نشيد
انظر إلى الدخان يصعد ويطير
كم هيئة يتخذ
كم شكل يصنع
كم روح تشرق وتنتشر.
عود بخور العنبر
كل روح تصعد للسماء
كل جسم يهبط كالرماد
الفاتحة
على النزع الأخير
والصلاة
على السر في الرائحة.
الميت
قِبلة.
إيقاع
قلبي الأحمر
ينبض.
بلا دم،
قلبي بنفسجي
لا ينبض.
الإيقاع ً
أزرق.
خفة
في آنية زجاجية خضراء
سكبت الرمل
بخفة
كي لا ينزعج من اللون المضاد.
الرمال معتادة حملها في الريح
باتجاه الريح
و ربما بلا حنين
إلى وطن.
خداع اللغة
كل اللغات تؤنث الطبيعة
مع ذلك بقيت
أنوثة الطبيعة توجد كائناً
وذكورتها تحدد ماهيته.
كل اللغات تذكر الإنسان
ذلك الذي
يا للغرابة
أوجدها.
راقب
القهوة التي أشربها كل صباح
تدخلني بسر الحقول التي أنحبتها
في أمريكا الاتينية.
القهوة التي اشربها كل صباح
تدخلني بسر الجثث التي دفنت تحت الحقول التي أنجبتها
في أمريكا اللاتينية.
القهوة التي أشربها كل صباح
تدخلني بسر الأيدي التي دثتها في حقول أمريكا اللاتينية.
كل صباح أشرب
قطعة من الأرض الغربية
مرت عليها الشمس والماء والريح
كل صباح
أشرب حضارة المايا فردا فرداً
كل صباح أشرب حسابات الفلك والزرع
وآثار التفاصيل العائلية التي دخلت مزاج الفلاحين
قبل واثناء الزرع والري والحصاد
كل صباح
يدخلني صيف وغناء يخفف
من قسوة العمل.
غير أني أعتقد
أن هذا البن الحبة حاملة السر
حرقت بنار مصرية قديمة التحنيط
وطحنت برحى صوفية
عبرحركة الجسم الطاحن بين النقطة والدائرة.
كل صباح
مع صعود الشمس وانتشار الأشعة
أضع مقدار من كل هذا الخليط
بملعقة من حديد مارس
في كنكة من نحاس فينوس
لها مقبض خشبي يحمل ذاكرة الشجرة المحرمة
أضيف ماء النيل الساري من عمق الحبشة
وأنضجها
على نار برومسيوس
ثم أصبها
في فنجان ياباني صغير بلا مقبض
وأشربها في النهاية
على الطريقة التركية
أي
بطبقة من البن على السطح
اسمها الوجه
طبقة كثيفة
تماما
كالحائط الرابع الذي
قرر بريخت أن يكسره.
الاحد، 28 كانون الاول، 2003
الطبيعة
عندما نموت
تأخذنا الأرض
كالبذرة
كالسماد
وتتبخر أرواحنا نحو السماء
كاحتمال مقبل للمطر.
عندما يسقط المطر
تعود الروح إلى البذرة
ونصبح
أخيراً
كلنا
أشجاراً محرمة
تستعيد مكانتها
في الجنة.
الغراب الأسود
سأفتح عيني لأرى الموت
فلو أغمضتهما
سأموت.