محمد وهيب فتاح : عليك بالمستقبل !!

ناظم السعود

الحوار المتمدن-العدد: 2249 - 2008 / 4 / 12 - 03:05
المحور: حقوق الانسان
    

يروي ان شيخا في السبعين من عمره شوهد وهو يدور في الاسواق والطرقات مناديا بصوت مقهور : اين هو المستقبل ؟.. دلوني عليه! وقال بعض الناس وهم يتبعونه باسف وعطف : ياللمسكين لقد ضيعته الوعود طفلا وشيخا!
وقد شاع في المدينة ان الشيخ ولد لعائلة كانت تنهج الشدة في تربية ابنائها، فحين كان طفلا لم يسمحوا له ان يمرح مع ويلعب مع اقرانه وقالوا له .. اياك واللعب الآن فامامك المستقبل !، وبلغ مبلغ الدراسة فادخلوه وهم يعظونه بان لايلهيه شيء وليرنو للمستقبل حسب!,, وجاءت مرحلة الشباب فاذا بهم يصرخون محذرين : تجنب العواطف المهلكة ,, وعليك بالمستقبل. !
ووصل مرحلة الجامعة واهله مازالوا يوصّونه .. هنا المخبرين والثعابين وباعة السموم فدعك من الجميع والتزم بمستقبلك !، وتخرج منها والتزم عملا والوصايا تحفّ به.. اياك والتجمعات والجماعات خارج عملك وانظر فقط الى مستقبلك!.. وهكذا كرّت السنون والعقود وانحنى ظهره فاذا به وحيدا عليلا.
واهله اما ماتوا واما تشتتوا وانتبه ليكشف متأخرا ان المستقبل اصبح خلفه!
تذكرت هذه الرواية وانا اسمع واقرأ واتابع مصائر معتلة وحقوقا تراجعت الى
الخلف البعيد وجميعها فقدت ماضيها وحاضرها انتظارا لمستقبل لايجيء.!
هل تريدون مثالا؟
هذا هو الكاتب والشاعر محمد وهيب فتاح احتفل قبل ايام بمرور ثلاثة عقود على محنه المتناسلة من دون ان يظهر أي بارق ليمحي او يخفف آلامه المتكلسة، واكثر من هذا فان الحاضر بات يتحالف مع ماضيه في توسيع
رقعة مواحعه وحقوقه الموءودة!!
والواقع انني تابعت معاناة محمد وهيب منذ سنوات وكتبت عنه واوصلت ماينوء به لعدة جهات ولكن الصمت وربما التجاهل هو الصدى الوحيد.
الذي جاء ردا على ماكتبت او ماكتبه سواي، فهل من المعقول ان يعيش اديب لأكثر من ثلاثة عقود زمنية في جحيم الانتظار والوعود ومعه ( فايل ) ضخم يضم معاناة شخصية وعائلية وقانونية وكلها تشرح ماجرى له
ومدى آلامه وخساراته وبرغم هذا فلايجد مستمعا او متفهما واحدا؟!
لقد فقد ابرز سني عمره وتدهورت صحته بشكل كبير وخسر بعضا من اهله
وكل هذا موثق لدى جهات رسمية ونقابية ولكن هذه الجهات (ومنها مثلا
جريدة طريق الشعب ودار الكتب والوثائق وجمعية السجناء السياسيين) اكتفت
بالاعلام وتزويد (الموما اليه !) بكتب التاييد من دون ان تبدي جهدا حقيقيا بالدفاع عنه واستحصال حقوقه المخرة... واظنهم جميعا يفعلون مع الاديب محمد وهيب مافعله الاهل فيرواية الشيخ والمستقبل اعلاه!
وبدوري سأكون مضطرا لأنصح محمد وهيب فتاح : صبرا ... وعليك بالمستقبل.!!

#ناظم_السعود (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات