروعات الصغيرة.
5- تشجيع دخول الشركات الصغيرة والمتوسطة في شراكة مع فروع الشركات الكبرى.
6- تدعيم وتطوير برامج التسويق تعد التجربة الأمريكية من أغنى التجارب في هذا المجال، فرغم أننا أمام أكبر اقتصاد حر في العالم، ألا أن ذلك لم يمنع الحكومة الأمريكية من التدخل لحماية المشروعات الصغيرة ومساعدتها على تخطي عقباتها التمويلية والتسويقية. فأصدرت منذ العام 1953 قانونا خاصا لحماية مصالح المشروعات الصغيرة، وأسست لهذا الغرض وكالة فيدرالية تحت اسم إدارة المشروعات الصغيرة"small business administration ". يعمل فيها حاليا أكثر من (3000) عميل وبميزانية تصل الى أكثر من مليار دولار وتمتلك (70) فرعا في الأراضي الأمريكية. واستفاد من دعم هذه الوكالة حوالي (20) مليون مشروع صغير خلال (53) عامًا، والى جانب دورها التمويلي والتسويقي لعبت " SBA " أدوار أخرى من أبرزها:
1- دور المرشد للإعمال:- من خلال توفير المعلومات اللازمة لتأسيس الشركة، وكيفية الحصول على التمويل اللازم، وخطة التنمية والتسويق والتحليل المالي والتحكم في التكاليف ودراسة السوق والتصدير.
2- دور المعلم:- من خلال التنظيم المستمر للدورات التي يحضرها رؤساء الشركات الصغيرة الحاليون أو المرشحون لهذا المنصب، وتتناول هذه الدورات موضوعات تتعلق بأساليب الإدارة والتنظيم والتسويق والتمويل واختيار النظام القانوني للشركة، وكيفية وضع خطة العمل وغيرها.
3- برامج التأهيل:- أنشأت الوكالة (57) مركزا لتنمية المشروعات الصغيرة بالتعاون مع الجامعات والقطاع الخاص والحكومات المحلية، بهدف تأهيل وإرشاد قادة تلك المشروعات وتقديم المساعدة لهم في الإدارة والتنظيم والتسويق والتمويل، الى جانب المساعدات التقنية في العملية الإنتاجية، وكيفية إعداد دراسات الجدوى الاقتصادية لتأهيل المشروع للحصول على برامج تمويل SBA .
4- توفير المعلومات:- تلعب الوكالة الفيدرالية دورا أساسيا في توفير جميع المعلومات الضرورية للمشروعات الصغيرة وبخاصة عن احتياجاتها من المدخلات الوسيطة والمستلزمات‚ وحجم العرض والطلب والأسعار والمواصفات وغيرها.، عن طريق مراكز معلومات توفر مجموعة من برامج الكمبيوتر الخاصة بإدارة الشركات وقواعد بيانات عن أنواع المشاريع، كما تضم هذه المراكز مكتبة تحتوي على (400) كتاب عن تأسيس الشركات بجانب شرائط الفيديو وكيفية إدارتها هذا بجانب خدمة هاتفية خاصة بهم للاستفسار عن أي شيء يتعلق بالشركات الصغيرة، وموقع إلكتروني خاص ب" SBA " تتوافر عليه كافة المعلومات عن هذه الإدارة وبرامجها

#فلاح_خلف_الربيعي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات