أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - احمد سوكارنو عبد الحافظ - ليس دفاعا عن عصام الحضرى














المزيد.....

ليس دفاعا عن عصام الحضرى


احمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2249 - 2008 / 4 / 12 - 03:13
المحور: عالم الرياضة
    


قبل الحديث عن محاولات حارس مرمى النادى الأهلى عصام الحضرى للاحتراف فى نادى سيون السويسرى وحتى لا نتهم بكراهية نادى القرن فإننى أشير إلى تلك العاطفة الجياشة التى أحملها تجاه النادى العريق الذى استحوذ لاعبوه الأفذاذ— من أمثال صالح سليم وطارق سليم ورفعت الفناجيلى وطه إسماعيل وعادل هيكل وميمى الشربينى—على عقول الأطفال والشباب فى منتصف الستينيات. بداية قد نتفق جميعا على أن الحضرى ساهم فى الانجازات التى حققها النادى الأهلى فى السنوات السابقة ونعرف أيضا أن الأهلى ساهم فى شعبية وتفوق الحضرى الذى اختير حارسا لمرمى المنتخب الوطنى. ولا يوجد ثمة خلاف حول جسامة الخطأ الذى ارتكبه الحضرى فى حق ناديه عندما سعى للاحتراف الخارجى مستخدما أساليب بعيدة عن الشفافية مما الحق الضرر بمكانته فى قلوب جماهير النادى العريق. ولكن من الأهمية بمكان أن نضع الأمور فى نصابها ولا نتوقف كثيرا أمام أزمة ستجد طريقها للحل من خلال القنوات الشرعية. والتساؤل الذى يجول بخاطرى هو لماذا صار الصراخ والعويل وسيلة من وسائل التعبير عن الاختلاف فى الرأى كلما قرر لاعب ما أن يمارس حقه فى الاحتراف وفقا للقوانين واللوائح الدولية؟

لقد ساهمت وسائل الإعلام بشكل أو بآخر فى زيادة نسبة الاحتقان والغضب الذى انتاب عشاق الكرة حين رحل الحضرى ساعيا إلى الانضمام للنادى السويسرى ثم تركت المجال للجماهير للتنفيس عن غضبهم عبر الأثير. لقد شاهدنا فى برنامج هايد بارك الرياضة (فى قناة دريم) المشاهدين ينتهزون الفرصة تلو الأخرى لصب جام غضبهم على الحضرى ووصلت الأمور إلى اتهامه بكل الصفات السيئة بما فى ذلك الخيانة والعمالة لناد أجنبى هذا رغم أنهم يعلمون كل العلم أن سويسرا من الدول المحايدة والمسالمة فى أوربا ولا تضمر أية نوايا عدوانية تجاه الدول الأخرى. وهناك من يؤكد أن الحضرى باع تاريخه من أجل حفنة دولارات وكأن بقية اللاعبين لا يعيرون اهتماما للمال. وقد يغضب البعض عندما أقول إن النادى الأهلى يلوح دائما بالمال لجذب لاعبى الفرق الأخرى وقد يتذكر القارئ أننا لم نسمع العبارات التى تتعلق بالقيم والمبادئ عندما تفاوض أو تعاقد الأهلى مع لاعب مثل حسنى عبد ربه حيث كنا نلقى باللائمة على جماهير الإسماعيلى التى هامت فى الشوارع وأخذت تكيل اتهامات الخيانة للاعب الشهير مما أجبره على التراجع عن قراره. واليوم تنطلق السنة جماهير النادى العريق لتكيل السباب والشتائم للحضرى. ومن هول الاتهامات التى تساقطت على رأسه ظننت أن الحضرى ما هو إلا جاسوس باع أسرارنا العسكرية للعدو أو جزار بولاق الدكرور الذى اعتاد على بيع لحوم الحمير النافقة وأحشاء الحيوانات الميتة كما جاء فى جريدة المصرى اليوم أو الوفد الصادرتين فى الأول من ابريل أو ربما كان الحضرى هذا موردا للبسكويت المدرسى الذى أدى إلى تسمم 197 من تلاميذ مدرستين ابتدائيتين فى الإسكندرية وظننت أيضا أن الحضرى مهرب دقيق يتسبب فى أزمة الخبز وطوابيره القاتلة. والغريب أن الحضرى برىء براءة الذئب من كل التهم السابقة والخطأ الذى ارتكبه هو الرغبة فى الاحتراف ضاربا عرض الحائط بمصالح ناديه وهذا ما أعترف به الحارس واعتذر عنه فور عودته غير أن الاتهامات التى تبناها محبو وعشاق النادى الأهلى لم تتوقف بل طالت المدير الفنى للمنتخب حسن شحاتة لعدم استبعاده من قائمة المنتخب ناسين أن الحضرى ساهم فى تحقيق بطولتين إفريقيتين متتاليتين وناسين أو متناسين أن إدارة النادى الأهلى سبق أن أجبرت عددا من اللاعبين على الاعتزال المبكر ومنهم طاهر أبو زيد وربيع يسن وعلاء ميهوب ومحمود صالح فكيف يضمن الحضرى أنه لن يتعرض لنفس الموقف؟

ومن سوء حظ الحضرى أنه اختار التوقيت الخطأ للهروب إلى جبال سويسرا بحثا عن الاحتراف أو عن المال. ففى الوقت الذى يحرص فيه الحضرى على تأمين المستقبل—الذى لا يعلمه إلا الله—تسعى الجماهير التى حملته يوما ما على الأعناق إلى تأمين الحاضر وتكافح من أجل الحصول على السلع الغذائية وهى الأزمة الى تدفع الناس إلى قضاء نصف اليوم فى طوابير طويلة لشراء الخبز أو لشراء السولار أو البوتاجاز وخلافه من مستلزمات الحياة. وفى الوقت الذى يسعى فيه الحضرى لتأمين مستقبل أسرته تنطلق الصرخات من الأسر المصرية التى تعانى من شدة العوز والفقر، فهذه امرأة فى برنامج "نأسف للإزعاج" (قناة دريم) تستغيث قائلة إن دخلها لا يزيد عن مائة أربعة وعشرين جنيها فكيف تدبر أمورها فى ظل الغلاء الفاحش وتلك امرأة أخرى تصرخ أنها وقفت منذ الصباح الباكر للحصول على بضعة أرغفة لا تغنى ولا تسمن من جوع. وربما يتوقف المرء ليتساءل: لماذا يترك المواطنون مشاكلهم وأزماتهم اليومية ليهتموا بأزمة الحضرى لدرجة أن أحد المواطنين حث مذيعى قناة دريم على ضرورة الكف عن مناقشة هذا الموضوع فاقترح عليه المذيع أن يبدأ بنفسه ويتحدث فى الموضوع الذى يعجبه فإذا بالمواطن يتحدث لمدة نصف الساعة عن أزمة الحضرى والسؤال الذى يبحث عن إجابة: هل هناك تفسير لهذا الهوس بمشكلة حارس المرمى؟ ربما تكمن الإجابة فى مبدأ من مبادئ فرويد التى تسعى إلى تفسير السلوك الإنسانى وهو الإسقاط. وهذا المبدأ يتجلى فى إسقاط الإنسان لرغباته الدفينة التى يحاول أن يتبرأ منها أو إحباطاته ومشكلاته الحياتية التى يرغب فى التخلص منها وذلك من خلال إلقائها وإسقاطها على الآخرين وهذا الإسقاط الذى يعد وسيلة من الوسائل الدفاعية المتاحة للإنسان قد يتحول مع مرور الأيام إلى هوس وفكرة متسلطة.

أعتقد أن معاناة الجماهير من شظف العيش وهموم الحياة التى تحاصرهم من كل جانب تؤدى دائما إلى البحث عن مخرج للهروب من هذه المشاكل والمتاعب التى لا تستطيع مواجهتها، وهذا الوضع يؤدى إلى تصويب فوهة البنادق تجاه هدف وهمى ليس هو المقصود فى العقل الباطن ولكنه لا إراديا ولا شعوريا يحل محل الهدف الحقيقى (المشاكل والأزمات). والهدف الوهمى فى الحالة التى نشير إليها هو الحضرى الذى أصبح مصدرا لغضب الجماهير وهدفا لانتقامهم.



#احمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- اليابان تغتال حلم قطر في بلوغ الأولمبياد
- سبب غريب وراء تدهور حالة لاعبي الاتحاد السعودي البدنية
- بعد بقاء تشافي.. برشلونة يدمر خطط ناد إنجليزي
- الحكومة الإسبانية تسن قانونا جديدا باسم مبابي!
- بطولة إنكلترا: سلوت -واثق- من أن مفاوضات فريقه فينورد مع ليف ...
- الوادا ستبدأ مراجعة مستقلة لقضية المنشطات الصينية
- -الترجي- يطارد النهائي التاسع.. ويطمح لـ-مونديال الأندية-
- تشافي يكشف -سر- البقاء في برشلونة
- -قطار- مان سيتي لا يتوقف.. رباعية في مرمى برايتون بالدوري
- شاهد.. دي بروين يحرز هدفا على طريقة الهولندي الطائر فان بيرس ...


المزيد.....

- مقدمة كتاب تاريخ شعبي لكرة القدم / ميكايل كوريا
- العربي بن مبارك أول من حمل لقب الجوهرة السوداء / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - احمد سوكارنو عبد الحافظ - ليس دفاعا عن عصام الحضرى